سيشكل التعليم عن بعد منعطفًا نوعيًا يفتح آفاق جديدة في عصر الذكاء الاصطناعي

منذ أن داهمت جائحة فيروس كورونا المستجد" كوفيد19" العالم وهو في حالة إرباك غير مسبوقة، إذ القي هذا الفيروس بظلاله على جبروت العالم فنهارت قوته، ونشلت جميع مفاصل الحياة فيه، فتتوقف عجلة الاقتصاد، وحركة الطيران، والسياسة، والتجارة، والمؤسسات التعليمة، إذ وجد العالم نفسه في حالة صدمة وإرباك غير متوقعة تكشف مدى ضعفه وتقصيره. هذا الفيروس المجهري فجاء العالم الذي يتغلف بغلاف الجبروت والقوة بدون مقدمات ليشل حركته، ويجد نفسه إمام خيارًا واحد وهو العيش بعزلة، ومنع التجمعات بكافة إشكالها ليتضرر بذلك العديد من المؤسسات بما في ذلك المؤسسات التعليمية سواء الجامعات أو المدارس، إذ اجتاح هذا الوباء حواجز المكان والزمان ليجد المدرس والطالب أنفسهم في حيز ضيق، وبحر من التساؤلات عن كيفية أكمال والاستمرار في العملية التعليمية في ظل النداءات الدولية لاتخاذ الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا بين الطلبة، والكودار التعليمية والإدارية ليفرض إيجاد طرق تعليمية جديدة بديلة عن التعليم المباشر، ولان سير العملية التعليمية في غاية الأهمية، إذا إنها تعد الركيزة الأساسية في سباق مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، والتقدم التقني، إذ يعتبر التعليم الجسر لتحقيق التنمية الشاملة الاجتماعية والاقتصادية والعلمية التي تواجه الإنسانية جمعاء.وفي الحقيقة هناك فرق كبير بين التعليم المباشر، والتعليم عن بعد أو ما يعرف بالتعليم الافتراضي، أو التعليم الالكتروني، والذي لجانأ إليه مضطرين مكرهين عليه، حيث إن التعليم عن بعد فرض نفسه على معظم المؤسسات التعليمية في العالم في ظل هذه الجائحة ليتباين مدى تطبيق هذا النوع من التعليم سواء من حيث الجاهزية التقنية في هذه الظروف فليس من السهل أن نقول أن التعليم عن بعد لا يواجه مشاكل، وتحديدات كبيرة، إذ يواجه المدارس نمط جديد في إعطاء المعلومة عبر منصات الالكترونية مجهزة لذلك مخصصة للعرض وتسجيل المحاضرات وإيصالها إلى الطلبة بشكل المطلوب، بالإضافة إلى قلة التفاعل الطلبة معه بعكس التفاعل المتواجد في التعليم المباشر، كذلك زاد التعليم عن بعد مسؤولية التعليم الذاتي على الطالب، بالإضافة إلى فرض مجموعة من الإجراءات الجديدة على الاختبارات التي يقدمها الطالب، ولان الطالب دائمًا محط اتهامات لمحاولته في الغش والاستعانة بوسائل أخرى، وضعف الثقة بينه وبين المدرس زادت الإجراءات الصارمة والظالمة لطلابه كتقصير مدة الاختبار إلى 45 دقيقة بدل 120 دقيقة، وأيضًا تطبيق نظام(one-way) بدل من نظام ( tow-way) إي بمعنى أن الطالب لا يستطيع الرجوع إلى إجاباته لتأكد منها وحل جميع الأسئلة، بالإضافة إلى زيادة عدد الأسئلة ولإسراع في تحميل الإجابات وإرسالها عبر المنصات التعليمية جميع هذه التحديات زادت من إرباك الطلبة وعدم تقبلهم هذا النوع من التعليم .والسؤال هنا للمؤسسات التعليمية لماذا لا يتم اتباع طرق أسهل وابسط من ذلك على الطلبة لحين أن يعتادوا على هذا النوع من التعليم؛ فالتعليم الالكتروني أصبح خيار ينبغي على المؤسسات التعليمية تحديدا تهيئة الكوادر التعليمية والطلبة للتعايش والتفاعل معه في حين لم يتحدد لهذه الجائحة الموعد الزمني لانتهائها فمهما طالت المدة أو قصرت سيحتل نظام التعليم عن بعد مكان التعليم المباشر، وإنني على يقين بان التعليم عن بعد سيأخذ مساحة اكبر ما كان عليه إثناء الجائحة كورونا، وسيشكل منعطفًا نوعيًا يفتح آفاق جديدة في عصر الذكاء الاصطناعي.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات م.بيان ممدوح الرفوع

تدوينات ذات صلة