هل تعلم أن بين يديك عوالم كثيرة؟! وأن أناملك تتنقل في مجتمعات مختلفة؟!
هل تعلم أن هاتفك النقال بتطبيقات التواصل الاجتماعي الموجودة فيه يمد جسوراً ضخمة للتواصل مع القريب والبعيد؟! من منا في هذا الوقت لا يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي؟! من منا ليس متعلق بها؟!أتحدى أن ينفي أحدكم هذه العلاقة الوطيدة.
في وقتنا الحالي ومع تسارع عجلة الحياة أصبح لابد من وسيلة سريعة للتواصل مع الآخرين، فبإمكانك وعبر هاتفك أن تصل لأي شخص في أي بقعة من العالم وأن تنجز مهامك سواء الوظيفية أو العائلية وأنت مستلق على أريكتك المريحة في غرفة الجلوس، وبإمكانك أن تبث مشاعرك بأقل قدر من الجهد من خلال استخدام ملصقات (الأموجي Emoji)، وحتى وإن أغلقت فمك، يمكنك الوصف والتعبير عن طريق ارسال الوسائط المرئية كالصور والفيديوهات، الحياة أصبحت أسهل وأسرع وأصبحنا نتحول بشكل تدريجي لأشخاص رقميين.
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي المتنفس وهي المنبر الذي يستطيع أن يعتليه للجميع، فحتى إن كنت لا تمتلك عدداً كبيراً من المتابعين تستطيع وبمجرد أضافة علامة الوسم أو (الهاشتاق) أن تُسمع الجميع رأيك وكلماتك، تستطيع أن تحاور من تشاء، فقد منحتنا هذه الوسائل فرصة كبيرة للتواصل مع الأشخاص الذين ما كنا سنصل إليهم لولاها كالكتّاب، والفنانين والشخصيات الاجتماعية والسياسية البارزة.
من مميزات وسائل التواصل الاجتماعي أن لكل وسيلة طريقة مختلفة في التواصل، فمثلاً (الانستجرام Instagram) يستخدم التواصل البصري فهو يعتمد على تحميل الصور، ولا يعتمد على الكتابة وحتى الصور التي تَحمِلُ بعض المعلومات يجب أن تكون بشكل مختصر بحيث يمكن قراءتها بسرعة، على عكس(تويتر Twitter)، فتويتر يعتمد على الكتابة وإبداء الرأي والحوار وإثارة نقاش حول مواضيع هامة، أما (سناب شات Snapchat) فهو يميل أكثر لعرض اليوميات والأحداث البسيطة خلال مجريات اليوم، و(الواتساب WhtasApp) يرتبط بالتواصل مع المقربين كالعائلة والأصدقاء.
وسائل التواصل الاجتماعي تعطيك المختصر المفيد ولا داعي للتطويل والإسهاب فيها، فأكثر ما يزعجني الفيديوهات الطويلة والمقاطع الصوتية الطويلة جداً جداً على (الواتساب WhatsApp).
أنا أُفضل كثيراً التخصيص، ولا أحبذ فكرة خلط الحابل بالنابل، كأن أكتب مقال طويل عريض على إحدى منشوراتي في الأنستجرام Instagram بدلاً من تويتر Twitter أو نشر يومياتي التفصيلية مع عائلتي على تويتر Twitter بدلاً من سناب شات Snapchat.
يسعدني ما أشاهده في بعض مواقع التواصل الاجتماعي من تخصيص بعض الصفحات لموضوع معين مثل تطوير الذات، أو التغذية والعناية بالصحة، أو التربية والتعليم فهذه الصفحات تعتبر كمجلات إلكترونية ذات قيمة وفائدة ويسهل الوصول إليها في أي وقت، وما يسعدني أكثر هو أن أكتشف أن القائمين عليها ما هم إلا شباب في مقتبل العمر لكنهم يمتلكون محتوى هادف، ورؤية، وتوجه واضح.
أنا أحب وسائل التواصل الاجتماعي وأعتقد بأنها فاعلة جداً واستخدمها بشكل يومي وعبر تطبيقاتها المختلفة، لكنني مع ذلك أكثر ميلاً لوسائل التواصل القديمة فأنا مازلت أحب النظر في عيون من يحادثني، مازلت أعشق رسائل البريد الورقية وأرسل باقات الورود، وأتصفح المجلات والجرائد، وأسعد بالمصافحة، وأتوق لحرارة اللقاء والوداع، هذه الوسائل تحمل في جعبتها الحب ولهفة الشوق الخفية، وماذا عنكم؟!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات