هناك فرق شاسع بين العمل الإغاثي والعمل التنموي الفرق بينهما في الفهم وما هي القيمة المقدمة!

لماذا بيعة بناء المسجد في الحي اسهل من بيعة بناء بيت ومأوى لعائلة لا تجد سقف يقيها برد الشتاء والمطر وحر الصيف وحرارة الشمس!؟

لماذا فجأة أصبح المتبرع يفضل حفر بئر أو بناء مسجد في النصف الثاني من الكرة الارضية من ارسال صبق من الطعام لجار يبعد بضعة كيلو مترات ؟ من خلق هذه الحاجة في السوق بعد ان كانت الاولويات تنصب على اولوية التبرع للأقربين بالمعروف؟

لماذا تتعدد المنتجات والخدمات في الجمعيات وتتغير باستمرار؟

طالما قض مضجعي هذا السؤال وخاصة نحن في ظروف تستوجب ترتيب الاولويات في عمليه صرف التبرعات التي يتم الحصول عليها، -لأنه بكل البساطة القرش اللي بينصرف مش اكيد ييجي بداله بحكم الوضع الاقتصادي العالمي-.

في فقه الاولويات في صرف الزكاة والصدقة ايهم اولى, بناء مسجد وشراء مصحف ام بناء بيت واطعام جائع وشراء لحاف لمن يكاد يموت من شتاء قارص؟!

من الذي يحدد نوع البيعة اهو المتبرع ام القائم على التبرع ام مستحق التبرع؟

ما القيمة التي نحتاج لبيعها الان للمتبرعين، اعيد السؤال، مالقيمة التي يجب أن تباع الان عن غيرها عن القيم!

مالقيمة التي بدونها لن يعيش الناس ، وما القيمة التي ان أُجلت فلا بأس ويمكن أن تقدم في وقت اخر..

اجابات هذه الاسئلة مهمة جداً للمتبرع والمتبرع له والقائمين على التبرعات. بدون هذه الإجابات ستظل البوصله غير واضحة والاثر ضحل وسنظل ندور في نفس الدائرة المغلقة التي ندور بداخلها منذ عقود في مجال العمل المجتمعي!.

نعم اتفق معك واعلم ما يدور في رأسك الآن: "مهو كله خير وكله تطوع وكله بيفيد الناس" صحيح وهذا هدف تقديم العون وعظيم الاجر للساعي عليه. ولكن السؤال الحقيقي الذي اريدك ان تطيل التفكير به، هل ما نفعله حقيقة هو ما يحتاجه من نسعى لأجلهم ام ما نفلعه هو ما نحتاجه نحن! هل ما نفعله لهم ينقذهم بشكل دائم او نتركهم بحاجتنا للأبد!


مثلاً اذا جائك جائع لم يذق الطعام منذ ايام، ماذا تقدم له، كأس ماء مُندَّى في كأس زجاجي منمق وفاخر مع كاسة شاي كرك وقطعة كيك مزينه زينه 10 نجوم أم سدر رز مع لبن ودجاجة تسر الناظرين وتشبع قرصة الجوع في بطنه؟!


لا بأس، ركز معي وأطل عنقك..

هذه كلها مجرد تساؤلات وليست أحكام ولا حتى املاءات لما ستفعل ببضعة الدولارات التي بين يديك تريد وضعها كصدقة او زكاة او حتى وقتك الذي تريد التطوع به او حتى جهدك.. ولا اي شيء مما في رأسك، فقط اطل عنقك وفكر بها ثم قرر خطوتك التالية..


لعلك بعد تفكير ستقتنع وستجد تبريرك المنطقي أنَّ الأولى بناء مسجد وشراء مصحف وحفر بئر. او العكس ربما ترى ان الاولى انقاذ روح من البرد واطعام جائع قد يفقد حياته بسبب الجوع وكساء طفل حذاء يقيه الم قرصة الشتاء لأصابع قدمه الصغيرة الغضة.

او ربما ستضع ترتيبك صحيحاً تتبرع في الصيف لتحفر بئرا من باب العون لمن لا عون لهم، وربيعاً تشتري مصحفاً لمسلم يسعى اهل الارض لاخراجه من ملته وشتاءً تشتري كساءً وطعاماً وسقفاً للاقربين بالمعروف من ابناء جلدتك ولكل محتاج على هذا الكوكب الشاسع !

افعل ما تشاء ولكن افعل ما تفعل وعينك وقلبك وفكرك قبلتها وبوصلتها من تسعى لأجلهم لا من تأخذ منهم صدقاتهم وأموالهم لتطهرهم بها!!


ودمتم سالمين..


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات سارة العتيبي

تدوينات ذات صلة