تجارب الماضي ليست قدراً، فهمك لماضيك يمكنك ان تحرر نفسك مما قد يكون، و تخلق بدلاً منه إرثاً من الرعاية و الحب لأطفالك.

رواية الحياة المترابطة، تمكننا من فهم الطريقة التي اسهم بها الماضي فيما نحن عليه و ما نقوم به.

رواية حياتنا، الرواية التي نسردها عندما ننظر الى ما نكون، و كيف صرنا الشخص الذي صرنا عليه. تحدد رواية حياتنا مشاعرنا تجاه ماضينا. و فهمنا للسبب الذي دفع الأشخاص مثل (آبائنا) للتصرف بالطريقة التي تصرفوا بها. و وعينا بالطريقة التي اثرت بها تلك الأحداث على تطورنا تجاه البلوغ.


رواية الحياة التي لم يتم فحصها و فهمها من الممكن ان تحدنا في الوقت الحاضر، و من الممكن ايضا ان تدفعنا الى القيام بتربية ابوية مندفعة، و ان نورث الإرث المؤلم نفسه لأطفالنا الذي أثر بشكل سلبي على بداية حياتنا.


تخيل ان والدك قد مر بطفولة صعبة. ربما كان منزله صحراء عاطفية، حيث لم يواسيه ابواه عندما كان يشعر بالخوف او الحزن، وكانا حتى باردين و غير ودودين، ليتركاه يجتاز مصاعب الحياة وحده. اذا فشلا في الانتباه اليه والى مشاعر، فانه سوف يتأذى بطرق كثيرة.

كنتيجة لذلك، فانه سينمو و يصل الى مرحلة البلوغ وهو يملك قدرة محدودة على اعطائك ما تحتاجه كطفله. قد يصير غير قادر على العلاقات و الالفة، من الممكن ان تكون لديه صعوبة في التجاوب مع عواطفك و احتياجاتك ليخبرك ان تتشدد عندما شعرت بالحزن او الوحدة او الخوف.

قد ينتج كل هذا حتى من ذكريات لن يكون لديه وعي بها، ثم ستتعرض انت عندما انت عندما تصير بالغا ووالدا لخطر توريث نفس الانماط المدمرة لأطفالك. هذه هي الاخبار السيئة.


لكن الاخبار الجيدة هي انك اذا فهمت تجاربك و فهمت الاذى الذي تعرض له والداك و حدود الارتباطية يمكنك ان تكسر دائرة توريث مثل هذا الالم، يمكنك ان تبدأ في التفكير في تلك التجارب و طريقة تأثيرها عليك.قد يغريك ان تقوم بالتربية الابوية بشكل معاكس تماما لما قام والداك.


ولكن الفكرة، بدلا من ذلك، هي ان تفكر بشكل واضح في الطريقة التي اثرت بها تجاربك مع والديك. قد تحتاج الى التعامل مع الذكريات الضمنية (اللاواعية) التي تؤثر عليك من دون ادراكك لها.سيكون من المفيد ان تقوم بهذا العمل مع مختص او ان تشارك تجاربك مع صديق. ايا كانت الطريقة التي ستقوم بها بهذا الامر، فانه من الضروري ان تبدأ في ان تفهم قصتك الخاصة، معرفتنا بان اطفالنا يتعايشون مع ما نختبره اياً كان، و يخوضونه عن بصيرة قوية فهذا يحفزنا على بدء و استكمال رحلتنا تجاه فهم قصصنا الخاصة، الفرح و الألم ايضا. يمكننا بعد ذلك ان نندمج مع احتياجات اطفالنا و اشاراتهم، لنخلق تعلقا امناً و تواصلاً قوياً و صحياً.


توضح الابحاث انه حتى البالغون الذين اختبروا فترات طفولة اقل من المثالية يمكنهم ان يقوموا بالتربية الابوية بفاعلية بشكل مماثل، و ان يربوا اطفالا سيشعرون بنفس الحب و التعلق الآمن الذي يشعر به الاطفال الذين كانت حياتهم المنزلية اكثر تماسكا و حبا.


لم يفت الاوان قط على البدء في العمل على رواية حياتك المتناسقة و بينما تقوم بذلك، سيجني اطفالك المنافع.


المصدر: كتاب طفل المخ-الكامل The Whole-Brain Child


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Moms Coffee - Sawsan Rafati

تدوينات ذات صلة