حب الأم لأبنائها حب فطري قد لا نعطيعه قدره لتعودنا عليه حتى نتعرف على عالم لا حب فيه يسوده الحقد والكراهية فنشعر فيه بلإختناق لإنعدام أكسجين الحب
تفتحت على هذه الحياة كزهرة ترتوي من ماء عذبا ينبع من بحر حنان امي فلقد كنت اظن ان كل الامهات تشبه امي تماما كسمكة التي تعيش في البحر طيلة عمرها وهي تظن ان كل الاوطان تشبه وطنها الى ان تصطاد يوما الى وطن يختلف عن وطنها هنالك تدرك ان وجودها في وطنها يعني الحياة هكذا كنت انا ايظن اتنفس اوكسجين الحب الذي يملئ البيت والمحيط كله فلقد كانت امي حبا يتدفق يغمر كل بيتنا بل كل قريب او بعيد يكفيه فقط ان يدخل بيتنا فيرتوي من فيض هذا الحنان ومازلت أذكر أن صديقتي تمنت أن تكون أمي أمها لحرمانها من الحب من أمها فتعجبت لذلك لأني ظننت أن كل الأمهات تشبه امي فكان الكرم والعطاء و الاحسان وسرعة المبادة للخير عنوان لها اما التسامح كشمس انارت في قلبها لم تغرب فلم اذكر يوما انها قاطعت احدا او حقدت عليه او حتى حدثنا على حادثة تركت في نفسها حقد فكان قلبها نظيف من الحقد لأنه مليء بحب الله والفضل يعود لله ثم للوسط العائلي الذي تربت فيه ولعل ابرز شخصية اثرت فيها بعد ولديها هي خالها العالم الرباني الذي رفق حياتها فقد كان يعلمها النموذج العملي لحقيقة الإسلام وذلك بان تربط بين العمل وطلب الاجر من الله لا العباد فأثمر ذلك فيها السعادة بالأعمال الخيرية والمسارع اليها بل ابتكارها إن لم تجدها كما أنها أخذت بنصيحة الخال بأن تشفق على المسيء فتساهم في علاجه وذلك بالإحسان اليه فهذا المسيء أشبه بورقة الصبار تؤدي من يلمسها لكن الاحسان لهذا الانسان ينقيه من اشواك نفسه ليرتقي يوما لمرتبة حب المحسن اليه هكذا كانت دروس هذا الخال عملية وأمثلته بسيطة لكن اثرها عميق في النفس و لان أمي كانت تعمل بما تعلم من هذا العلامة كان اثر ذلك كبير في حياتها فجزاه الله أفضل الجزاء
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات