جريمة مدوية تهز المجتمع تعذيب أول قتل أو تشويه وحشي......
بطبيعة الحال أحداث كهذه تستثير سخطك خاصة لو كنت على صلة بالضحية، وستتمنى لو يقاسي المجرم أشد العقوبات وأصرمها.
ولكن دعنا نضيف بعض التفاصيل لحكايتنا، ماذا لو كنت تملك طفلًا يُبدي سلوكًا عدائيًا تجاه المجتمع، ومهما حاولت جاهدًا تعديل سلوكه، أو غرس القيم فيه يبدو وكأنه لا يستجيب لك، حين ذهبت به للطبييب أخبرك الطبيب ببساطة عن استحالة حل هذه المعضلة فابنك يمتلك شخصية سايكوباتية!!
والآن طفلك الصغير قد نضج وبدأ بارتكاب جرائم مريعة، ولكنه يدعي ببساطة أنها ليست غلطته فجيناته أو دماغه أو أيًا كان ذلك الشيء داخله هو الذي دفعته لفعل هذا، ماذا يجب أن يكون موقف المجتمع والقانون والعائلة تجاه هذا؟ وقبل كل شيء ما هي السايكوباتية ؟
ما هي السايكوباتية؟
السايكوباتية أو الاعتلال النفسي هي اضطراب في الشخصية يتسم بالاستمرار في السلوك المعادي للمجتمع وضعف التعاطف والندم والسمات الجريئة وغير المقيدة والأنانية.
العلم وراء السايكوباتية
حددت دراسات علم الوراثة السلوكي العوامل الوراثية وغير الوراثية المحتملة والتي تساهم في حدوث الاعتلال النفسي بما في ذلك التأثيرات على وظائف المخ. يعتقد أنصار النموذج الثالثي أن الاعتلال النفسي ينتج عن التفاعل بين الاستعدادات الوراثية وانعكاس البيئة.
في دراسة أجراها "فارينغتون" لعينة من الذكور في لندن بين سن 8 و 48 سنة تضمنت دراسة العوامل التي سجلت 10 أو أكثر على قائمة تدقيق هير للاعتلال النفسي
تضمنت أقوى العوامل:
1- وجود والد مُدان
2- الإهمال الجسدي
3- انخفاض مشاركة الأب مع الصبي
4- انخفاض دخل الأسرة،
5- الانتماء إلى أسرة مفككة.
ومن العوامل المهمة الأخرى:
1- ضعف الإشراف
2- الانضباط القاسي
3- كبر حجم الأسرة
4- الأخوان الجانحين
5- الأم الشابة
6- الأم المكتئبة
7- الطبقة الاجتماعية المتدنية
ومع ذلك من الصعب تحديد مدى التأثير البيئي على تطور الاعتلال النفسي بسبب وجود أدلة قوية على قابلية التوريث لها.
الاعتلال النفسي الكاذب
منذ الثمانينيات ربط الباحثون إصابات الدماغ بالاعتلال النفسي والعنف، مثل تلف قشرة الفص الجبهي الذي تم ربطه بالسلوك المعتل نفسيا وعدم القدرة على اتخاذ قرارات مقبولة أخلاقياً واجتماعياً، وهي حالة أطلق عليها "الاعتلال الاجتماعي المكتسب"، أو "الاعتلال النفسي الكاذب".
يُظهر الأفراد المصابون بأضرار في منطقة قشرة الفص الجبهي أوجه تشابه ملحوظة مع الأفراد الذين تم تشخيصهم باضطراب نفسي ويظهرون استجابة ذاتية منخفضة للمحفزات العاطفية وعجزًا في التكيّف المكروه وتراجع التعاطف والمشاعر الاجتماعية مثل الشعور بالذنب أو الخزي.
السايكوباتية والقانون
تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 25 ٪ من المدانين الذين يقضون عقوبات بالسجن في الولايات المتحدة يعانون من السيكوباتية.
لذلك فمعرفة رأي القانون في هذا الجانب هي قضية أخلاقية وعملية مهمة .
هل ينبغي للقانون تحميل السيكوباتيين المسؤولية الجنائية؟ إذا كان الأمر كذلك، فكيف يجب أخذ السيكوباتية في الاعتبار عند إصدار الحكم؟
إذا لم يكن الأمر كذلك، فهل هناك وسائل بديلة معقولة لمعالجة الأضرار المحتملة التي يسببها الاعتلال النفسي؟
هل يجب أن يقود تشخيص السايكوباتية إلى تخفيف العقوبة أم تشديدها؟
حلول طموحة
في بداية المسلسل الكوري "Mouse" يطرح عالم إنجازه حول اكتشاف جينات يستطيع من خلالها معرفة مرضى السايكو القتلة، ليقترح بعدها قانون إجهاض الأجنة، حيث أن دقة هذه العملية هي 99% صحيحة و1% يكون عبقري.
لنرجع لقصتنا في البداية سواء أكنت والد الضحية المحتملة أم والد المجرم المحتمل هل كنت ستؤيد قرار الإجهاض هذا؟ هل كنت لتجهض ابنك مضحيًا باحتمالية أنه عبقري حتى لو كانت النسبة 1%.
وهل من حق البشرية تقرير مصير حياة هذه الفئة التي لا ذنب لها إلا أنها ولدت بهذه الحالة؟ ولكنهم على أي حال يتصفون بضعف التعاطف والندم فليس من الوارد أن يجرح هذا القرار مشاعرهم!
كيف يمكنك كشف السايكوباتي المجاور لك ؟
في صحيفة الغارديان حدد العلماء سابقًا المتغيرات الجينية الأكثر شيوعًا لدى السيكوباتيين، لكن هذا بالتأكيد ليس نهائيًا بما فيه الكفاية.
بحلول ودراسات أقل طموحًا وعملية أكثر، وجدت دراسة استقصائية حديثة أن الأشخاص الذين حصلوا على "أعلى درجات مختل عقليًا" كانوا معجبين بأغنية "Lose Yourself" لايمينيم و"No Diggity"ل"Blackstreet "
في منتصف التسعينيات .
في المقابل كان معجبو أغنية "Titanium" لسيا و "My Sharona" لفرقة "The Knack" من بين أقل الأشخاص اضطرابًا نفسيًا.
لماذا هذا مهم؟ يعتقد الباحثون أن تحليل قوائم التشغيل لأفراد معينين يمكن استخدامه للتعرف على السيكوباتيين المحتملين دون علمهم، قال الباحث الرئيسي "باسكال واليش": "لا نريد أن يكون هؤلاء الأشخاص في مواقع يمكن أن يتسببوا فيها بالكثير من الأذى". "نحن بحاجة إلى أداة للتعرف عليهم دون تعاونهم أو موافقتهم."
لكن في الوقت الحالي يؤكد فريق البحث أن النتائج التي توصلوا إليها أولية وغير منشورة.
وهذا يعيدنا لأخلاقية هذه الأحكام وعدلها، وكيف ستدفعنا لرسم افتراضات ظالمة عن أشخاص قد يكون ذنبهم الوحيد حبهم لإمينيم، ثم ماذا لو كان هناك شخص يحب سيا وإيمينيم في الوقت نفسه؟ ماذا لو كان هناك شخص يحب أغنية "guts over fear" هل يكون معتلًا وغير معتل في الوقت نفسه؟
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات