يصهلُ الحبُّ عويلًا كلما ماتت حمامةٌ في صومعتي،..
كسرتُ فخارَ أعرافي؛
فسالَ منهُ مشانقَ وعشّاقَ قتْلى،
في محرابٍ يفسخُ الناسُ رؤوسهم عندَ بابهِ..
يصهلُ الحبُّ عويلًا كلما ماتت حمامةٌ
في صومعتي،
وندفت عيونُ غمامةٍ وحيدةٍ
تفترسها السماءُ هتّانًا..
أسيرُ بلا قدمٍ،
وأرتدي ذاكرةً رثة،
تعلمتُ الشِّعرَ والأتراحَ،
ولملمتُ شتات الليل من عينِ بغداديةٍ ماطرة،
في قلبي قصيدةٌ شاميةٌ مازالت تنزفُ جريحةً..
كنتُ يمامـةً في قلبِ بيداءَ كليمة،
وأيائلٌ تغفى على كتفي المضنى بنجومٍ مُعتمة..
يدمعُ الورد الضرير معنىً باهتًا على أبياتِ قصائدي،
ويَزُوفُ من سطورها عصافيرُ دونَ أجنحةٍ،
وليالٍ ساقت إلى محجريها أنواءً تَحرقُ مقلتيها..
كان الحبُّ يحتضرُ على آخر تنهيدتين باكيتين
من رئة الأقحوان الميت،
وكانت تغفو حمامةٌ حمراءُ
على قفير شفاهِ بدويةٍ مليحة،
منسكبًا في جوف صحراءَ قاحلة..
يرتدي النهرُ العاري أوجاعَ المساء،
يصارعُ خلفَ متراسٍ دمعةَ عاشقٍ مبتورةً
على خد الأفقِ البعيد..
نزعتُ المسافاتِ التائهة من ذاكرةِ النسيان،
لكن من ينزعُ شظايا الدّمِ
من ذاكرة الغراب المغدور؟!
من يعلّمُ الكُرْهَ معنى الهيام المخضبِ
بهديل الهدهد الحزين؟!
من يوقظُ الرياحَ العاتية من سُكْرِها؛
إذن لبكت فوق قبرِ أغصاني المهشمة..
آمنة البوعينين..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات