اعترفت هيئة الأمم المتحدة في عام 1992م في مؤتمر حول البيئة والتنمية بما يعرف بالمدارس البيئية ،

أوصى المؤتمر بأهمية تبني التعليم البيئي في المدارس لأجل التتنمية المستدامة. ومع بداية الألفية الثالثة بدأت الأصوات تتعالى من قبل المنظمات المسؤولة عالميا عن البيئة نتيجة تفاقم المشكلات البيئية كمثل التغير المناخي وانقراض بعض الأصناف من الكائنات، وذوبان الجليد في القطبين، وتلوث البئية بالغازات السامة والنفايات الصلبة، ونقص وشح المياه العذبة، وإزدياد مشكلة التصحر ونقص الغطاء الأخضر وغيرها من مشكلات . تلك أهم القضايا البيئية التي تسعى المنظمات للحد من إزديادها ووضع الحلول للتغلب عليها. فكان لابد من أن يكون العمل تشاركيا بين منظمات العالم، حتى بدأت أنظارهم تتوجه نحو التعليم في المدارس، فإذا أردنا تغيير المجتمعات نحو الأفضل نتوجه لتطوير التعليم ووضع معايير واضحة وأهداف عامة والسعي لتحقيقها من خلال الجيل الناشئ الجالس على مقاعد الدراسة في المدارس تحديدا. فالتعليم يسهم بشكل كبير في إكساب المتعلمين المعرفة والمهارات و القيم والاتجاهات السلوكية التي نحتاجها لبناء المستقبل الذي نريد وتنمية مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات حتى يتمكن المتعلمين من إصدار الأحكام ووضع الحلول للمشكلات التي تواجههم، والوعي بالقضايا التي قد تؤثر على مستقبلهم،واستجابة لذلك تحولت النظم التعليمية إلى نهج بيئي تعليمي شامل لأجل التنمية المستدامة يهدف لتمكين الطلاب من تحمل المسؤولية تجاه البيئة.

فظهرت برامج تعليمية في المدارس لأجل التنمية المستدامة فكان من بينها المدارس البيئية، والمدارس الخضراء،ومدارس القرن الحادي والعشرين،والمدارس المستدامة، وتشمل تلك المدارس جميع المراحل الدراسية من مرحلة رياض الأطفال إلى التعليم الجامعي،تهدف جميعها لتشكيل القيم البيئية وتمكين المتعلمين من تحمل المسؤولية تجاه بيئتهم ومجتمعهم ويكونوا قادرين على التغيير نحو الأفضل.

ومن أبرز وأقوى تلك البرامج كانت المدارس البيئيةEco- schools

وتُعرِف مؤسسة التعليم البيئي الدولية المدارس البيئية "بأنها مبادرة أساسية تشجع الطلاب على الإنخراط في بيئتهم من خلال إتاحة الفرصة لهم لحمايتها بفاعلية ".وهي نظام تعليمي يهدف لإنشاء أعضاء مسؤولين يبذلون الجهود لحماية البيئة لدعم التنمية المستدامة.

وهي نظام تعليمي متكامل شامل لكل العملية التعليمية، فتُضمن في مناهجها مبادئ الاستدامة وفي أنشطتها ، حيث توفر نظاما متكاملا من الإدارة البيئية في المدارس، تعمل هذه المدارس على الجمع بين التدريس في المدارس والأنشطة والمشاريع البيئية، والمبادرات المجتمعية، ولديها ثلاثة مجالات رئيسية تركز عليها وهي المعرفية والأخلاقية والسلوكية. وينصب التركيز في مناهج تلك المدارس الحديثة على الطالب، يحدث من خلالها تفاعل بين المتعلمين مع بعضهم البعض ومشاركتهم في المشاريع التي تخدم البيئة والحد من التلوث والحفاظ على النظام الإيكولوجي، كما يطلب من المعلمين والطلاب استخدام معرفتهم البيئية ومهارات التنمية المستدامة في حياتهم اليومية والهدف من ذلك حتى تنشأ تربية بيئية تتغلغل تدريجيا في حياتهم اليومية والمدرسية وتزويد الطلاب بالوعي البيئي والاستدامة ومشاركة الطلاب بنشر الوعي في أسرهم ومجتمعهم المحيط ، كما يُفعل دور الآباء لمساندة المدرسة في تحقيق أهدافها البيئية بمتابعة أولياء الأمور لأبنائهم في المنازل كمثل التركيز على الاستهلاك الواعي للطاقة والمياه وفهمهم لعملية التدوير والتربية الصحية للأبناء، كما يتم إعداد مراكز تدريبية للمعلمين لتدريبهم على طرق التدريس الحديثة لأجل التنمية المستدامة، وكل ذلك يتم من خلال الإدارة البيئية في تلك المدارس بمساندة لجان بيئية صحية . إذ يمكن أن تعتبر تلك المدارس هي الطريقة المثلى للوصول للاستدامة

المدارس البيئية هي أكبر برنامج تعليمي منتشر في العالم لأجل التنمية المستدامة بلغ عددها (59000)مدرسة حول العالم في (68) دولة. وازداد إهتمام الباحثين التربويين بنتائج تلك المدارس، كما تُمنح المدارس المشاركة والتي أكملت خطوات البرنامج بنجاح جائزة العلم الأخضر. ويختلف تنفيذ المدارس البيئية من دولة لأخرى، بعضها يعمل تحت رعاية ودعم حكومي، ودول أخرى تحت رعاية غيرحكومية، أما مدة الحصول على الجائزة والاعتراف الدولي يستغرق عامين ويطلب من تلك المدارس كل فترة سنتين تقديم إحصاءات فيما يتعلق بترشيد استهلاك الطاقة وتدوير المخلفات والمبادرات المجتمعية التي شارك بها الطلاب، وفي دول أخرى مثل بلجيكا تستغرق الاعتراف عشرة أعوام.وتوفر تلك المدارس ثلاثين ساعة تدريس سنوية.

ومن أوائل الدول التي نفذت برنامج المدارس البيئية كانت تركيا منذ عام 1995م

فالتعليم البيئي هونقلة نوعية من التعليم التقليدي البسيط إلى تعليم يعتمد على تحول من النظرية إلى التطبيق ومن المحتوى إلى العملية .

المراجع:

Eco-Schools. (2017). About Eco-Schools. Retrieved on

4/6/2022

https://www.ecoschools.global/how-does-it-work



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات سهير الخواجة Suhair Al khwaja

تدوينات ذات صلة