الصعوبات والتحديات التي يوجهها معلم التربية الخاصة في التعليم عن بعد

عندما نتحدث عن موضوع التربية الخاصة بشكل عام والطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص فإننا نتحدث عن مظلة تشمل اختلافات متنوعة في العمر، والاهتمامات، والقدرات، والإعاقات، لذا نرى أن لكل شخص في هذه الفئة احتياجات فردية تتطلب معلم متخصص يعمل وفق برنامج فردي لتلبية هذه الاحتياجات.

في الوضع الطبيعي السابق كان دور معلم التربية الخاصة واضح ومحدد ويتمثل في تقييم الطلبة وجاهياً من خلال بعض النماذج الرسمية والتواصل مع معلميهم للتأكيد على أبرز جوانب القوة والضعف ومن ثم العمل على إعداد خطط فردية خاصة بكل طالب بناءً على احتياجاته تنفذ وفق جداول زمنية محددة وبأساليب وطرق متنوعة تتضمن الجانب الحسي الذي يساهم بإيصال المعلومة للطالب بسهولة ودون تعقيد وكان من أساسيات العمل مع هذه الفئة من الطلبة التعاون الوثيق مع أولياء الأمور، لكننا الآن وبوجود (COVID-19) نمر بمرحلة حساسة جداً تتطلب منا التفكير ملياً بهذه الفئة ومتطلبات العمل معها في ظل هذه الجائحة وانتشار التعليم عن بعد. فكيف يمكن أن يقدم معلم التربية الخاصة الدعم الكافي لطلابه الذين يمتلكون متطلبات مختلفة جداً وما هي الصعوبات والتحديات التي يواجهها؟

لابد من الإشارة إلى أن فكرة التعليم عن بعد كانت مفاجئة للجميع وبالأخص لأولياء الأمور، حيث وجدوا أنفسهم تحت ضغط ناجم عن العديد من المسؤوليات والمهام التي تتضمن خسارة البعض لعملهم بسبب الجائحة وعدم القدرة على توفير متطلبات احتياجاتهم العائلية الأساسية، إضافة إلى التفكير بمستقبل أبنائهم وتعليمهم وصحتهم المهددة بالخطر نتيجة للفيروس، وعلاوة على ذلك أيضاً تعليم أبنائهم عن بعد وضرورة توفير أدوات وأجهزة لتحقيق التعلم بهذه الطريقة. فلك عزيزي القارئ أن تتخيل ما يواجهه معلم التربية الخاصة عندما يطلب من ولي الأمر ضرورة التواصل معه لمتابعة ابنه ذو الاحتياج الخاص في المنزل ومساعدته في تلقي التعليم عن بعد، فبينما يكافح جميع المعليمن مع الوضع الطبيعي الجديد، يواجه معلمو التربية الخاصة على وجه الخصوص تحديات وصعوبات لا مثيل لها في نقل كل من التعليم والطلبة وأسرهم إلى التعليم في المنزل المصمم خصيصاً لتلبية احتياجات كل طالب، ولكم أبرز التحديات والصعوبات التي يواجهها معلم التربية الخاصة في التعليم عن بعد:

1-إمكانيات الأهل المادية وظروفهم الاجتماعية التي تقف عائقاً أمام توفير أجهزة حاسوب أو إنترنت لمواصلة التعلم عن بعد.

2-المستوى الأكاديمي لأولياء الأمور ومدى قدرتهم على المساعدة بناءً على إرشادات وتوجيهات معلم التربية الخاصة في بعض الأمور التي تتطلب تدريب وتعليم متخصص.

3-تحديات وصعوبات يواجهها معلمو التربية الخاصة الكبار في السن من حيث قدرتهم على استخدام التكنولوجيا وتوظيفها في التعليم عن بعد.

4-انزعاج بعض الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة من تغيير الروتين المنتظم الذي اعتادوا عليه في المدرسة ورفضهم لكل ما هو جديد وعدم توفر الدافعية لديهم للتعلم عن بعد.

5-عدد أفراد الأسرة وعدم توفر المساحات الكافية التي تضمن الهدوء أثناء التعلم عن بعد.

6-وقت الحصص وتضاربه مع حصص باقي أفراد العائلة من الأخوة والأخوات، مما يسهم في الضغط على شبكة الإنترنت وضعفها أو فصلها وعدم تمكن الطالب من إكمال حصصه ومهامه مما يؤدي إلى تشتته وشعوره بالفوضى وعدم التركيز.

7-الأم والأب العاملين وظروف عملهم ومدى تواجدهم في المنزل لتقديم المساعدة من خلال توفير أجهزتهم للتواصل الدائم مع المعلمين.

8-العمل مع الطلبة ذوي الحركة الزائدة والتشتت وعدم الانتباه عن بعد وكيفية التحقق من إنجازهم وإكمالهم للمهام بشكل مستقل.

9-القدرة على التقييم والرصد الدقيق لمدى تطور الطالب عقلياً وذهنياً وأكاديمياً بناءً على مرحلته العمرية ما بين السنة الماضية والسنة الحالية وفي ظل التعلم عن بعد.

10-إمكانية تقديم الخدمات التي اعتاد الطلبة على تلقيها في المدرسة مثل تنمية العضلات والعلاج السلوكي وغيرها من الخدمات في بيئة منزلية أو من خلال بعض التطبيقات الإلكترونية.

وفي النهاية علينا جميعاً أن نتعاون في هذا الظرف الطارئ ونتعلم من تجاربنا ونحافظ على صحة أبنائنا ونبذل أقصى جهدنا لتوفير أفضل الفرص للتعليم عن بعد ولمساعدة معلم التربية الخاصة من تحقيق أهدافه وتقديم المساعدة لطلبته والإرتقاء بمستوى تعليمهم وتطويرهم في شتى المجالات قدر الإمكان وضمن الإمكانيات المتوفرة.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أ. ديالا قواسمي

تدوينات ذات صلة