سَحَرةُ فِرعونَ بينَ يَديكَ يُخيَّلُ إليكَ من خِدمتِها أنَّك سيِّدُها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف حال قارئيّ وقارئاتي الأعزّاء؟ عساكم جميعًا بخيرٍ إن شاء الله.
سآخذ من سويعاتكم ما سأوفّر به الأكثر والأهم من أوقاتكم الضائعة وحياتكم الفارغة من المعاني المهمة اللازمة للحياة التي فطرنا الله لها.
قد أخذ الفيسبوك والانستجرام والواتساب والتويتر والسناب شات والساوند كلاود وتطبيقات التصوير الفوتوغرافي وتطبيقات اللهو بالصور وألوانها كما بيكس آرت وغيرها والألعاب بأنواعها من الهاتف إلى الحاسب الآلي أولويات حياتنا وهي في غير مكانها، فإن تلك التطبيقات كما الآلات من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والشاشات الحديثة والآلات الذكية مسخرون تحت أيدينا وسلطتنا تخدمنا وتسهّل علينا حياتنا.
لا تنسوا أن الفيسبوك هو عالم افتراضيّ، لا وجود له، لا أصل له، العالم هو الواقع الحاصل الخارجيّ، تذهب وتجيء تتحدث وتحاور تشتري وتبيع، تزور وتتعامل، الفيسبوك تطبيق لا يساعدك إلا فيما هو بعيد عنك ولا تصلك أخباره، كما المحلات ودور الكتب والنشر ودور تحفيظ القرآن وغيره، والواتساب تطبيق يسهل عليك الوصول إلى شخصٍ ناءٍ عنك جبرًا في ظروف ما كما المغتربين والمسافرين فإن تكلفة المكالمات أصبحت غالية الثمن.
قِس على ذلك كل التطبيقات وكل الآلات، ما أوجد الإنسان بفضلٍ من الله كل هذه الاختراعات إلا لتخدمه وتسهّل عليه عملًا كان شاقًّا عليه وحده، فأنت تكتب الرسالة الآن تبعثها لأحدٍ مريض يحدثك صوتيًا أو مرئيًا فتطمئن عليه وتعرف حاله وأنت الذي شق عليك القدوم لظرفٍ عندك، وذاك بمقارنته مع أولئك الأقدمين الذين يكتبون الرسائل ويبعثونها مع خدمهم ليسافروا عبر الأراضي فتصل إلى صاحبها المنشود أو لربما لا تصل أصلًا لأمرٌ مخيفٌ ومذهلٌ في آنٍ واحدٍ!
في أيدينا ما يمكِّننا جميعنا من النجاح بجدارةٍ ومهارةٍ، فبدلًا من كتابة الكتاب بخط اليد كله بصفحاته الثلاثمائة حرفًا حرفًا، يمكنك تصويره ومسحه عن طريق آلة فيطبع الحاسب الكلمات على برنامج الكتابة وإذ بكتابك ذي الثلاثمائة صفحة جاهز في ثلاثة أيام أو أقل وقد كانوا يأخذون الدهور الطوال لكتابة كتاب واحد ومن ثم زمانًا آخرَ ليصل إلى جميع الناس، وأنت تنقر هنا وهناك ويصل منشورك المِصريّ إلى متصفح الألمانيّ الغربيّ والتونسيّ العربيّ!
لا تنس أن تطبيقات التواصل تسهل العسير من التواصل، ولا تغني عنه كله.
لا تنس أن تطبيقات المشاركة تسهل العسير من المشاركة، ولا تغني عنه كله.
لا تنس أن تطبيقات العمل تسهل العسير من العمل، ولا تغني عنه كله.
لا تنس أن تطبيقات الكتابة والنشر تسهل العسير منهما، ولا تغني عنهما كلهما.
لا تنس أن تطبيقات الصلاة والأذكار والتفاسير والقرآن تذكرك بما ستفعله لاحقًا في يومك، ولا تغني عن إرادتك وإيمانك وصبرك ونواياك.
لا تنس أنك البشريّ صانع ومسخِّر كل هذا ليخدمك، لا ليسلب عقلك ودينك منك.
وإني أنصح شباب اليوم والغد أن تتعلموا لغة هذه الآلات وتعرفونها، فمن عرف لغة قوم أمن مكرهم، وتلك الآلات تمكر بنا مكر الشيطان من حيث لا نعلم، فهي من الفتن المحدثة.
وسلامٌ من الله عليكم، طبتم وطاب ممشاكم.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات