انا عبادة نافع، طالب هندسة امن وشبكات وفي هذه التدوينة سأقدم لك خبرة ثمان سنوات كمتطوع، و كيف أثّر العمل التطوعي على عملي و دراستي الجامعية وصقل شخصيتي.
بدأت اتطوع في سن الثالثة عشرة، وكان ذلك حين شجعني والدي الذي كان يقوم بتنفيذ المبادرات في المدرسة على أن أقدم للتطوع في فريق الكشافة في المدرسة. كنا نقوم بالتنظيف و التنظيم و مساعدة معلمينّا في المدرسة ، كانت هذه الاعمال تشعرني بالسعادة و أدركت فيها اهميتي في المجتمع مما دفعني للاستمرار و التطور، و منذ ذلك الوقت أصبح التطوع عادة عندي وجزء لا يتجزأ من حياتي اليومية و بالعكس صرت اشعر بالخلل إذا مر يوم بدون ان اقدم شيء للمجتمع.
لكي لا اطيل بالحديث و ندخل في صلب الموضوع. الفكرة الرئيسية من التطوع هو العطاء بدون مقابل، ولكن في الحقيقة التجربة التطوعية تقدم لك الكثير و تعود عليك بفوائد عظيمة، اليك بعض منها لأشجعك على التطوع:
1) خبرة عملية قوية سهلة
تقدس الشركات التطوع، لأنها تعلم أن المتطوعين يمتلكون مجموعة من المهارات التي تساعدهم على النجاح في أي تخصص. حدث معي ان تقدمت على وظيفة في وتأخرت في التقديم ، و لكثرة الخبرات التطوعية في سيرتي الذاتية، تواصلوا معي في اليوم التالي لكي أحضر للمقابلة و سألوني عن خبراتي و بالفعل قُبلت و بدأت العمل مباشرة. غير أن هذه الخبرة متوفرة للجميع و يستطيع اي شخص ان يبدأ باكتسابها الآن.
2)سوف تتحسن مهاراتك الاجتماعية
تجبرك بيئة العمل التطوعية على الاختلاط مع الناس و العمل مهم لأنه عمل تشاركي بشكل رئيسي، سيساعدك هذا في تطوير مهارات التواصل و العمل ضمن فريق و القدرة على مناقشة و إيصال أفكارك بطريقة فعالة. إضافة الى انك ستكتسب شبكة علاقات واسعة ومن مختلف التخصصات و المجالات مما سيساعدك على النجاح في مسارك المهني و حياتك بالمجمل.
3) الكثير من الفرص و التجارب
قد تساعدك ايضا خبراتك التطوعية على تحصيل فرص لم تكن لتحصلها إذا لم تكن متطوعا.
من أهم الفرص التي حصلت عليها هي فرصة المشاركة في برنامج erasmus plus بعد أن رشحتني مؤسسة بيت الحكمة التي تطوعت معها لعدة سنوات، البرنامج كان عبارة عن دورة تدريبية مدفوعة التكاليف كاملة في بولندا، تتحدث البيئة وإعادة التدوير، كانت من اجمل التجارب.
4) ستتعلم مهارة تنظيم الوقت
يعتقد الكثيرون انهم يحتاجون لهذه المهارة لكي يتمكنوا من التطوع، و انا اظن العكس، اي انك ستطور مهارات تنظيم الوقت من خلال العمل التطوعي. ستبدأ بترتيب جدولك و الالتزام بمواعيدك بشكل افضل، لان هذا هو الخيار الوحيد لك في يوم مزدحم فيه أشخاص يعتمدون على عملك.
أتمنى انني أقنعتك ، وقررت ان تأخذ خطواتك الاولى، اليك بعض النصائح للتطوع بكفاءة أكبر.
1) ابدأ مبكرا و استكشف أكثر.
كلما بدأت مبكرا كلما كان لديك فرصة أكبر لاستكشاف مجالات أكثر ومساحة للسير في طرق وتجارب متنوعة، إذا كنت في المدرسة، في الجامعة او حتى ان تخرجت، إبدأ الآن.
2 ) حدد أهدافك و دوافعك.
لكي تحصل على اكبر قدر من الفائدة؛ عليك ان تعرف ماذا تريد وما الذي يدفعك للتطوع، و هذا يختلف من شخص الى اخر و من مجال الي آخر. أنا مثلا اعمل حاليا كسفير لشركة Cisco العالمية و التي تعمل في مجال شبكات الحاسوب و هدفي هنا هو التعمق أكثر في تخصصي الجامعي وتطوير مهاراتي فيه من أجل مسار مهني أفضل.
3) تقبل انك ستواجه المشاكل، التغيير صعب.
غالبا ما تجمعك الأعمال التطوعية بأشخاص من خلفيات مختلفة، سواءا من المتطوعين الذين تعمل معهم او من الاشخاص المستهدفين الذين تقوم بخدمتهم، يؤدي هذا التنوع إلى حدوث بعض المشاكل الصغيرة احيانا، مهمتك هي ان تتقبلها و تبقى هادئا لكي تتمكن من الوصول الى هدفك و إحداث تغيير و تحسن في المجتمع.
4 ) حل المشكلات للمدى البعيد.
بالبداية كنت كثيرا ما اتطوع بالأعمال الخيرية ذات التأثير اللحظي مثل زيارات لدور رعاية الأيتام والمسنين، مع ان هذه الاعمال قريبة الى قلبي الا اني ارى الان انه من الاولى ان نركز طاقاتنا و خبراتنا التي اكتسبناها في أعمال ذات تأثير طويل الأمد، مثل مشاريع دعم التعليم او تمكين المناطق الاقل حظا.
5) ابذل مجهود.
من البديهي أن العمل التطوعي نابع من رغبة الشخص و لا احد مجبر عليه، لذلك تتوقع منك المؤسسات أن تقدم كل ما لديك و تبذل مجهود كبير في إنجاز العمل بأفضل صورة. تاكد انك المستفيد بالنهاية؛ فالعمل الصعب و المجهود يجعل منك شخصا أفضل، اضافة الى انك ستكون مرشحا لوظيفة في المؤسسات التي تتطوع معها اذا اثبت جدارتك.
6) اخلق فرصك.
في بعض الأحيان قد لا تجد فرصة تناسبك، او قد تجد مجال معين وترى أنه لا يبذل فيه جهود كافية، عندها اخلق انت الفرص، تشجع و أبدأ مبادرة او عمل تطوعي بسيط و كن أنت من يبدأ بالتغير ثم اطلب الدعم من الأفراد و الشركات و مؤسسات الخدمة المجتمعية.
في المدينة المثالية التي احلم بها يتطوع كل الناس، الجميع يشارك في خدمة المجتمع لان اي تحسن في المجتمع هو تحسن في حياة الفرد، لكن حتى لو لم نصل لهذه المدينة المثالية فالتطوع الآن متاح للجميع وبشكل مجاني لماذا لا يجربه الجميع إذا!
يمكنكم سماع القصة بالتفاصيل كاملة في بودكاست شباب مُلهم من هنا
هذه تجربتي، متشوق لسماع تجربتك عندما نتقابل في احد التطوعات في المستقبل، او الان في التعليقات.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
أنا بدأت تجربتي في التطوع منذ 4 سنوات .. عن طريق الصدفة تطوعت في نشاط مع احدى الجمعيات في معرض الكتاب الدولي - لبنان و من بعدها و جدت نفسي متطوعة مع عدة جمعيات في مختلف المجالات .. للعمل التطوعي قيمة حقيقة لا يدركها الا من قدم من وقته و مجهوده و طاقته لمساعدة الاخرين .. فالمتطوعون وحدهم يوقنون أن التطوع حياة و عطاء ..
شباب رائع و تجارب ملهمة