نظامك الغذائي والرياضي قد يكون من أسباب نجاحك في حياتك
هل لأجسامنا وما نراه في المرآة تأثير على نواحي حياتنا؟ لا يخفى عنكم أن الاعتناء بالجسم من تغذية صحية واهتمام بالرياضة يرفع من صحة الجسم ويقي من الكثير من الأمراض المتعلقة بالبدانة أو بقلة الحركة. لكن الأمر لا يتوقف هنا ، فقد قيل أن العقل السليم في الجسم السليم ، فأجسامنا ومدى لياقتها بإمكانها أن تؤثر أيضا بطرق غير مباشرة على حالتنا النفسية وأحد تلك الطرق هي أن تؤثر على ثقتنا بأنفسنا واحترامنا وحبنا لذاتنا وبالتالي على أدائنا وعلاقتنا بالآخرين ونجاحنا في حياتنا.
الجسم والثقة بالنفس
بإمكاننا أن نقول أن أي شخص هو أحد ثلاثة أنواع ، فالنوع الأول هم أولئك الذين اعتنوا بأجسامهم وأعطوها حقها من غذاء صحي ورياضة ، لذلك فهم راضون عن أجسامهم وذلك يعطيهم ثقة بالنفس تنعكس على علاقتهم بالآخرين ومدى نجاحهم في عملهم . وليس هؤلاء هم مقصدنا في هذه المقالة إنما نود أن نتحدث عن النوعين الآخرين. فالنوع الثاني هم ممن أهمل العناية بجسمه و بلياقته لكن في نفس الوقت نجد أن ذلك لا يسبب لهم أي نوع من عدم الرضا ، كل منهم راض عن شكله وأسلوب حياته ، وهو يعمل بجد ويتعامل مع غيره بثقة . فهو إن حصل ايجابيات الرضا عن النفس فقد يكون قد غفل عن مضار إهماله عن العناية بجسمه وقد يؤدي إهماله ذلك أن يتعرض لحالات صحية هو بغنى عنها.
أما النوع الأخير فهو ممن قد يشكل له جسمه وشكل جسمه أحد الأمور السلبية في حياته ، ويرى أن نظرة من حوله إليه وبالأخص نظرته هو نفسه إلى جسمه قد تكون أمرا يدعوه للتشاؤم في كل كل مرة تقع عينه على صورته في المرآة ، وبغض النظر إن كان فعلا جسم هذا الشخص سيئا إلى هذه الدرجة أو لا ، أو إن كان ذلك بمحض حالة صحية لا ذنب له فيها أو بسبب اهمال متعمد، فإننا لا نستطيع أن ننكر أن هذا الأمر قد يكون له الأثر السلبي على كثير من نواحي حياته ، فهو سوف يؤثر سلبا على علاقته بمن حوله وطريقة معاملته لهم ، وعلى إنتاجيته في العمل ، بل و قبل كل ذلك على ثقته بنفسه ، وذلك لأن الإنسان يستمد من ثقته بنفسه قوته التي يستعين بها على تحصيل النجاح ومواجهة صعوبات الحياة.
أريد تحسين مظهري . . . لكن كما تعلم فإن . . .
إن الكثير من هؤلاء الأشخاص من النوعين الثاني والثالث على علم بأن طرق التغيير ووسائل التحسن موجودة على أرض الواقع وأن الكثير ممن حولهم قد مضى في طريق تغيير جسمه إلى الأفضل وقد حصل بالفعل على نتائج ممتازة ، فهم في قرارة أنفسهم قد يتمنون أن يحسنوا من مظهرهم ، لكن شيئا ما ما يزال يمنع هؤلاء من اتخاذ هذه الخطوة وبدء هذه المسيرة التي سوف تغير من اجسامهم بل من حياتهم للأفضل ، وقد يكون ما يمنعهم ليس إلا مجموعة من المعتقدات الخاطئة و المخاوف الغير صحيحة والتي سوف أسرد لكم أهمها من خلال تجربتي الشخصية مع من تعاملت معه ممن اتخذ القرار باتخاذ اسلوب الحياة الصحية ، وأول تلك المعتقدات :
- الإعتقاد بأن طريق الرشاقة والوصول لجسم جميل هي أمر شبه مستحيل إن لم يكن مستحيلا ، فهل يعقل (بظنهم طبعا) أنهم سوف يكونون قادرين على تغيير أجسامهم ولياقتهم تغييرا جذريا ؟ هل من الممكن أن يحصلوا على قوام لطالما اعتبروه فقط من نصيب القلة القليلة ممن يظهر على مواقع التواصل؟ لكن ما تنقل لهم مواقع التواصل الاجتماعي من أمثلة لأناس من جميع بلدان العالم ممن بدأوا تجربتهم في ذلك الطريق وحققوا ما ظنه الكثير مستحيلا ، جدير لأن يجعل هذه المخاوف تتلاشى ، وجدير بأن يحملهم على بدء هذه المسيرة.
- الخوف من الحرمان . وذلك لأن الكثير يظن بأن طريق اللياقة والرشاقة هو طريق محفوف بالجوع والأكل غير اللذيذ ، فهم بظنهم قد يقضون يوما كاملا على تفاحة واحدة ، أو على طبق سلطة ! وقد يكون الأساس في هذا المعتقد الخاطئ الكثير من نماذج الحمية التي انتشرت في العقود الماضية ، والتي ما يزال كثير منها متناقلا بين الكثيرين حتى في أيامنا هذه ، وهذه النماذج مبنية بالمقام الأول على الحرمان والتجويع الإلزامي أو تناول أصناف محدودة جدا خلال اليوم ، أو تناول وجبة واحدة خلال اليوم كله، وهذا كله سوف يؤدي إلى ضعف تغذية ووهن في الجسم و بالمقام الأول إلى عدم تحقيق الهدف المرجو. لكن الصحيح مما ينبغي إتباعه من أنظمة عكس ذلك ، حيث أن أحدث الدراسات المتخصصة بعلوم التغذية الصحية تقوم على أن النظام الغذائي السليم يجب أن لا يبنى على الحرمان ، بل على تنوع وتعدد للوجبات ، وأن يكون هذا النظام الغذائي متكاملا حاويا لجميع ما يطلبه الجسم من عناصر غذائية ، بل وإنها تحتوي على ما ترغبه النفس كالتحلية وما شابه.
- إلى حد كبير...الكسل ! وعدم الرغبة بالالتزام بنظام رياضي وغذائي ، خوفا من ذلك سوف يقيدهم ، فهم قد تعودوا على أمور مريحة و أطعمة لذيذة سوف يحرمون منها (بظنهم هنا أيضا) ، وسيصبح لوح الشوكولا شيئا في احلامهم فقط ، وهذا طبعا ليس صحيحا. ورغم أني لا أدعي أن طريق اللياقة سهل جدا أو مريح للغاية لكنه في نفس الوقت ليس كما قد يظنه هؤلاء على تلك الدرجة من الصعوبة وشبه الاستحالة ، وإنهم إن صمموا البدء به فسوف يجدونه مقدورا عليه ، وإنهم فور ما يبدأون في تحقيق التقدم وإحراز النتائج فسرعان ما ينسون أية مشقة عانوها وستصبح الرياضة وطريقة الحياة الصحية جزءا لا يتجزأ من حياتهم. إنهم بحاجة إلى القيام بالخطوة الأولى ليس إلا ! وبعدها تصبح عادة من عاداتهم اليومية
- الرغبة بالحصول على نتائج سريعة وقلة الصبر ، وعدم درايتهم أن من يصبر ينال ما يصبو إليه . وليس لجوء البعض إلى العمليات الجراحية إلا بظنهم أنها طريق مختصرة إلى نتائج مرضية ، ظنا منهم أنهم بذلك قد تخلصوا من أي نوع من الالتزام ، لكنهم سرعان ما يقومون بهذه العمليات إلا ويتفاجؤون بأنهم عليهم الإلتزام بجدول رياضي وغذائي بعد العملية ، لكنهم عندها قد يكونون قد عرضوا أجسامهم لمخاطر عديدة من أمثال هذه العمليات ، التي لا ينصح بها إلا في حالات صحية خاصة جدا.
- ظن الكثيرين بأن الأنظمة الصحية والرياضية مكلفة جدا ، وأنه لا بد من شراء العديد من الأغذية الغريبة والمكملات الغذائية الباهظة الثمن ، وأنه لا بد من الذهاب إلى الصالات الرياضية المكلفة أو شراء أجهزة رياضية غالية الثمن. لكن الواقع أنه بالإمكان البدء بنظام غذائي يشمل الأطعمة العادية لكنها محسوبة السعرات بدقة ، وأنه بالإمكان شراء بعض الأدوات الرياضية البسيطة والتمرن في المنزل بتكلفة بسيطة جدا .
- الخجل من الذهاب للنادي ، والخوف من أنهم " قد يهزؤون مني" ، أو أني سأشعر أنني لا أنتمي لهذا المكان . بل على العكس ، إن أغلب من تراهم في النادي ربما كانوا مثلك في السابق ، ولم يمنعهم خجلهم من التقدم إلى الأمام. فانطلق فلست أقل منهم جرأة.
كيف أبدأ إذا ؟
إن العناية بصحة أجسامنا ليس نوعا من أنواع الرفاهية وليس حكرا على صنف معين من الأشخاص ، بل هو ضرورة وأمر متاح للجميع . وإليك بعض النصائح التي تساعدك على البدء:
- أولا لا بد أن تثق بنفسك ، وبقدرتك على التغيير. اعلم أن هؤلاء ممن بدأوا وأحرزوا نجاحا لا يفضلون عليك في شيء إلا في أنهم اتخذوا القرار الصحيح وتغلبوا على ما في أنفسهم من تردد
- ثانيا ، لا تتأثر بمن حولك ممن قد يثبطوا من عزيمتك أو ممن قد يثنوك عن هدفك واجعل هدفك نصب عينيك وركز على الايجابيات وانس السلبيات ، و تخيل جسمك المستقبلي
- الصبر ثم الصبر. اعلم أن الأمور الجميلة تأتي في وقتها وانس كل تلك الطرق المختصرة ، وتأكد أن احرازك للتقدم سوف ينسيك الصعوبات التي كابدتها
- انضم لمجموعة تشد من عزيمتك ، إن في منطقتك أو على مواقع التواصل الاجتماعي، واستفد من خبراتهم ، واطلع على مقالات مفيدة وزد من معلوماتك
- انس الخجل وتذكر أن لا شيء يدعو للخجل أكثر من التكاسل والتأجيل عن تطوير ذاتك
- شاهد تجارب من قد استفادوا وغيروا من أنفسهم ، فمواقع التواصل مليئة بها ، واجعلهم قدوة لك في الإصرار وتحقيق هدفك
- الأهم من كل ذلك أن تتخذ القرار وتبدأ ! إن أصعب شيء قد يكون تلك اللحظة عندما تدخل النادي أول مرة ، لكن كن على يقين أنك ما أن تطأ قدمك النادي لأول مرة سوف يصبح من أحب الأماكن إليك. وأن تصل متأخرا خير من أن …..تبقى جالسا تشاهد التلفاز!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات