عش الآن، استمتع بالآن، احتضن الآن، اعتز بنفسك الآن، أحب الناس أكثر، أمنح قيمة أكبر للأشياء...


أتذكر ذلك الحلم الذي راودني عندما كان عمري 16 عامًا، الصورة المثالية لفارس الأحلام، ذلك الحلم الذي كانت كل فتاة، ولا تزال، تخبأه في عقلها وقلبها دون أمل في تحقيقه، لكنه تحقق بالنسبة لي ... أنه الرائد رافع، لقد كان مدربي العسكري خلال دراستي الثانوية، أتذكر أن جميع صديقاتي وزميلاتي وقعن في حبه 😄 لم أكن أنا باستثناءً أو أختلف عنهم، لقد وقعت في حبه وبشغف شديد أيضاً، على الرغم من أنه كان يعاقبني لأنني كنت مثيرة للمتاعب والجندي المشاغب،..


ذكره الآن يجعلني أبتسم، أشتاق لتلك الأيام حيث كانت مشكلتي الكبرى هي كيف أمشط شعري صباح اليوم التالي لأجعله يلاحظني ويعجب بي وأن لا أعاقبني 😄 لا أعرف شيئًا عنه الآن، وكم أتمنى أن أتذكر اسمه الكامل، لأبحث عنه وأحصل على أي معلومات تتعلق به، ترى كيف يبدو الآن، كيف هي حياته، إذا ما كان لا يزال يتذكرني، عند هذه النقطة أقول لنفسي "نعم ، بالطبع يتذكرني ، فأنا الجندي المشاغب"، أحب أن أتذكره وأيامي العسكرية، فهي تمنحني مشاعر طيبة وابتسامة كبيرة على وجهي، كل الذكريات تعطينا مشاعر طيبة عندما نتذكرها، ونسترجعها للحظة ونتمنى لو استطعنا استعادتها، لكن هذه الذكريات لم تعد واقعنا، لقد رحلت ولا يمكننا استعادتها... في بعض الأحيان نحتاج إلى العودة إلى تلك الذكريات لمواجهة أنفسنا وإغلاق تلك الصفحة، وإيقاف تعلقنا بشيء ما أو شخص ما، والمضي قدمًا...


هناك الكثير من الأشياء من حولنا الآن، نملكها الآن، أشخاص يحبوننا الآن، هذا الشخص المميز الذي كنا نتوق إليه موجود هنا الآن، نعيش الآن كهدية لصنع ذكريات جديدة، حاضرنا هو ماضينا كما أن مستقبلنا هو حاضرنا...

عش الآن، استمتع بالآن، احتضن الآن، اعتز بنفسك الآن، أحب الناس أكثر، أمنح قيمة أكبر للأشياء، قدّر المحيطين بك أكثر، اشعر بالامتنان حتى لأظافر أصابعك، فهي موجودة لسبب...


قبل ايام شاركت فكرة وحالة من الحيرة مع احد معارفي على الفيس بوك، فعلياً هو لا يعرفني كثيراً، وكذلك أنا لا أعرفه جيداً، واعتبرت حديثي معه هو حديث إثنين من الغرباء ألتقوا على متن قطار في رحلة طويلة فتحادثا لتمضية الوقت، ولكنني ممتنة حقًا لأنه وفر بعضًا من وقته للاستماع إلي والدردشة وتقديم النصيحة والمشورة والآراء الجيدة، أنا معجبة به حقًا، إنه شخص مثير للاهتمام للغاية، يمكنني التحدث إليه بمواضيع جادة ومهمة ومشاركة الآراء الثقافية، أو حتى كلام نكت وكلام عشوائي بلا معنى، ومع ذلك لم يكن هناك سوى بضع مرات من المحادثات المبتورة، المغزى هو أنني ممتنة لوجوده في تلك اللحظة وجعل نفسه متاحًا لذلك، أستمتعت بحالة الآن تلك والآن هي ذكرى جميلة أُضيفها إلى ذكرياتي الأخرى 😊


أنا أستمتع بالآن، وأقدر الآن، وأقدر الآن، وأحب الجميع وكل ما لدي الآن، تذكر الماضي والذكريات الجميلة شيئ جميل، يجعلنا نبتسم، لكنني أفضل أن أستنشق الهواء النقي بدلاً من أشتم الغبار ...


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات تجربتي... ريم القدح

تدوينات ذات صلة