الناس انواع و اشكال و في هذا المقال اصف بعض الانام
فرز الناس كفرز الصخور فيها النفيس و فيها الحجر و بعض الانام كبعض الشجر جميل القوام شحيح الثمر فكم من اناس لهم من الود اقنعة يبدوه غير الذي في قلبهم خاف اذا راوني قالوا انت صاحبنا و ان اغب طعنوا في ظهري باسياف من طيب قلبي ضمدت الجراح و لم اظهر لهم المي ما كنت بالجافي احسنت فيهم ظنوني انهم رجعوا عن النفاق الذي هد اكتافي فبعض الانام يعيش كالحرباء متلونا في الاخذ و الاعطاء فيكون في ثوب الصداقة تارة و يكون اخرى في ردا الاعداء فلا تعط شخصا اكبر من حجمه فيتمرد ولا تعط شخصا اقل من قدره فيرحل عجزت عن فهم الدنيا من يوم ان بدات الخيانة ظاهرة الناس للناس مادام الوفاء بهم فبعض الناس كمسائل الرياضيات حلها طويل و قيمتها صفر وبعضهم كمفاتيح الذهب يفتحون كل قلب و ينيرون الدرب فالاخلاق هي الروح التي لا تموت فلا تقهر احدا لتسعد نفسك و لا تظلم شخصا لتبرر اخطائك و بعضهم كلما اشتريتهم باعوك و كلما تقربت منهم ابعدوك و كلما راعيت احساسهم جرحوك و كلما اعليت لهم من شانهم احتقروك و لن يعرفوا قيمتك الا اذا خسروك و بعضهم الكزهور لو رايت ما في داخلهم لابهروك لا تدري كم خريفا مر عى قلبها و ما زالت تزهر و الاخر كالعطر المقلد قد تعجبك رائحته و لكن لا تدوم و البعض كالاوطان فراقهم غربة و الاخر كالارواح فراقهم ممات و البعض كالامراض فراقهم صحة و حياة بعض الناس لم اجد لهم تفسير سوى هذه الاية فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا و بعضهم لو تعطيهم من الود اطنانا تبقى النفوس رديئة رديئة هناك اناس كالكتاب تجد فيهم الخير و الحكمة و الاخر لا تجد فيهم الا صورة الغلاف يشدك العنوان ويخذلك المحتوى فكتاب تقراه ولا تمل و كتابا تقراه و انعدام عمقه منه تسام و كتاب تتوقف عن قراءته كذلك الحياة اجمل بداياتها الصداقة و اروع مواضيعها الصراحة و اجمل سطورها الذكريات و اغلى اوراقها الوفاء فلا تبكوا لفقد الناي دوما فبعض الفقد للقلب يسر و قل الحمد لله دائما و ابدا فبعد بعض الناس خير فهناك انام كالعسل المصفى و البعض كالصبر مر و الاخر ترياق لداء و بعضهم كالسم يضر اما كالامواج اذا سايرتهم اغرقوك و ان عارضتهم اتعبوك و الاخر كالداء الخبيث و الاخرون كالدواء العجيب و قد عاشرت من الناس كثارا و ذقت من الاسى مر الخطوب وجدت البعض كالسم موتا و الاخر كوصفات الطبيب اناس ارخص من قشور و الاخر كالثمر الرطيب فان الوفاء سيبقى رغم قلته عند الكثيرين طبعا غير واف لذا فالثقة في وقتنا ندرت و المصالح كثرت و السذاجة عمت و اللطافة اندثرت و خير الكلام قليل الحروف كثير القطوف بليغ الاثر !!!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات