جلسات نفسية مع حالات مجهولة أتمنى أن تعم بها الفائدة
الاسكندرية يونيو ٢٠٢٢
كانت أولى جلساتى يوم العشرون من يونيو ٢٠٢٢ حيث قررت أن ابدأ رحلتى معها … مرت سنوات طويلة شعرت فيها أننى ابتعدت عنها كثيراً وتركتها فريسة للزمن وللأحزان وآن الأوان أن أعود إليها ، بدأت الجلسة بسؤال ؛ ماذا تريدين ؟! ارتبكت وارتعدت أطرافها وكادت تبكى ثم قالت : أريد السلام !! كلمة كبيرة وعميقة لكنها حقيقية واختذلت كل ما بداخلها .
حاولت تهدئتها وأعطيتها ورقة وقلم وطلبت منها أن تكتب أى أحلام تتذكرها منذ طفولتها فى البداية ترددت لكنها بدأت تكتب واكتشفت أنها تتذكر معظم أحلامها ثم طلبت منها أن تكتب أم كل حلم اذا لستطاعت تحقيقه أم لا ؟!
الغريب أنها اكتشفت ان عدد لا بأس به من الأحلام قد تحقق اذاً لماذا لا تشعر بالسعادة ولماذا لا تشعر بالسلام ؟! شردت بخيالها للحظات ثم قالت كالمحدثة نفسها : إنها الحياة المعاصرة ! فسألتها ماذا تقصد بتلك الجملة فقالت : منذ سنتين بدأت رحلتى مع منصات التواصل الاجتماعى ولم أكن أعلم ان لها لعنة ستصيبنى فى يوم من الأيام … فى البداية كنت اتابع بعض الصفحات الهامة لعملى ثم بدأت اتابع صفحات للسفر ثم مؤخراً بدأت اتابع صفحات لشخصيات معروفة تجعلنا نرى حياتها اليومية أو بمعنى أدق تجعلنا نرى ما تريد أن نراه ومنذ ذلك الوقت وأنا احس بالضياع ، بدأت افقد اتزانى ، أهمل فى عملى ، افكر فى أشياء كنت أراها تافهة الآن فى بؤرة اهتمامى حتى أننى أصبحت أحلم بما يجعلوننا نحلم به حتى ولو لم يكن ما اريده وفى النهاية أصبحت تعيسة ، تائهة ، متوترة ، لا أنام .
انتهت جلستنا اليوم واتفقت معها على موعد الجلسة القادمة ثم أخذت افكر فيما قالت ، هل بالفعل للسوشيال ميديا هذا التأثير على حياتنا ؟!
اعلم انها تضيع الوقت وتسرق العمر لكنها أيضاً تسلب الروح وقد يتطور الأمر إلى إلغاء الإرادة فنصبح كالمنومين مغناطسياً نفعل أشياء لا نريدها ولا نعرف لماذا نفعلها !!
هنا بدأت أفكر فى خطوات علاجية لها بالإضافه لكتابة تلك التجربة بتفاصيلها ربما يمكنها إنقاذ من لهم حالات مماثلة … فتابعونا 🤍🌹
التعليقات