والآن ما العمل؟ تعلمت أن أستخدم هذه الجملة عندما أواجه أي تحدي أو عقبات في حياتي



وذلك بدلا من سؤالي، ما ذنبي؟ لماذا أنا؟


بدأت قصتي مع هذه الجملة والتوجه إلى التفكير في تلك الطريقة منذ عام 1998 عندما تشخص زوجي بسرطان في الدماغ، في ذلك الوقت كانت حياتنا جميلة جدا، هو شاب طيار وأنا مهندسة معمارية ولدينا ثلاثة أطفال، كانت حياتنا إستقرارا ورفاهية وسفر، وفجاة جاء هذا المرض الخبيث لعلن لنا أن هذه الحياة لن تستمر.




وبالفعل بدأ المنعطف الجديد، فقد كان لا بد من إجراء عملية جراحية دقيقة ومستعجلة في الدماغ، أيقنت آنذاك أن لا وقت للبكاء والنظر للخلف، و لكن حينها لم يستطع أحداعلى الإطلاق الإجابة على أي من أسئلتي عن الشفاءْ أو العلاج، فاكتشفت أن المشكلة ليست بأجوبتهم وإنما بأسئلتي، أدركت تماما أن سؤالي يجب أن يتغير ليصبح، والآن ما العمل؟ وبالفعل هنا فقط بدأت تتوضح جميع أمورالعملية والعلاج والسفر.


أجريت العملية بنجاح واضطررنا للهجرة إلى كندا لإستكمال العلاج، أصف سنواتنا الأولى هناك بسنوات من الحزن الشديد والعلاجات و الإنتظار بقلق لنتائج الفحوصات. وفي الوقت الذي كنت بأمس الحاجة لوالداي وأخواتي ليكونوا سندا لي في تلك الظروف الصعبة اضطررت أن أواجهها وحيدة في الغربة.


لم يعد زوجي يعمل طيارا، فأسسنا معا عملا للعائلة في كندا. لم تكن هذه التجربة سهلة فقد كانت مدرسة شاملة لي في مجال ريادة الأعمال والتجارة في الأسواق الكندية، وفي كل مرة أتقدم قليلا كنت أكتشف قوة جديدة بداخلي وأدرك كم تطورت شخصيتي وكم تعلمت من تلك التجارب، وفي كل مرة كنت أشعر بالخوف أقول لنفسي: أنت قوية مهما حصل، والآن ما العمل؟ هنا تفتحت أمامي أبوابا عديدة وفرصا جديدة فكان منعطفا لمساري الوظيفي وطريقا مليئة بالمعرفة اكتشفت من خلالها قوتي في مجال الأعمال، وشغفي في التدريب وكذلك مهاراتي في العمل التلفزيوني.


والآن ينعم زوجي عدنان بصحة ممتازة وبحب كبير للحياة، وأطفالنا أصبحوا شبابا ناجحين في أعمالهم، تجمعنا هذه العائلة بالمحبة والإمتنان دائما لما نحن عليه. فقد كانت قوة الإمتنان هي الصخرة التي كنت أستند عليها وما زلت أستند عليها عندما تواجهني أي عاصفة وأي تحد فأشكر ربي ثم أقول، والآن ما العمل؟


للعديد منا قصصا قاسية أومؤلمة خرجنا منها أكثر قوة وحكمة حيث تعلمنا منها دروسا جديدية في الحياة ساعدتنا أن نعيش حياة أفضل من بعدها وبتوجه أجمل للحياة. فإذا كان لديك قصة تستطيع ان تلهم غيرك من خلالها شارك بنشر فيديو قصيرمدته 30 ثانية لعبارة او نصيحة تقدمها مع إستخدام هاشتاج #كن_أنت _مع_ملهم






ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

قصة رائعة والأروع فيها أنك كنت بطلتها

إقرأ المزيد من تدوينات المدربة م. رندا عازر

تدوينات ذات صلة