اعتمادنا الان هو على الوعي الذاتي. من ماذا نعي ولماذا؟


الوعي الذاتي هو مصطلح فيه إنتقاد لكل شخص لا يعي إدارة حياته اليومية وهو بمثابة إنتقاد يُقصد بِه التنبيه والتوعية كي نحصل علىشحياة بعيدة عن كل مرض وخاصة الفيروس المستجد.


"الوعي الذاتي" من المصطلحات التي نتداولها كثيراً مؤخراً، وسيكون الالمام بها و التطبيق العملي هو الفاصل بين الحياة والموت. يتطلب مصطلح "الوعي الذاتي" أن يكون عند الفرد بالمجتمع معرفةً بضرورة أن يكون واعياً. ولكن ماذا يعي، ولماذا؟ يتطلب منا وخاصة في الفترة الحالية التي نعيشها من حرب يومية مع فايروس لا يُرى، وسريع الانتقال وحاد وقاتل، أن يتحمل كل فرد مسؤولية نفسه والعناية بها، لانه ما المنفعة إن لم تكن غاية معرفتنا بالفايروس المستجد و عوارضه ونتائجه وتطوره هي الوقاية الذاتية وحماية أنفسنا من الاصابة به، والحفاظ على أرواح كل من هم حولنا!


"الوعي الذاتي" أيضاً يدعو كلاً منا أن نلاحظ من هم غير واعيين خلافاً لمتطلبات الحياة الحالية و ضرورياتها اليومية، ونعرض عنهم، بمعنى أن نأخذ زمام الامور في حماية أنفسنا من كل مستهتر: لا نخجل من كل مسافة تفصل بيننا وبين الشخص الذي بجانبنا في الاماكن العامة، أو الطلب بأن تُلبس الكمامة بالطريقة الصحيحة لتغطي الفم والانف، رفض دعوات في أماكن مغلقة وخاصة إذا تجاوزت الاعداد أكثر من عشرة أشخاص وحيث أننا قاربنا على نهاية فصل الصيف وبداية فصل الخريف الذي تكثر بِه الرشوحات. المصطلح قديم جديد، ولكن اليوم علينا أن نعيد استخدامه لينقلنا من مرحلة الكلام إلى أفعال على أرض الواقع.


جميعنا سمعنا عن حالات الوفيات في الاردن مؤخراً بعد أن كنّا نسمع عنها في بلدان بعيدة عنّا. لذا وعي الفرد الذاتي يعني أن يكون للشخص حس بالمسؤلية بأن يأخذ احتياطه عند خروجه من المنزل: كمامه، معقم، تباعد بين الافراد وخاصة في الاماكن العامة، وأما اذا أحس الشخص بتعب وارهاق وحرارة عليه أن يعزل نفسه ويأخذ استشارة الطبيب.المصطلح لا يقتصر على المرض الجسدي فقط، بل بيننا حرب فيروسية فكرية أيضاً مترجمة إلى أشخاص يبثون سمومهم من تفرقة، فتنة، نشر اشاعات، وينشرون العثرات والشقاقات، ويقتلون بحروفهم وما ينشروا أنفس كثيرين - هؤلاء لا دواء لهم لان أخلاقهم فسدت ولا مصلح، وأنفسهم عمًها السواد فبات من الصعب تنظيفها وتنقيتها، وعيونهم لا تخرج منها إلا الشر وكل ما هو أسود، وعقولهم فارغة من كل معرفة وحكمة. علاجهم الاهمال ومن ثم تنفيذ حكم القانون عليهم. وأما من هم مشحنون صلاحاً ومملؤون كل علم، هؤلاء من يتحلون بالوعي الذاتي، وهم من عليهم الدور بأخذ زمام الامور في حياتهم الان لأن "شفاه المعرفة متاع ثمين" يفقده الجبناء ويتحلى به أقوياء العقل والفكر والمنطق.


صحافية وكاتبة مختصة في الحوارات والمصالحة المجتمعية


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات رلى السماعين

تدوينات ذات صلة