تتداول الأمهات كثيراً مصطلح منتسوري. حيث يكثر الحديث عن أسلوب تعليم منتسوري وعن فوائده خصوصاً في التعليم المبكر. تعرفي معنا على المزيد من المعلومات عن هذا النظام التعليمي والأدوات التي تساعد على تطبيقه، بالإضافة إلى إيجابيات وسلبيات اتباعه في التعليم.


البدايات

مؤسسة هذا النظام التعليمي هي الطبيبة الإيطالية ماريا منتسوري، حيث وضعت أسس هذا الأسلوب التربوي في سنة 1897 بعد التحاقها ببعض المحاضرات التربوية في جامعة روما. وقامت سنة 1907 بافتتاح أول غرفة صفية تطبق فيها أسلوبها التعليمي. منذ البدايات قامت الدكتورة ماريا بتطبيق هذه الفلسفة التعليمية بناء على مراقبة الأطفال أثناء تفاعلهم مع محيطهم، وتطبيقهم المعارف بشكل عملي. طورت الدكتورة ماريا هذا الأسلوب التعليمي بدقة حتى أصبح نظام تعليمي وتربوي متكامل، انتشر في جميع أنحاء العالم.


طريقة تعليم منتسوري


ترتكز هذه الطريقة على توفير بيئة صفية مرتبة وبسيطة، وواقعية. تتميز محتويات الغرفة الصفية التي تتبع هذه الطريقة التعليمية المبتكرة، بأنها ضرورية للمنهج وللدروس التي يتم تعلمها. فإذا كان درس الأسبوع عن المواصلات سيكون هناك عدة ألعاب وأدوات تعليمية عن المواصلات.

كما تعزز مدارس المنتسوري المهارات الاجتماعية لدى الأطفال بشكل كبير حيث يوجد عادة في الغرفة الصفية أطفال من أعمار مختلفة. ففي المرحلة الأولى يكون الطلاب ين عمر 3 إلى 6 سنوات معاً في نفس المجموعة، يتعلمون منهجاً واحداً بأساليب وتطبيقات تناسب أعمارهم وقدراتهم. تعتمد هذه الطريقة التعليمية على تسليم الطفل زمام القيادة، وتشجيعه على اختيار النشاط التعليمي الذي يفضله، بذلك يكون التعليم مكيف مع قدرات الطفل ورغباته لتحقيق أفضل المخرجات التعليمية.


دور المعلم


يتمحور دور المعلم المدرب لتطبيق منتسوري، على المراقبة والإرشاد، وتحفيز الطالب واستخراج أفضل قدراته. مما يؤهل الطالب ليتصرف، وينتج ويتعلم بحرية وإبداع وفاعلية أكبر من طرق التعليم التقليدية التي ترتكز على التلقين. كما تبين أن هذا الأسلوب يعزز ثقة الطفل بنفسه، ويقوي شخصيته بشكل كبير.من أساسيات فلسفة منتسوري التعليمية أنه على المعلم أن يتبع الطالب، من خلال التعرف على احتياجاته، وصفاته الشخصية. لكي يتمكن المعلم من تصميم المنهج والبيئة المحيطة لتخدم هذه الاحتياجات وتعزز هذه القدرات.


منهاج منتسوري


يطبق منهاج منتسوري على مختلف المراحل منذ الولادة. فيمكنك أن تطبقيه مع طفلك الرضيع من خلال التركيز على النشاطات التي تعزز مهارات الكلام والتنسيق بين حركة اليد والعينين، بالإضافة إلى المهارات الحركية المختلفة، والقدرات الاجتماعية.بينما يرتكز المنهاج المدرسي الذي يطبق على الأطفال من عمر 3 إلى 6 سنوات على أربعة محاور رئيسية الحياة العملية، وتنمية الحواس، واللغة، والحساب.

محور الحياة العملية يعمل على تعليم الطفل مهارات حياتية أساسية مثل غسل الصحون، وترتيب مائدة الطعام. كما يساعد هذا المحور الطفل على البدء بمهمة والسعي لإتمامها بشكل تام. بالإضافة إلى مهارات التعامل مع آخرين والتحدث بلطف والتصرف بأدب. وفي محور تطوير المهارات الحسية يتم تعريض الطفل لسلسلة من النشاطات التي تحفز الحواس المختلفة لتقويتها وتدريب الطفل على استخدامها بشكل فعال، ينفع العملية التعلمية لديه.


في محور تطوير اللغة تقدم طريقة منتسوري نشاطات تعزز مهارات الطفل اللغوية مثل الكتابة، والقراءة والتعبير الشفوي. لا يقتصر هذا المحور على تعلم اللغة فقط بل يندرج ضمنه تعلم التاريخ، والفنون والعلوم الاجتماعية. حيث يؤهل هذا المحور الطفل على الاندماج بالمجتمع من خلال تعليمه احترام الآخرين رغم اختلافاتهم.


أما محور الحساب يقدم نشاطات وأدوات تساعد الطفل على فهم واستخدام مبادئ الرياضيات الأساسية. حيث يتعرف الطفل على هذه المبادئ ويتعلم تطبيقها في مواقف حياتية مختلفة.


صمم منهاج منتسوري لكي يساهم في تعليم الأطفال منذ الولادة، وحتى عمر 18 سنة، ويتطور المنهاج، ونشاطاته وأدواته مع تقدم الطفل في العمر واختلاف احتياجاته المعرفية. تختار الكثير من العائلات إلحاق أطفالها بروضات ومدارس تطبق فلسلفة منتسوري، ليمنحوا أطفالهم تعليماً فعالاً يحفز الإبداع ويخدم احتياجات الأطفال المختلفة بعيداً عن التلقين والجمود.



تصفحي أيضاً مراحل تعليم منتسوري والألعاب المناسبة لكل مرحلة

ممزورلد

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ممزورلد

تدوينات ذات صلة