اذا أتقنا فن الحوار الراقي العقلاني فإننا نحصد من خلاله على السلام
في زمن الضوضاء والضجيج ساد اللامنطق وضاع صوت الحق. فقد صُنّف وقتنا الحالي بأنه من أصعب الازمنة،، فعُزلتُنا هي مع ذاتنا، وعدو الانسان بات الشخص نفسه.
هو ذات الزمن الذي به شهدنا النخبة الذين يمثلون الشعب، ويتكلمون بإسم الشعب، ويحملون - كما هو المفترض- هَمّ الشعب، ويعملون -كما هو المتوقع- بجّد على إحراز نتيجة لتحسين وضعهم ( الشعب الذي انتخبهم)، نراهم بالغالب قد أضافوا هماً على غمٍ، وأصبح واضحاً بإنهم ليسوا قدوة سيئة فحسب بل وبحاجة إلى تأهيل وتدريب وتهذيب، من دون تعميم أتكلم.
في هذا الزمن بالذات يعمّ الشعور بالاستسلام لان الامر الذي بات واضحاً للجميع هو أن التغيير بالرغم من أنه ليس بالمستحيل الا أنه صعب، وبحاجة إلى وقفة إجتماعية وتضامن على كافة الاصعدة لتمكين المصلحة العامة الشاملة وإحراز تقدماً مجتمعياً. ولكن هل حقيقة نستسلم؟ لماذا لا نخطو الخطوة الاولى ونبدأ بالحوار الذي يقودنا إلى النتيجة المرجوة من جميع النواحي، هو الخطوة الاولى بل والأساسية. بالحوار نصل إلى نتيجة. فالتطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والفكري مرهون بالحوار.
الحوار يحتاج إلى شخصين، يحتاج إلى متكلم ومستمع، فرد كان أو جماعة. أساسيات الحوار هو المسامحة والاحترام.
عكس الحوار هو الضوضاء، وسببه يكمن في الفراغ الفكري والكبرياء، وهما وصفة هدّامة تقطع خطوط التواصل وتضع الانسان في بوتقة ينظر من خلالها إلى كل إنسان آخر يعترض أو يناقض رأيه أو فكره بأنه العدو.
يقوم الحوار ويتطور على التنوع بالافكار فهذا يعني بأن مقابل فكرك هناك فكر آخر مغاير وهناك قيم وثقافة مختلفة. وبالتنوع هناك قوة وجمالية.
اذا أتقنا فن الحوار الراقي العقلاني فإننا نحصد أيصاً من خلاله السلام. فالحوار هو الاساس إذا أردنا السلام.
لن نحصل على حوار بالكتابة عنه فقط أو بالترويج له. لن نحصل عليه إذا تقوقعنا على ذاتنا ورفضنا كل فكر مختلف ومغايير. علينا أولاً أن نتقي الله في افكارنا وأفعالنا. ومن ثم نمارس النقد الذاتي قبل أن ننتقد الآخر.. ومن يستطيع أن ينتقد ذاته وأفكاره يَسهُل عليه أن يعتذر عند الخطأ، وجلّ من لا يسهو.
بات الحوار والتروي حاجة إنسانية في خضم التطور التكنولوجي والمعرفي. فإذا تمكنا وأتقنّا فن الحوار فذلك يعني بأننا حصلنا على مفتاح التطور والتقدم وإحلال السلام. وبالنهاية المجتمع القوي هو المتجانس رغم الاختلاف والمتمسك بثقافة الحوار والتسامح وقبول الاخر. لذا علينا جعله ثقافة بيتية ومدرسية ومجتمعية.
آن لنا الان أن ندرك بأن زمن الصراخ قد ولّى وبأن الحاجة هي إلى حوار أحدنا يتكلم والآخر يصغي في جو من المسامحة. وندرك بأنه علينا الترفع عن صغائر الامور ونفتدي الوقت ونستغله لصالحنا للبناء ولمنفعة المصلحة العامة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات