ان للإنسان حاجة فطرية للمعرفة تبدأ بالسؤال وتنتهي بالوصول للحقيقة .فلقد كان أبي المفتاح الأول لباب المعرفة و المحفز لطرق أبوابها
تفتحت على الحياة بفكري الفطري الذي يتساءل عن كل شيء يحيط بي ويذهله كل مجهول مهما كان بسيط لكن الجميل في الامر بل الرائع ان تجد الى جانبك أبا يشبع هذا الفضول المعرفي بان يبحر بك في موسوعة فكره العميق العلمي المنطقي الصادق و الشيق وكأنك تغرق في بحر العلم فلا ترتوي منه أبدا فأنت أشبه بمن يفتح بابا ليجد باب أخرى أمامه وهكذا كنت و اخوتي معه في رحلة دائمة في ربوع العلم الذي يتشعب و يتفرع في كل ميادين الحياة الديني, العلمية , الادبية , التاريخية وفي مختلف مجلات الحياة الأخرى في زمن لا وجود لشبكة العنكبوتية فيه .
وبعد مرحلة من مراحل النضج الفكري الذي يلمحه ابي فينا يعلمنا النقاش العلمي الذي يهدف للوصول للحقيقة التي يسلم بها الكل لقوة الحجة و بعد الارتقاء المعرفي بتخزين الحقائق المبرهن عليها بالحجج يعلمنا ان الرجل من له رأي ويشاور اقتداء برسولنا الكريم صلى الله عيه وسلم فكان يطرح علينا في جو عائلي راقي بعض المواضيع للمشاورة وإبداء الرأي ولا انسى أنه في إحدى المرات أعجبه رأي أخي الصغير فأخذ به لكي يعلمنا أن رجاحة الرأى لا تقاس بالعمر هكذا نجح أبي قي غرس بذور المعرفة فينا واعتنى بها إلى أن كبرت أغصانها لتبحث في فضاء المعرفة عن الحقيقة دائما واليوم نفقد معيته جسدا رحمه الله وجمعنا به في جنة الفردوس ولكنه يعيش فينا كيانا وقيما وشموخا ينبض فينا في كل صورة من صور الحياة
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات