يُعد الموت أحد المخاوف الأساسية لدى الأطفال، وتختلف قدرتهم على فهم الموت بحسب المرحلة العمرية

‏قد ينشأ خوف الطفل من الموت بسبب الطريقة الخاطئة التي تم اخباره فيها من قبل الأم أو الأب فمثلا قول "مات جدك بهدوء أثناء نومه" يمكن أن يكون مريحا للكبار ولكنه مرعب للأطفال..


‏فالأطفال ممكن أن يأخذوا الكلام حرفيا ويفكروا به بطريقة حرفية أيضا فيترجموا هذه الجملة في تفكيرهم بهذا الشكل: "أنا أو أمي أو أبي قد نذهب إلى النوم ليلاولا نستيقظ أبدا"، مما سيولد الخوف من النوم..


‏عند موت احد افراد العائلة على أهل الطفل استخدام لغة واضحة لا لبس فيها عند مناقشته مثلا "لقد كانت الجد مريض للغاية، لقد عمل الأطباء بجد لجعله أفضل لكنهم لم يكونوا قادرين على ذلك، فتوفي"..


‏ويجب أن تشرح للطفل أن كلمة "مريض" تختلف عما يحدث عند الإصابة بالبرد أو السعال أو آلام البطن. يمكنك أيضا بعد ذلك اللجوء إلى الكتب والقصص المصورة التي تتحدث عن الموت بطريقة إيجابية واستخدامها لشرح وتفسير فكرة الموت لطفلك..


‏ومن الضروري التنبيه على أهمية اختيار الوقت المناسب للحديث في موضوع الموت أو قراءة كتب الموت، يجب تجنب الليل وأوقات النوم، حتى وإن جاء سؤال الطفل عن الموت في الليل أو عند وقت النوم..


يمكن أن تكون الإجابة مع طفلك بهدوء ولطف: "أعدك ياحبيبي أننا سنتحدث عن هذا الموضوع غدا خلال النهار، الآن هذا وقت نومنا". ويجب العودة إلى الموضوع في اليوم التالي وعدم تجاهله أو إهماله..


‏عندما يشعر الأب أو الأم أن افكار طفلهم بالموت بدأت تزداد عن حدودها الطبيعية وتستهلك طاقته وتسبب له وسواسا أو رهابا، عندها ربما يكون خوف الطفل من الموت خوفا مرضيا وليس طبيعيا، ‏بالذات إن استمرت أعراض الخوف من الموت عند الطفل أكثر من 6 أشهر. في هذه الحالة على الوالدين التوجه بالطفل إلى الطبيب النفسي على الفور للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات المرشد النفسي عصام يوسف

تدوينات ذات صلة