في رحلة الحياة، نحن من نقرر إذا كانت حياتنا للبحث عن إجابات أو المضي إلي ما وراء ذلك.
بعض الأسئلة لها إجابات ببساطة واحد زائد واحد، وبعض الأسئلة لها إجابات لن تستغرق أكثر من ارتداد بصرك لترى إجابتها بوضوح. بعض الأسئلة لإجابتها وقع سحر أول كوب قهوة في أول أيام العيد. أما بعض الأسئلة، لها إجابات بمرارة الصبار وأسئلة أخري، نتمني أن لا نتعثر بها أبداً، إجابتها، قد تستغرقنا اعواماً لنزهر بعد خريف يصيب أروحنا. الحياة لا تخلو من الأسئلة، مع إتساع الكون، تكثر الأسئلة ومع كثرة الأسئلة، تختلف الإجابات بين الحثيث، اللطيف وبين المفجع، القاسي.
تسألني، هل اعتقد أن الهدف من الحياة هو عثورنا علي إجابات منطقية، منمقة، سهلة لكل الأسئلة التي نتعثر بها طوال الوقت في رحلة الحياة؟ الإجابة لي قد تكون نعم ولا.
ربما، لبعض الأشخاص العثور علي إجابات هو الهدف الأسمي والمعني الأوحد للحصول علي ما يطلقون عليه "حياة جيدة". ربما يكون ذلك هو مقياسهم، هو ما يرسم لهم بداية الطريق وخط النهاية. ربما يكون العثور علي الإجابات هو ما يزودهم بالقوة للقدرة علي الإستمرار والوصول. للبعض، العثور على إجابات هو الوقود الذى يغذى ماكيناتهم النفسية التي تدفعهم لنهاية الرحلة.
لكن إذا نظرنا إلي الجهة الأخري، تجد أناس أخرين لا يبالون، يجدوا الأسئلة، يدفعهم الفضول لمعرفة الإجابات لكن لن يعطوا حيز كبير من تفكيرهم لإرضاء فضولهم. يستمتعون بعشوائية الحياة، بالفوضي المنظمة، بنشوة الأمان من أن الإجابات ليست السبيل للنجاة.
لكل من الجهتين شريعة يؤمنوا بها، مدرسة تنطق بما يٌشعرهم بالأمان، منهجية تجعلهم ينامون ليلاً مطمئنين. أتري، لا يوجد قواعد للحياة، أو طريقة واحده لخوض الرحلة. منذ بداية الخلق ينتظر الجميع أن يخرج عليهم ذلك الشخص الواثق ليشارك و يكتب الطريقة المثالية لخوض رحلة الحياة، لكن لم يجرؤ أحد. كل طريقة صحيحة قد تكون خاذلة لشخص ما، وكل نصيحة مثالية، قد تفشل في إنقاذ أحدهم.
رحلاتنا مميزة، قد نتقابل في محطات، وتجمعنا بعض الطرق، نبتسم ونتعاطف مع بعضنا البعض لكن لن يفيدنا الهروب لطريق ليس من المقدر لنا أن نسلكه.
إذا كانت سعادة الآخرين في البحث عن إجابات، فأنا وجدت سعادتي في المضي إلي ما وراء ذلك، في التفكير في الأسئلة، تغيرها، إهمالها إن لم تكن إجابتها تساعدني في شئ. الأسئلة الخاطئة معارك خاسرة، والحياة دائما ما تعلمنا أن ننتقي معاركنا. أمضيت النصف الأول من عمري وأنا ابحث عن إجابات لم ولن تنفعني. حينما توقفت، تبدلت الأسئلة وجائتي الإجابات بوضوح وصفاء السماء بعد ليلة ممطرة. بعد ربع قرن فقط من المعرفة، ادركت أن معرفة الإجابات قد تُثلج قلوبنا، لكنها لن تنقذنا، نحن دائماً ما ننقذ أنفسنا.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
هلا