رحلة قصيرة داخل حافلة نقل جماعية، أسرد خلالها ما رأيته وما علي فعله لأجد نفسي أو على الأقل أنصحك كيف تكمل رحلتك.

صدقني سيكون يومك أهدأ إن لم تكن أول راكب بحافلة النقل الجماعية ويمر أمامك كل فرد منهم.وان كنت مهووس بشئون الآخرين وحاملا خاصا لأحزانهم كأنك الوحيد القادر على انتشالهم منها، أو مصاب بالهلع وتهاب أن يكون قاتلك المأجور واحد منهم فتمعن النظر لتحفظ وجهه قبل الوداع، سيكون وضعك اصعب.

تعال معي اصطحبك بجولة داخل عربة الصباح؛ عجوز بلغ من العمر أرزله، بالكاد تسلق سلم العربة متحاملا على قدمه اليمنى، رعشة أوصاله لم تمنعه من حمل علبة السجائر في جيب قميصه، تماما جوار قلبه، مؤكدا أنهما سينفذان معا، الرفيق الثاني فتاة جامعية لا ضرر منها فهي ساذجة لدرجة لافتة للإنتباه، لفة شعر على الموضة اخترعها اخواننا الهنود منذ مئات السنين، يبدو أنها للتو أنهت جلستها في صالة الرياضة، لباسها وزجاجة المياة وكوب القهوة الحافظ للحرارة أقسموا لي انها ستنتظر أسخف موقف لتفتعل شجارا مع السائق لتلفت انتباه ثلاثة شباب سبقوها بخطوة، لكن لسوء حظها وحسن حظ الجميع لم يعرها أحد بالا حين زمجرت "يعني ايه مش معاك فكة هو احنا..." سحبت من يدها الورقة بحركة تشير أنه يكفي هذا القدر من الانفعال سأتولى المهمة ..

أما عن الثلاث شبان فسأخبرك عن واحد منهم فقط الآخران افتعلا الصمت وانتظرا الأحداث هي من تتحكم بردود أفعالهم سواء غمز أو لمز أو معرفة قضية ثالثهما، حيث استقبل مكالمة يبدوا أن المتصلة كانت في حالة انهيار فهو يحاول طمئنتها بأنه قادم خلال عشر دقائق ويهدئها لتسرد ما حدث مع والده خلال الشجار -حسب ما فهمنا-

وأنا .. كما لاحظت في بداية حديثنا يمكنك النظر إلي كواحد منهما أو كلاهما معا .. لكن دعني من انتظار قاتلي المأجور فلازلت لا شيء، ولا يكترث لي أحدهم لدرجة أن يلوث يداه وتاريخه معي .. الوقت ينفذ منا ولا داعي للتوغل في خيالاتي أو الحديث بسذاجة.

سننتقل إليك الآن .. لن أشرح الكثير عنك لكنه من الجيد عزيزي انك أعرتني انتباهك وأنصت لحكاياتي، إن كنت تريد معرفة نفسك وأي من ركاب الحافلة انت فتش حولك دقق جيدا في عيون الآخرين ولا تنظر أبدا للمرآة وإن، فلا ترتب أفكارك حينها، فتلك صورة لما يريده من حولك وليس أنت.

سلمى سامي

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جميلة يا سلمى استمرررري 🌹⁦♥️⁩🌹

إقرأ المزيد من تدوينات سلمى سامي

تدوينات ذات صلة