أصبح الحصول على عدد مشاهدات أكبر لفيديوهات سخيفة مطلبا يضحي من أجله الشخص بأسراره وأسرار عائلته ، وكلما زادت المشاهدات زادت التضحية .

هل أفسدتنا وسائل التواصل الاجتماعي ؟ أم أنها أخرجت فسادنا للخارج ، كلما تمعنت أكثر في عالم شبكات التواصل ازدادت دهشتي وتملكني العجب ، أين كان كل ذلك مختبئا ، هل بتنا مسلوبي الإرادة حتى نتحرك بناء على ما نشاهده فنقوم بتقليده دون اعتبار لأي شيء ، دون ضابط ولا رابط .

من يتابع مقاطع الفيديو بكافة أشكالها يرى العجب العجاب ، كمية السخافة لا حد لها ، فما الهدف من تقليد مقطع تافه لا معنى له ، ولم يسلم صغير ولا كبير ، فالعجائز تم اقحامهم في هذا العالم الغريب دون وعي منهم لما يدور ، لا يدرون بأن مقاطعهم تلف العالم وهم في أوضاع لن أقول عنها سوى أنها محزنة ، منذ متى نقوم بنشر مقاطع للأجداد والجدات كي يضحك الناس عليهم ، وكل ذلك من أجل جمع مشاهدات أكثر ، رحم الله زمانا كان فيه للآباء والأمهات مكانة رفيعة لا يحق لأحد أن يتجاوزها ،ولن أتحدث عن استغلال الأطفال فقد وصل الأمر إلى حدود البشاعة ، للأسف نزلنا للدرك الأسفل في الاستهتار والإسفاف .

أضف لكل ذلك التنمر والسباب والشتائم وغيرها من الأعمال التي لا ترضي أحدا .

وتحريض على كل ما هو سيء وغير مقبول .

تجلس احداهن خلف شاشتها وتبدأ بإطلاق أحكامها وتنمرها على الأخرين وتوجيه نصائح قد تؤدي إلى كارثة إذا ما استمع لها أحد ، نصائح من نوع : اطلبي الطلاق فورا / لو كنت مكانك كنت انتحرت على الفور / اقتليه لا يستحق الحياة ، هل أصبح التحريض على القتل حرية رأي وتعبير .

لا أدري متى وصلنا إلى هنا وكيف ، أحيانا أشعر بأننا نمنا وعندما استيقظنا وجدنا أننا نعيش في واقع أخر وكأننا نمنا مئة عام ، فكما كتب ماركيز عن مئة عام من العزلة يبدو أننا سنكتب عن مئة عام من التفاهة والاسفاف .

ويبقى السؤال هل لهذا الانحدار من آخر ؟


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

للاسف نداء .. يسعدك يا رب 💜💜

إقرأ المزيد من تدوينات قلمي / عبير الرمحي

تدوينات ذات صلة