الفنتازيا هي نوع من الأدب الذي سحر العقول بالخيال، فهي الأساطير والملاحم والقصص الشعبية،
يقول سقراط :( إن المعرفة ليست العلامة الحقيقية للذكاء وإنما الخيال).
ظهرت الفنتازيا كنوع من الأدب في العصور القديمة حيث كانت تحاك القصص والأساطير التي دونت كوثائق تاريخية توارثتها الأجيال، كملحمة جلجامش والإلياذة والأوديسة وقصص ألف ليلة وليلة وغيرها، وقد تألقت الفنتازيا وإزدادت ثراء في العصور الوسطى كنوع من الأدب سواء أدب القصص أو الشعر أو الفن، والذي وجد رواجا عند الشعوب. أما القرن الحادي والعشرين عرف بقرن الأدب الخيالي ومن أشهر روايات الفانتازيا في هذا القرن( هاري بوتر) للكاتبة البريطانية (جوان رولينغ).
وهناك من يفر ق بين الفنتازيا الأدبية والخيال العلمي، إلا أن بعض العلماء والمفكرين والمبتكرين لايجدون فرق بينهما حيث أنهما يعتمدان على الخيال التأملي، فيرى العالم الروسي ألكسندر فيرسمان أن العالِم لابد أن يمتلك الخيال الخصب، لأن الخيال يلعب دروه في العلوم كما يلعب دوره في الفن. كما أن المبتكر المبدع توماس إديسون المعروف بروحه المرحة يؤكد ذلك حيث يقول"لكي تخترع أنت بحاجة إلى مخيلة جيدة وكومة من الخردة"، فلم يقل تحتاج إلى شهادات وأوسمة أو ثروة، بل الإنغماس في الخيال مع محاولة جعله واقعيا من خلال الاشتغال والانهماك بما بين أيدينا من مواد بسيطة التي عبر عنها بكلمة خردة.
معنى ذلك أن التفكير المنطقي يأخذ جزءا ضئيلا من إبداعات وابتكارات العلماء والمفكرين، إذ أن التفكير اللامنطقي هو من يسمو بتفكير الإنسان وينقله من تفكير تقليدي إلى تفكير إبداعي يتجاوز حدود الدماغ. أي التفكير بطريقة غير مألوفة والنظر للأمور من زوايا مختلفة.
وقد ثبت أن معظم العلماء وأصحاب المواهب كانوا يقرؤون الفانتازيا، حيث أن ألبرت اينشتاين يؤكد على أن أبحاثه ونظرياته التي قدمها لنا كان للخيال دور كبير في إيجادها أكثر بكثير من التفكير المنطقي.
فالإبداع والابتكار يقعان ما بين خيال الطفولة وصدق النبوة، وهذا ما ذكره المفكر والكاتب المبدع عبد الرحمن منيف في كتابه( بين الثقافة والسياسة)، حينما تحدث عن العلاقة بين الثقافة والإبداع، فهما من يدفعان الإنسان ليكون ضمن قافلة الموهوبين. إذ أن الخيال مشاكس يقول ما يقوله الأطفال، فأعمق الأفكار أبسطها. لذلك يُعطي خبراء التربية وعلماء النفس أهمية كبيرة لخيال الطفل، فعندما تواجهك مشكلة ما، جرب أن تسأل طفلك ماهو الحل لهذه المشكلة، سيقدم لك حلولا بسيطة ولكنها مدهشة.
إذا، كيف لنا كتربويين أن نحفز الإبداع لدى المتعلمين؟؟ يكون ذلك من خلال الحفاظ على خيال الطفل والاستمرار بتحفيزه، فالأطفال لهم رؤيتهم وخيالهم الخصب الذي يحتاج إلى ريّه والعناية به من خلال قراءة القصص الخيالية ومشاهدة الأفلام التي تنقله لزمان ومكان غير زمانه مكانه، كذلك طرح الأسئلة باستمرار على الطفل، وهذا هو أسلوب الفلاسفة القدماء مع تلاميذتهم، فالابداعات والابتكارات والاكتشافات والاختراعات كلها قائمة في بدايتها على التساؤل.(كيف، لماذا، ماالعمل، وماذا تتوقع أن يحدث لو، ماوجه الشبه بين كذا وكذا، أوجد العلاقة بين شيئين مختلفين) وغيرها العديد من الأساليب الاستفاهمية التي تحفز وتثير الإبداع.
فعندما سقطت التفاحة على نيوتن الناس حوله رؤوا سقوط التفاحة، ولكن نيوتن سأل لماذا سقطت التفاحة؟؟
كما أن التفكير الخيالي التأملي شرط أساسي للطلاب الأكبر سنا لفهم ماهو معقد كالجسيمات غير المرئية للعين المجردة التي تتحرك بسرعة تقارب الضوء .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
ونعم الفانتازيا ، إن الخيال يقودك نحو الإبداع فإن تواجد يسمو بك عالياً بغض النظر عن الشهادات والرتب فهذه لم تعد تجدي نفعا في زماننا هذا ولن تجدي نفعا لاحقاً بقدر ما تكون الكفاءة والإبداع والابتكار الناتجين عن الخيال العلمي والفانتازيا
حياك الله أينما حللت واينما تحلين واينما ستحلين أبدعت سلمت وسلمت أناملك وعذراً منك على التعقيب المتاخر
يعطيك العافية مبدعة دوما
مقال رائع