هي محاولة لزرع التفاؤل في النفوس التي أهلكتها كثرة المحاولات،
كنت أظن أن كل إنجاز لا يراه غيري إنجاز تافه، فاشل ولا يستحق أن نطلق عليه كلمة (إنجاز)حتى.عشت بهذه الفكرة زمنا طويلا، وحين وقفت الظروف حائلا دون غايتي وقفت على شفا حفرة من يأس، وبلغت ذروة الاكتئاب، وتشابهت الأيام في نظري، بل وأثر ذلك على صحتي، وصادف ذلك أني كنت قد غيرت بيئة عملي( أعمل معلمة أطفال) ففقدت المتعة في التعليم جراء ذلك و بالتالي صارت مهنتي عبئا إضافيا أحمله، وحين بدأ الاكتئاب يؤثر سلبا على أدائي المهني صار من الضروري علاج الأمر وإلا تطور لما لا تحمد عقباه.
فمن بين ما قمت به البحث عن الأسباب فخرجت بفكرة أني أعيش لغيري لا لنفسي! ففكرة أن الإنجاز الذي لا يراه الغير لا يعد إنجازا يفخر به المرء فكرة خاطئة تودي بأصحابها إلى التهلكة! ولعل سبب ذلك هو المقارنة، حيث أن الواحد منا يقارن نفسه وإنجازاته بغيره، وهذه المقارنة مبنية على خطأ، فكما نعلم تختلف الشخصيات وتختلف معها الظروف المحيطة؛ وبالتالي تعتبر المقارنات ظالمة غير عادلة. طبعا قمت بأشياء كثيرة ساعدتني على التغلب على حالة الاكتئاب التي وصلتها ولعل أبرزها: الانعزال، تحديات شخصية بسيطة ومبهرة في ذات الوقت، هوايات جديدة، أصدقاء جدد، والأهم فكرة: إبهار الذات بعيدا عن رأي الناس، والحمد لله لم يأخذ الأمر من وقتي سوى أسبوعين على أكثر تقدير.
كل الطموحات التي تسعى إليها صعبة المنال قليلا إذ أن بيئتك تعارضها، أو جيبك فارغ، أو سنك أصغر منها، حتى أن بعض الطموحات قد تكون أقوى من قدراتك؛ وبالتالي لازلت لحد الساعة لم تصل إليها...هل يعني هذا أن تبقى حبيس تلك الطموحات! هل ستقف على قارعة الطريق تندب حظك! هل يعني ذلك أنك إنسان فاشل!أبدا: التمس لنفسك ألف عذر وخذ بها بعيدا نحو طريق جديد، أجِّل كل طموح لازال صعب المنال، وابتعد عن المقارنات، وأهم شيء: "عش لتبهر نفسك" بعيدا عن فكرة إبهار الغير، وتذكر أن الإنجازات ليست بالضرورة مرئية للغير، قد تنجز أشياء عظيمة بالنسبة إليك غير أنها لا تعتبر شيئا بالنسبة للغير فكما قلنا: الظروف مختلفة.
وحين نقول: إنجازات، لا نعني بالضرورة: سفر، أو دورات تدريبية، أو تربصات ميدانية، أو شهادات وتكريمات، أو أشياء شبيهة بهذه. قد يكون الإنجاز بسيطا رائعا: كأن تحفظ آية، أو شعرا تحبه، أو تتعلم شيئا جديدا، أو تتغلب على عادة سيئة ترافقك منذ صغرك، أو تتخلص من الوزن الزائد، أو تتعلم كيف تنام باكرا وتستيقظ باكرا، كأن تصنع غلافا لكتابك الممزق، أو فاصلة للقراءة...إنجازات كثيرة بسيطة ومبهرة في ذات الوقت، قد لا يراها أحد غيرك، ولكنها تعني الكثير لنفسك، فاعقد العزم على الإنجاز لك وحدك، أبهر ذاتك أولا، وتذكر أن الناظر للشيء من الداخل ليس كالناظر له من الخارج، وأنت حين تنظر لإنجازاتك تعي تماما كل ما مررت به للوصول إليها.لك شيء في هذا العالم؛ فقم
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
شكرا لكم أخ محمد عماد
الشكر موصول لك أستاذ محمد نور الظريف على مرورك العطر☘
يعطيكي الف عافية على المقالة الجميلة ❤️