وقتنا أعمارنا لذلك لابد أن نتخلص من الأمور التي تضيع علينا الوقت والجهد والتركيز في أهدافنا وتحقيقها وهو ما يدفعنا لعدم الإنشغال بالأخرين والمعارك الجانية.

دائما ما نكرر كلمة "ما عندي وقت" وتكون هذه الكلمة شماعة لتقصرينا وتسكين ضميرنا، وربما لو عرفنا أهمية الوقت والأشياء التى تتسبب في ضياع أوقاتنا وأعمارنا لعرفنا أهمية الوقت. الإنسان عبارة عن وقت وبضعة أيام وكلما انقضى يوم انقضى بضعُُ منه، وذكر الوقت في الكثير من آيات القرآن الكريم ودائما ما حث النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنام الوقت في العمل والعبادة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تزولُ قدمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يسألَ عن عمُرِه فيمَ أفناه، وعن علمِه فيمَ فعَل، وعن مالِه من أين اكتسَبه وفيمَ أنفقَه، وعن جسمِه فيمَ أبلاه) [المصدر: مجموع فتاوى ابن باز خلاصة حكم المحدث: صحيح].

وإذا لم يستدرك المرء وقته فقد يفوت الأوان قبل فعل أى شئ والمسلم لابد أن يكون وعي وفطن لقيمة وقته انطلاقاً من دينه وواجباته والسؤال أمام الله عزوجل.


كيفية تتجنب ضياع الوقت :


1-لابد أن يكون لديك خطة واضحة.

لا تستيقظ في بداية اليوم وليس لديك قائمة مهام يومية لأن ذلك سيحميك من التشتت وعدم التركيز وهذه القائمة تكون محددة وقصيرة ولا تبالغ في وضع الأهداف حتى لا ينتهي بك المطاف إلى عدم فعل أي شئ. قسم المهام اليومية إلي أهداف صغيرة لتصبح بعد ذلك عادات تتمكن من فعلها بسهولة.

ولا تنسى قائمة العبادات والأوراد اليومية لأنها من أكثر الأسباب التي ستعينك طوال اليوم وتحميك من التشتت وعدم والتركيز.

2-لا تعمل في مكان فوضوي أو غير مرتب.

وجدت أبحاث أن الإنسان الذي يعمل في مكان فوضوي يستغرق ما يعادل ساعة ونصف يومياً في البحث عن حاجاته ومستلزماته المبعثرة. ونحن في كثير من الأحيان لا ندرك أن الفوضى أحد الأشياء المضيعة للوقت وأنها تأخذ الكثير من اليوم، وإذا كان عقلك غير مرتب ويملؤه الكثير من الأفكار لن تستطيع التركيز وبالتالي يهدر يومك في أشياء لا قيمة لها.

3- ابتعد عن الهاتف.

حاول في بداية يومك أن تقطع علاقتك بالهاتف لأن مجرد الاتصال بالانترنت لن يكون مجرد تصفح بل ربما تنقضى الساعات وأنت مازلت في سريرك لا تفعل شئ سوى التصفح والإنغماس في حياة الآخرين التى لن تستفيد منها شئ، فقط القيمة التى ستعود عليك هو الإنشغال بهم طوال اليوم والهم والكدر. وتجنب الهاتف هو أسهل طريقة لتجنب المماطلة.وإذا كانت إرادتُك وحدها لا تكفي لمنعك من الهاتف أو – الأسوأ- إذا كان العمل الذي يتعين عليك إنجازه يتطلب استخدام الإنترنت، يمكنك تثبيت أدوات حجب المواقع لأنواعٍ مختلفة من المتصفحات أو التطبيقات. وإذا كان لابد من استخدام هاتفك أثناء العمل أغلق إشعارات التطبيقات أو التنبيهات الخاصة بالهاتف، أو يمكنك استخدام هاتف آخر فقط للعمل إذا كانت لديك المقدرة على شراء هاتف جديد سيوفر عليك ذلك الكثير من الوقت والجهد.

4- لا تستخدم أكثر من جهاز أثناء العمل .

التبديل بين الحاسوب والهاتف وجهازك اللوحي يجعلك تستسلم في كل مرة تنتقل بين الأجهزة، ومن ثم ستضطر إلى استجماع تركيزك مرة أخرى. حاول أن تجمع كل ما ستحتاجه على جهازٍ واحد في فترة الاستعداد قبل البدء بقدر الإمكان، وذلك حتى تتمكن من العمل على جهازٍ واحد لا غير.

5-اعمل ببطء.

من الممكن أن تدفعك هذه الجملة إلى الظن بأن ذلك سيعطي نتائج عكسية تمامًا لإدارة الوقت، ولكن محاولة العمل بسرعة كبيرة أو تعدد المهام بكثرة يمكن أن يؤدي إلى إضاعة الوقت. أظهرت الدراسات أن 2% فقط من الناس يمكن أن يقوموا بعدة مهام في الوقت نفسه بطريقة فعالة فعلا وموفرة للوقت. ولكن سيسمح لك العمل ببطءٍ بالحد من التوتر بالإضافة إلى التركيز بشكلٍ أفضل.يوفر العمل ببطء فرصةً لضمان إكمال كل مهمةٍ بشكل كاملٍ وواضح، مما يقلل من احتمالية العودة مجددًا لاستكشاف الأخطاء وتصحيحها، الأمر الذي قد يؤدي إلى إضاعة المزيد من الوقت.

6- المماطلة والتسويف.

هناك أسباب كثير تدفعنا للتسويف سنتحدث عنها في مقال آخر، لكن أحد أكثر الأسباب التى تدفعنا لتسويف هو أننا جميعاً نحب الراحة ويخلق عقلنا الكثير من الأفكار التى تدفعه لعدم الخروج من منطقة راحته.ويفترض عقلنا دائماً بأننا سنتحسن شعورياً في المستقبل القريب ونقبل على ما نريد إنجازه، ولكن صعوبة المهام ليست عائقاً كبيراً كما نتخيل، في الواقع المهام السهلة جدا مملة للغاية، والملل يضعف تركيزك وإقبالك على الإنجاز لذلك إذا وجدت تحدى أثناء يومك والعمل على أهدافك سيرفع قيمة رضائك عن نفسك وبالتالي ستعمل على انجاز المهام ولن تضيع الوقت.

7-تعدد المهام.

ليس سرًا أننا في أوقات الإمتحانات النهائية نشاهد الكثير من المحتوى المفيد أو نقرأ كثير من الكتب أو نحضر الدورات المتراكمة أو نضع خطط لإنقاذ العام من الإفلاس!

نميل في كثيرٍ من الأحيان إلى الانشغال بمهام أخرى (ليست عاجلة) بدلًا من المهام الفعلية التي نحتاج إلى إكمالها. إن قضاء الوقت في الأنشطة الأقل أهمية هو خطوة إلى الوراء وإضاعةُ للوقت عندما تكون لديك مواعيد نهائية أخرى أو تواريخ مستحقة تلوح في الأفق. اعلم أن المهمة التي تقوم بها في الوقت الحالي ليست هي المهمة التي يجب أن تكون في أعلى قائمتك.رتِّب مهامك وفقًا لأولويتها. ابدأ بالمهام الصغيرة لتشحذ همتك ثم ركز على المهام العاجلة والملحة في حياتك.

8- عدم أخذ قسطاََ من الراحة.

قد نعتقد أنه لتجنب تضييع الوقت علينا أن نعمل باستمرار وبدون راحة.لكن كيف سنحقق هدفنا وخاصة عندما نكون متعبين عقليًا وجسديًا لذلك حتى نسعد بتحقيق أهدافنا لا بد من الراحة والاسترخاء فهذا يُساعد الجسم على الشفاء والتحرك نحو الهدف مع طاقة إضافية. تذكر أننا نحتاج أيضًا إلى التخطيط لوقت فراغنا والحرص على عدم الإضرار بأهدافنا والابتعاد عنها.

9- عدم ممارسة نشاط بدني.

لعلك تتسأل الآن كيف يمكن للنشاط البدني أن يكون سببا من أسباب ضياع الوقت، في دراسة من قبل منظمة الصحة العالمية تقول أن أكثر من 80% من سكان العالم لا يمارس النشاط البدني بالقدر الكافي. ممارسة النشاط البدني من المشي أو الجري أو ركوب الدراجات أو غيره من أنواع الرياضة يدفع الجسد إلى النشاط والحركة والتخلص من الكسل وكذلك ينشط العقل ويصفى الذهن، لعلك عزيزي القارئ تستطيع الربط بين الناجحين وبين ممارسة الرياضة والإستمرارية عليها. ببساطة حينما يكون ذهنك حاضراََ تستطيع التخطيط والعمل على وصول إلى الهدف وبالتالي تحمي نفسك من إهدار الوقت. لذلك أنصحك إذا كنت لا تمارس أي نشاط بدني تحاول البدء في تخصيص عشر دقائق يومياََ .

10- تجنب الوجباب السريعة والجاهزة

قد نظن أن الوجباب الجاهزة تغنينا عن ضياع أوقاتنا في عمل الطعام أو تجنب قضاء وقت في الطبخ وإعداد وجبات صحية متزنة، لكن هذه الأطعمة لا تحتوى على آي عنصر من العناصر الغذائية السليمة التى تساعدنا على التفكير أو إعمال عقولنا كما ينبغي على العكس تماماََ سيدخلنا ذلك في معارك جانبية مع السمنة والتعب المستمر وعدم معرفة السبب! وبالتالي لن نستطيع التركيز أو العمل على الأهداف التى نحاول أن نوفر لها الوقت لتحقيقها.

هذه بعض الأمور التي يمكن أن تساعدك يا صديقي في تنظيم وقتك من خلال التجربة نكتسب الخبرة ونعرف كيف نضبط إيقاع يومنا ونبتعد عن توافه الأمور وعدم الإنشغال بها لأننا أم الله عزوجل سنسأل عن كل يوم ضاع منا دون فعل شئ، والعبرة بنهايات لذلك ابدأ الآن بتنظيم وقتك وخذ بالنصيحة وغذي عقلك دائما على المحتوى الجيد وستنبهر بالتغير. آراك في مقال قادم. :)

















ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات عائشة السعدني

تدوينات ذات صلة