تحويل مسار الصراع من خلال التفاوض والحوار البنّاء.
كثيراً ما أختلي بنفسي ويتبادر إلى ذهني العديد من المواقف التي حصلت معي خلال اليوم لأجد أنني في حيرة من أمري حول بعض القرارات أو ردات الفعل التي أخذتها تجاه بعض المواقف، فأتوقف عندها للحظة وأطرح على نفسي بعض الأسئلة…هل القرار الذي أخذته كان صحيحاً؟ هل اختلاف وجهات النظر يستدعي وجود صراع بين أصحاب الآراء المختلفة؟ لربما نشأتنا في عالم مليء بالصراعات الدينية، والمجتمعية، والحزبية، والعائلية والوطنية كان سبباً في تقمصنا لبعض الشخصيات التي قد تكون بعيدة عن مضموننا الداخلي لنجد أنفسنا مضطرين لأن نكون بشخصياتنا الحقيقية في محيطنا الآمن أي بين المقربين من العائلة والأهل فقط، حيث يستدعي خروجنا من هذا المحيط أن نكون جاهزين للبس قناع وخوذة تحمينا من المجتمع الخارجي، حيث لا أمان هناك ولا حب ولا مهنية ولا ضمير ولا أمانة أو إخلاص. هل حقاً هذا ما يحصل معنا؟
أحياناً نطلق أحكاماً مسبقة دون أن نعطي أنفسنا فرصة للتفكير فيما وراء بعض الصراعات ودون أن نلتمس الأعذار للآخرين والتفكير بهم وبالظروف التي استدعت تصرفهم بشكل معين، فالأصل أن اختلاف الآراء لا يفسد للوّد قضية، لكن في الواقع ما يحدث هو عكس ذلك فليس الجميع يتقبل الاختلاف في الرأي خصوصاً إن كان هناك رئيس ومرؤوس، فلماذا لا نبدأ بالتفكير في تحويل مسار الصراعات التي تواجهنا أحياناً بطرق حضارية تضمن لنا احترامنا لذاتنا وللآخرين؟
وهنا سأطرح بعض المبادئ التي ستساعدنا على تحويل مسار الصراع ومنها:
1-استخدام التواصل والحوار الديمقراطي للتعامل مع أسباب الصراع.
2-الصراحة والوضوح والبعد عن سوء النية.
3-المواجهة القائمة على أساس بناء علاقة إيجابية خالية من أي شوائب.
4-التفاوض من أجل إيجاد حلول للصراع.
5-استدعاء إيجابيات الآخر وطرحها وإلقاء الضوء عليها لتعزيزها.
6-التركيز على الهدف الأساسي ألا وهو المشاركة الفعالة من أجل التنمية من خلال الحوار البناء.
وأخيراً أدعوا الجميع إلى البدء بأنفسهم ومساعدة الآخرين لأن يحذوا حذوهم فأحياناً من يقومون بإيذاء الآخرين هم أنفسهم كانوا ضحايا أو ما زالوا ضحايا ويحتاجون إلى من يأخذ بأيديهم ويساهم في برامج شفائهم من صدمة تعرضوا لها في السابق؛ ليدركوا أنه بإمكانهم تغيير مواقفهم لتصبح أكثر إيجابية وتحمل في مضمونها الخير للجميع.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
كل الحب والاحترام
أضم صوتي لصوتك بشدة