بين الأخذ والرد في أي نقاش أو خلاف يبقى التوضيح وبيان المقصود شيئا بالإمكان ما دامت قنوات الحوار مفتوحة
رد لا يمكن رفضه
قد قدمت عرضك يا عزيزي بعد أن اتفقنا أن نضع أسلحتنا جانبا لنتحاور كالعقلاء (نأمل بحوار كهذا) مع أنك جزمت مسبقاً بطغيانك الذكوري المعتاد أن عرضك (عرض لا يمكن رفضه) ولا أدري كيف ستتصرف بخلاف هذا المعتاد منك فأنت تريد فرض رؤيتك كوسيلة وحيدة للحياة الهادئة ولا أقول السعيدة
لكنني بالفعل متشوقة لأفهمك، وأحل لغزك المحير معي وانقلابك مذ تزوجنا وتحول ذاك المرتهن بإشارة مني لأرضى إلى لامبالي ومتجاهل أحياناً تجاهي وتجاه كلماتي التي لم تكن تبدو ثقيلة سابقاً، وباتت تسمى نقاً يهدد سكينة العش،
وكأي إنسان متحضر يجب أن نكونه استمعت بتهذيب كبير لأسرارك العشرة، رغم امتعاضي الشديد أحياناً لكنني صمت احتراما لأدب الحوار، وحتى أفهمك ومرادك تماماً،
مع السر الأول تطالبني أن لا أزعجك بأي طلب وأنت مشغول، وكما تعلم فنحن النساء لا نفهم هذا، عدم القدرة على التعامل مع عدة أمور معاً، ونحن على ذلك مجبرات لا مخيرات لنستطيع أن نهتم بالبيت والأولاد وأنفسنا،.. وأنت .
أن تكون مجبراً على تحمل عدة مسؤوليات معاً يعني أن تشحذ كل انتباهك وعزيمتك وجهدك لتستطيع ذلك، لا نملك جهاز تحكم آلي للأسف ليتم الأمر بسهولة، مهما ظننتم أن ذلك سهل بالعكس تماماً والويل لنا إن تذمرنا أو شكونا هذا الضغط!
والسر الثاني كم هو جميل أن يحب المرء شيئا يرفه به عن نفسه وإن بدا للآخرين خلاف ذلك هذا بالضبط ما أشعر به من أذى حين تسخف اهتماماتي بأمور خارج إطار المنزل والأولاد وكأنني خلقت حصراً جارية للبيت والزوج والأطفال، كوني امرأة فعواطفي تتبع عقلي في التأثر والتفاعل مع القضايا الكبرى والأمور التي هي خارج نطاق المادة، وتأسرني الكلمة التي تعزف على وتر القلب والعقل معاً، تذكر هذا وأنت تتابع بشغف مبارياتك الكروية أو لعبة البلاي ستيشن.
أما سرك الثالث ضحكت وأنا أقرأ وأتفهم ما تقوله تماما فأنت ترتكب نفس الفعل الذي تذمه، الغيرة من أي اهتمام زائد بعمل ما أو الاهتمام بصديقة مقربة جداً ربما آن لنا أن نتجاوز غيرة الأطفال وننضج وندرك أن اهتماماتنا ليست مجال مقارنة باهتمامنا ببعضنا.. صدقني التفهم والرقة وجهان لعملة واحدة.
الرابع.. تنهيدة.. وإطراقة تأمل.. أديري الموتور مرة ثانية.. 🤔 توقفت والله كثيرا هنا وتحيرت كيف أخوض في هذه النقطة إنها مشكلة حواء
في التبيان والتفسير، ليس سهلا أن تبادر في موضوع تدرك أنتَ جيدا حساسيته لأنثى شرقية وضعت في قالب تكون هي المطلوبة لا الطالبة وتخجل أن تصرح بمكنوناتها الحميمة حتى لو خاضت التجربة الحميمة سنوات، تبقى حواجز تربيتها قائمة كسد إن لم يكن لها فارس يعلمها كيف تجتاز السدود، لا تستغرب أن تغرق في بحار دموعها إن تركتها تقاتل عزلاء وأنتَ تنسحب فجأة دون أي تفسير!
قليل من شهامة الفرسان لا تضر.. وهي ستراك فارسها دوما وتستقبلك بفرحة الغريق.
أما سرك السادس فكل الاحترام لكهفك المقدس المهم أن تعود إلينا بكلك وليس بجزء منك..لنحتسي الشاي بالنعناع الذي أحبه جداً مثلك.
أما سابعاً.. فسبحان الله.. كنت قد نوهت إلى أنني يجب أن لا أغار من عملك أو اهتماماتك مهما كانت وأن لا أضع نفسي في مقارنة معها لأنها ليست أهم مني، واسمع لنفسك هنا.. تعترف بأنانيتك التي تنكرها علي اتجاهك، تريد أن تكون رقم واحد في اهتماماتي، طفلي المدلل قبل أبنائك أنفسهم!
حق تطالب به بقوة وتنكره علي بقوة!
يا سيدي إنها لقسمة ضيزى!
عاطفتي كذلك تحتاج اهتمامك ووضعي في أول سلم أولوياتك كما تريدني أن أضعك، فهل أنا أطلب شيئا ليس معقولا؟
إذا لم تعطني هذا الحق فأنا مثلك لن أغفر هذا أبداً، إننا يا سيدي نجسد الإنسان في أهم احتياجاته، الاهتمام والتقدير.
في تنويهك لسرك الثامن أدرك أن لا حلول لبعض ما يحدث بيننا من مشاكل تتعلق بالطباع الشخصية لكلينا لكنني أؤمن أن الرحمة والمودة كفيلتان بجبر أي شرخ تحدثه هذه الخلافات.. فلنمرر معا ولا يكتال كل منا على الآخر في التنازلات.
تاسعا.. آه من تاسعاً! كم هي فعلا عزيزة دموعي كم أطلبها لأرتاح لكنها لا تسعفني الا في وحدتي مع نغم يجرف من قلبي حواجز الألم لا جعلك الله ممن يخنقون الدموع في المآقي.
ومع عاشرا.. قد فهمت منك ما في داخل كل رجل يدور وأرجو أني أوصلت ما في داخل كل امرأة تقف أمام كل هذه الاسرار التي كانت مغلقة عن فهمها لعلها تستطيع أن تمد جسور الوفاق والسلام فوق نهر هذه الحياة الهادرة بإيمان أن الجسر القوي سيصمد إن بنته سواعد صادقة، أمينة، وقبلت عرضك بشرط واحد..
أن تستوصي بي خيراً ما استطعت.
فاتن
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات