نصائح وإرشادات للعائلة حول مواجهة أزمة "كورونا" وإدارة الوقت والتنظيم والتفويض.

لطالما حلمنا بأن نقوم بالعديد من الإنجازات في يوم إجازة أو في عطلة نهاية العام، إلا أن هذا الحلم سرعان ما يتم الاستيقاظ منه لنجد أنفسنا في نهاية الإجازة ولم نقم بشيء مما خططنا له حيث نكتشف أن الحياة تتحرك بسرعة كبيرة تفوق سرعتنا في تنفيذ أي من المهام التي سعينا لتنفيذها، لكن لحظة …


نحن اليوم أمام حلم أو فيلم يسمى الحجر الصحي لجميع أفراد الأسرة، لربما جاء فيروس كورونا لينبهنا ويعطينا فرصة لأن نغير حساباتنا الأسرية ويساعدنا بالتخطيط السليم الذي يجب أن يبدأ من كل بيت أو كل أسرة حيث جعلنا ندرك قيمة الوقت وكيفية استثماره وتنظيمه؛ لحفاظنا على حبنا الأسري بالدرجة الأولى وتكاثف وتضافر جهودنا العائلية في تحديد أولوياتنا وتحقيق أهدافنا في شتى المجالات، فكل رب أسرة أو أم يسعون إلى تربية أجيال صالحين يمتلكون قيماً إيجابية، متعلمين، مثقفين أملاً في خدمة المجتمع وبناء علماً ومستقبلاً زاهراً ينفعون به وطنهم في ظل ما نمر به من أزمة الفيروس التاجي، لا يسعنا إلا أن نعترف بأنه كان أيضاً سبباً في أن نتوقف حتى ولو للحظات ونعيد التفكير ونقيم حياتنا المنزلية وعائلاتنا وعلاقاتنا وهواياتنا وعملنا، فإذا كنت تشعر بعدم توفر الوقت الكافي فها أنت اليوم تمتلك كل الوقت لتقوم بجميع ما تفكر به من الأمور. دعونا نعترف بأنه من الصعب على شخص واحد في العائلة أن يكون مسؤولاً عن إدارة هذه الأزمة فهل قمتم بتدريب أطفالكم على فن إدارة الأزمات؟


يضطر بعض الآباء والأمهات إلى شرح مفهوم " أزمة الكورونا " لأبنائهم حتى يفسروا سبب الإقامة في المنزل وتوقف الزيارات الاجتماعية أو ضرورة الحرص على النظافة الشخصية، ولكن على الآباء عدم الإفراط في شرح الأزمة ومتابعة الأخبار مع أبنائهم فيصيبونهم بالفزع والاضطراب، فكيف نشرح لأبنائنا مخاطر انتشار فيروس كورونا دون أن نسبب لهم الفزع والقلق المرضي؟


ينبغي أن يستخدم الوالدان لغة بسيطة وواضحة في شرح الموضوع لهم، دون الخوض في تفاصيل عن عدد المصابين والموتى، وعلى الأبويين تناول الأزمة من منظور علمي وأن يجيبوا عن أسئلة الأبناء حولها بما يناسب أعمارهم. وهذه بعض النصائح لأولياء الأمور في التعامل مع أبنائهم أثناء الأزمة ومنها:


1-احذروا من الحديث عن ذعركم أمام الأطفال.

2-لا تستخدموا الدعابة السخيفة مع أبنائكم مثل " ربما تصاب بفيروس كورونا "، لأن الطفل قد يحاول اختبار نفسه كل دقيقة هل أصيب بالمرض أم لا.

3-إذا حدثت للطفل أي سلوكيات تدل على العصبية والتوتر والإنفعال وافتعال المشاكل، وصعوبة في التركيز ، والشعور بالضعف والتعب، وشعور بألم ومغص في المعدة، أو تبول لا إرادي واضطراب في النوم ، هنا يجب عدم توجيه اللوم للطفل أو المراهق على هذه الأعراض والمشاكل بل توفير البيئة الآمنة له.

4-قص على ابنك تاريخ الفيروسات والأوبئة السابقة وكيف أن المصائب انقشعت واستمرت الحياة.

5-عندما يتصرف ابنك بسلوك مشحون عاطفياً مثل البكاء بدون سبب، لا تلوم طفلك، بل احضنه واجعله يفرغ شحنته العاطفية بوسيلة مناسبة لأن بعض الأطفال لا يعرفون طريقة للتعبير عن مشاعرهم سوى البكاء.

6-لا تستخدم مقولات تؤثر سلباً على الطفل بقية حياته مثل " الرجل لا يبكي" أو " الرجل لا يخاف "، لأنها مقولات سلبية وتمثل عنف اتجاههم.

7-حاول طمأنة طفلك أن أي مصاب بالمرض يتم رعايته من خلال نظام عالمي متفق عليه.

8-شارك ابنك في أنشطة ايجابية وخاصة الأبناء من (3-6) سنوات مثل الزراعة في أطباق، القراءة، الدراسة، الرسم، الرياضة، والحرص على وضع جدول أنشطة والالتزام بها حتى لو واجهتهم صعوبة في تطبيقها في البداية.

9-ضرورة الإبقاء على التواصل الاجتماعي مع الأهل فهو يساعد على الاستقرار النفسي للأبناء ومن أجل الصحة النفسية للعائلة ككل، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الاتصال ورؤية الأهل.

10- فتح باب الحوار والمناقشة، واتاحة الوقت الكافي لهم للتعبير عن مشاعرهم واستفساراتهم، والتأكيد على أن العلماء والأطباء يعملون ليلاً نهاراً من أجل ايجاد لقاح أو دواء لحمايتنا، وإشعارهم بالمسؤولية

في محاربة هذاالوباء.


إن تعويد وتدريب الأطفال على كيفية إدارة الأزمات والمشاكل منذ نعومة أظفارهم يعد معيار الاختلاف بين إنسان قادر على التعامل مع هذه المرحلة الصعبة بعقلانية ونفسية مستقرة ومتوازنة وإنسان آخر غير قادر على إدارة أزماته بل تكون إدارته لها مجرد أزمات.وعليه ففن إدارة الأزمات ومواجهة الوضع القائم يتطلب تعاون جميع أفراد الأسرة في هذه الناحية وجميع النواحي الأخرى بما فيها الأعمال المنزلية من تنظيف وطبخ وغسيل ورعاية الأطفال وتنظيم الجداول الزمنية وغيره… حيث يجب أن تتكاثف جهود الأسرة الواحدة للمساهمة في إدارة المنزل فواجبنا يحتم علينا كأسرة أن نساهم جميعاً في الحفاظ على المساحة التي نعيش بها منظمة، فالأعمال المنزلية ممكن أن تساهم في تدريب أطفالك على تطوير عادات جيدة، وتعلم مهارات جديدة كما تنمي العمل الجماعي وتجعلهم يشعرون بقيمة الوقت وتساعدهم على الفخر بمحيطهم. وكوننا أشخاص تربويين ومنظمين نرغب في أن نشارككم بعض النصائح لإدارة الوقت وتفويض وتنظيم المسؤوليات داخل البيت مثل التعليم المنزلي، والتنظيف…إلخ.


أولاً: تجنب الخوف! إن التخطيط للمستقبل هو أفضل طريقة لتجنب الخوف، فالتخطيط يسهم في بث الهدوء والراحة والطمأنينة في نفوس الأفراد مما ينعكس إيجاباً على مشاعر الآخرين وعدم شعورهم بالضغط، لذا خطط مهامك وابدأ بتنفيذها مهمة مهمة ولا تفكر بإنجازها جميعها في نفس الوقت وذلك لتستطيع إتمامها كما يجب.

ثانياً: قم بإنشاء أدوات لإدارة الوقت ومنها القوائم والجداول والرسوم البيانية وذلك لمساعدتك على التنظيم وإبقائك أكثر تحكماً في حياتك شرط أن تضع في اعتبارك جميع أفراد عائلتك وكيف يمكن لكل فرد المساهمة في إدارة المنزل بشكل عام.

ثالثاّ: تفويض الأعمال لأفراد الأسرة. قم بعقد اجتماع عائلي لمناقشة تفويض الأعمال المنزلية قبل البدء في تفويضهم بحيث تفكروا سوياً في المهام وتوزيعها مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك بعض الأعمال التي لا يمكن أن يقوم بها سوى الآباء مثل الميزانية والفواتير والمواعيد، بينما يمكن أن يتم تفويض بعض الأعمال التي تتعلق بالكنس، ومسح الغبار، والترتيب، والتنظيف، والغسيل والجلي، وطوي الملابس للأطفال حيث أنهم يستطيعون تنفيذها بجو من المرح والحركة، لكن لا بد من توضيح الوقت الذي سيستغرقه العمل الروتيني والفوائد التي ستعود عليهم وعلى العائلة بأكملها ومن المؤكد أن هذه الخطوة ستستغرق وقتاً للتكيف معها لأنها ستصبح أسلوب حياة.

رابعاً: استخدم الحوافز لتشجيع عائلتك عند إشراكهم في إدارة المنزل لكن انتبه لا بد أن تكون مبدع في أفكارك وحوافزك.

خامساً: يعتبر التخطيط المسبق لوجبات الطعام من الأدوات المفيدة لإعداد الميزانية وإدارة الوقت والمحافظة على الوزن، كما يساهم أيضاً في توفير الوقت والجهد.


والآن سنعرض لكم بعض الطرق الغير تقليدية في التعامل مع الأزمة فلابد من اللجوء للمشاركة الديمقراطية وسماع وجهات النظر عند البحث عن حلول للخروج من الأزمة، ولكي يتعامل الأطفال مع الأزمات بالشكل الأمثل، وجب تعويدهم منذ صغرهم عليها بتفعيل عدة توصيات تربوية وإرشادات نافعة منها:


1-تأهيل الأطفال على التعامل الأمثل مع الأزمات بمراحلها المختلفة من خلال الاستعداد نفسياً وتخطيطياً قبل حدوث المشكلات واحتواء أضرارها أولاً بأول.

2-تعوبد الأطفال على النهوض من المطبات والعثرات وليس المعايرة، حيث يقع الآباء والأمهات أحياناً بخطأ فادح نتيجة للمعايرة.

3-يجب عدم تأجيل المشاكل الصغيرة التي تواجه الأطفال بل يجب إرشادهم إلى ضرورة حلها أول بأول.

4-العمل دوماً على رفع معنوياتهم والتفاؤل بالمستقبل مع الاعتراف بخطورة الأزمة والاستعداد للمواجهة.

5-التدريب على محاكاة الأزمات وكيفية استخدام السيناريو الأمثل عند وقوعها، حتى لا يفاجأ مستقبلاً بحدوثها بمعنى التفكير في البدائل مثلاً " أداة من أدواته المدرسية وألعابه إذا أصابها تلف".

6-حث الطفل على رؤية أعمال فنية مرئية ومسموعة أو قراءة قصص وكتب للتعلم منها.

7-تعليم الطفل طرق الإبداع والتجديد في المواقف العصيبة للتعود على تقديم حلول مبتكرة وقت الأزمات.

8-التعود على تجنب الغضب وقت حدوث أي مشكلة صغيرة مع العزم على العمل وعدم التخاذل عن الوصول للهدف الأسمى المنشود.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا

إقرأ المزيد من تدوينات أ. ديالا قواسمي

تدوينات ذات صلة