الالتزام صعب لكنه غير مستحيل

بالتأكيد نحن نحتاج الاستمرار وتلك الطاقة التي تدفعنا للأمام لأنجاز أهدافنا و لكننا نحتاج لتعلم كيف نستمر أولا؟

هل الالتزام عادة مكتسبة أم جزء من التكوين الهيكلي للشخص؟

يُقال أن البدايات في الحب دائمًا أجمل وكذلك الحماس دائمًا في البداية يكون أكبر، لا يمكننا الحفاظ على الحماس بكل تأكيد، لكننا نحتاج الاستمرار وتلك الطاقة التي كانت لدينا والتي تدفعنا للأمام و لذلك نحتاج لتعلم كيف نستمر؟

نعم الاستمرار مهارة، فـالالتزام ليس موهبة بل هو عادة مكتسبة تحتاج للتدريب وهذا أول ما أريد منك معرفته عن الالتزام.

مبدئيًا يجب عليك إزالة فكرة أن عدم الالتزام يعني فشلك.. هذا خطأ يدمر كل شيء تحاول فعله.. فـمن قال أن التعثر يعني السقوط أرضًا ومن قال أن من سقط أرضًا حتى لا يمكنه الوقوف مرة أخرى!

سأعطيك مثال جوهري عن الأمر فعلته أنت يومًا ما: هل سمعت أن هناك طفل حاول الوقوف وسقط فقرر عدم المحاولة مرة أخرى؟ هل سمعت يومًا أن هناك شخص استمر في الزحف طول حياته ولم يحاول المشي لأنه وجدها تجربة تحتاج لمحاولات عديدة؟! بالتأكيد لا، جميع الأطفال تفعلها وأنت فعلتها في الماضي أيضًا فلم لا يمكنك فعلها اليوم.

هناك بالتأكيد معوقات للاستمرار وهي كالأتي:

· الملل من الروتين.. ويمكنك التخلص منه بعدم السماح له بالتمكن منك كثيرًا وهذا عن طريق أخذ قسط من الراحة قبل الشعور بالملل، مكافأة ذاتك كل فترة على استمرارك في العمل لفترة ما.

· البيئة الملهية والسلبية، لتنظر حولك الأن ربما تجد الكثير من الملهيات أولها هاتفك وهو جزء من بيئتك بكل تأكيد فالبيئة هي كل ما يحيط بك سواك، يجب عليك خلق بيئة مناسبة للعمل الذي أنت قائم عليه، والتخلص من تلك الأشياء التي تعيقك بشكل جذري، وستجد كتاب (Will power Dosen't work)

مفيد جدًا بخصوص ذلك الأمر.

· فكرة العجلة التي تحدثنا عليها مقال سابق وهي رغبتك في الوصول للنتيجة بشكل أسرع من الممكن، وعلى الجانب الأخر يمكن أن يكون بسبب الوصول بالفعل للنتيجة فعندما تصل للوزن المطلوب لا تستمر على الغذاء الصحي فيزداد وزنك مرة أخرى، وعندما تحصل على الوظيفة التي تُريدها، تتوقف عن العمل على ذاتك والتطوير من قدراتك وهكذا.. يجب عليك أن تعلم أن الاستمرار هو الحياة وأن الاستمرار على شيء ليس له وقت يحكمه بل هو دائم.

· عدم الأيمان بأنك ستستمر، تبدأ بالأمر وأنت تقول: (أعلم أنني لن أكمله، لكن لا بأس من التجربة) بل يجب عليك أن تكون علي يقين أنك ستبذل كل جهدك للاستمرار عليه.

· السعي للكمال وهذا أمر شائع جدًا لعدم الاستمرار وهو أن الكثير يُريد الحصول على المراد بشكل نموذجى وأي شيء سوى ذلك يعتبر بالنسبة لهم فشل .. تخيل أنك استمررت على حمية ما لمدة عشرة أشهر وكنت تُريد الاستمرار عليها لمدة سنة كاملة، هل هذا يعني أنك فشلت ولم تُحقق هدفك، ربما لم تصل بالفعل للهدف المطلوب لكنك بكل تأكيد حققت انجاز كبير ويمكنك العودة لحميتك مرة أخرى.

· التسويف وما أدراك ما التسويف، التخلص من التسويف بشكل جذري أمر يحتاج في حد ذاته المواظبة على عدة أمور.. لأنه جزء منك لذلك يحتاج لمجهود أكبر، وكأول وأهم خطوة هي التخلص من تلك المشاعر التي تقودك له، لنشرح الأمر من البداية.. أذا أنت تُريد أنشاء ماركة خاصة بك فأتيت بمنتج ما ووضعت خطة لكيفية التسويق له وعندما جاء اليوم الذي ستبدأ في خطتك، تذكرت أنك عليك زيارة عمتك وأنك تحتاج للقيام بالرياضة وأن وزنك زائد وربما أصابك الزكام ولما لا تنام ساعات كافية لتأخذ قيلولة أذا.. الكثير والكثير من الأشياء التي تحاول خلقها بأي شكل في تلك اللحظة وهذا هو التسويف، لكن لما يحدث ذلك؟

بكل بساطة لأنك لا تؤمن بأنك ستفعلها، لأنك تملك مشاعر من الماضي تُعيقك كعدم تشجيع والديك أو تنمر أصدقائك، تلك الاشياء تكمن في أعماقك..

لتقوم وتتحد كل ما يمكن أن يمنعك عن الاستمرار يومًا، تحداه بأنك لن تتركه يتغلب عليك.

أنصحك بالقراءة في ذلك الموضوع كثيرًا ويمكنك الاستعانة بالكتب التي سأقترح عليك في أول تعليق، فالتسويف بحر عميق.

الاستمرار يحتاج للصبر بشكل اساسي وبكل تأكيد كما يحتاج للتغلب على المعوقات فهو يحتاج لاكتساب محفزات مثل:

§ بكل تأكيد تحديد الهدف بشكل واضح والعمل على اساسه.

§ وضع خطة بخطوات كما نقول دائمًا يمكنك توفيرها وليس معنى ذلك إنها حولك بالفعل ولكن يمكنك الحصول عليه مثل الوقت المتاح لديك والادوات التي ستعمل بها تكلفتها والاماكن التي تتوفر بها، فبالتأكيد لن تضع في خطتك أنك ستستخدم تلك الأداة التي تتكلف معاشك لمدة لا تتجاوز الخمسون سنة لتنجز العمل بشكل أسرع أقصى حد سنة ونصف.

§ وكما قلنا لتجعل لك مكافأة على الاستمرار وليس الانجاز.