أعلم أنك تبحث عن السعادة الحقيقية الدائمة ، ستجدها بين هذه السطور ، إذا وجدتها فاستمسك بها
يُظهرون لك تلك المشاعرِ المزيّفة على أنّهم سُعداء ، لكنّهم عكس ذلك والله !!
يلتقطون صورًا جميلةً معَ أزواجِهم ومع أصدقائِهم ، مع أُناسٍ حُرموا تلك السعادةِ الحقيقية !
السعادةُ يا سادة ما هي إلّا اطمئنانٌ في القلب تجعلُ الروحَ تُرفرفُ في غيومِ الهناء ..
نعم .. السعادة ليست في المظهرِ أبدًا .. ليست في الضحكةِ المصطنعة ، ولا المشاعرِ المزيّفةِ باحترافية .. هم أمامك سُعداء .. لكن عندما يذهبون يَسقطُ عنهم ذاكَ القناع في الطرقات !!
أنت الذي تقرأُ كلماتي الآن ، ما هي سعادتك ؟؟ في مالك ؟ في جمالك ؟ في طعامك ؟ في عملك ؟ في بيتك ؟ مع أصحابك ؟ مع أقاربك ؟
معَ مَن كانت وفي أيِّ زمانٍ أو مكان .
لأُجامِلَكَ وأقول أنّها في واحدة مِنَ التي ذكَرْت .. جيّد .. فأنت إذن سعادتُك عندما تكون ذا مالٍ ، وعندما ينتهي مالُك ، أين ستكون ؟
تسعدُ عندما تكون معَ أصدقائك ، وعندما يذهبون ؟ في جمالِك ، وعندما تكبُر ؟!
سأقولُ لكَ سرًا قارئي العزيز الذي أرجو أن تُوفّق لتلك السعادةِ معَ نهايةِ آخر سطر في هذا المقال .
سؤالٌ يستحقُّ التفكيرَ بعمْق ؟ مَـنْ أسعـدُ النـاس ؟؟
الممثّلُ الفلاني ، صحيح ؛ لأنّه يَظهرُ بابتسامته الفاتنة على مواقعِ التواصل الاجتماعي !
و الملياردير الفلاني ؛ لأنّه يتنعّم بمالٍ وفيــر ! وعارضةُ الأزياءِ الفلانيّة ؛ لأنها تتمتّعُ بجمالٍ فائــق !
هؤلاء جميعُهم سعـداء ، صحيح ، لكنّها سعادة مزيّفة (كاذبة) لكننا لا نعلم ذلك !
عندما أُفشي لك سرّي وأقولُ لكَ السعادة هي عندما يطمئنُّ قلبُك وتهدأَ رُوحك ومشاعرك ..ربّما لا توافقني الرأي ، ولكنّني استنتجتُ ذلك بعدما اختبرتُ قلوبَ السعداءِ الحقيقيين وهؤلاء المزيّفين ،،سأختصرُ الطريقَ عليك..
أغنى البشر مَنْ هو ؟ قارون .. أعتى البشر مَنْ هو ؟ فرعون .. وكلُّهم غرِقوا في مُحيطِ التعاسةِ والشقاءِ ! وسيؤولون إلى مزابلِ جهنّمَ السوادء !!
إذن نتفقُ أنّ السعادةَ الحقيقيّةَ لا علاقة لها بأيِّ أمرٍ ماديّ ..لا مالك ولا أولادك ، لا زوجك ولا جمالك ،،فقط معلّقة بقلبِك الذي ينبض !
علّقها بقلبِك ، وتابعْ مسيرَك في الحياةِ لتُبصحَ دقّاتُ قلبِك تنبضُ ســعـــادةً و هـــنـــاء .
السعادةُ يا سادة هي أن تكونَ إيجابيًّا في كلِّ أمورك ،تُـفـكّـرُ بإيجابيّة + تتكـلّـمُ بإيجابيّة + تعـمــلُ بإيجابيّة + تتنفّسُ بإيجابيّة +
نعم.. ولكن ما هي الإيجابيّة ؟ هي أن لا تنطق إلا حَسَنًا ، ولا تفكّر إلا بالحسنى، ولا تعيش إلا تحت ظلّ الحسنى ..
حسنًا .. ومن أين أستقي تلك الإيجابيّة ؟ تمامًا هي باطمئنانِ القلب ، واطمئنانُك يؤدي إلى الإيجابيّة التي تؤدي إلى السعادة الحقيقية ..
لكن السؤال هو كيف تطمئِنُّ قلوبنا ؟؟ يأتي الجوابُ بكلِّ وضوحٍ وإشراقٍ (من خالقِ السعادة الحقيقية )"ألا بذكرِ اللهِ تطمئنُّ القلوبِ" فقط بشيء واحد لا ثاني له يا سادة (بذكرِ الله) ... وذكر الله هو في كل شؤونك التي توصلك إلى الله وتتعرّف عليه ، تأملك في خلق الله ، قيامك لليل ، مساعدة الأخرين ، طلبك للعلم ، وجميع أعمال البرّ التي يكون القلب بها صافٍ من بكتيريا الرياء والسمعة ، ومنبع تلك السعادة من بحر القرآن الكريم .. أليس مَنْ خلقَ السعادة أعلمُ بمكنونها وأين تكون ؟ بلى وربّي
ثمّ تقول بعد قراءتك للجواب : "هاي هي السعادة ولكني أعلم أن القران هو السعادة ، ما الذي استجدّ علينا "
نعم القرآن هو السعادة لكنّنا لم نسمحْ لقلوبِنا أن تُدخلَه بيتَها للأسف !! قلوبُنا مُقفلة مُغلّفة بغلافٍ صلبٍ قاسٍ ..
وكيف نسمحُ لقلوبنا أن ترحّب بهذه السعادة الممتلئة في كتاب الله المشرق ، وتُدخلها في بيتها ؟؟
سأخبرك كيف تُدخلُه في قلبك ..نحن يا سادة نقرأُ القرآن ليلًا نهارًا ولكن ليس له ذاك المفعول الحقيقي، ربّما نشعرُ بالراحة قليلًا ثم تذهبُ وتنزلقُ كانزلاقِ الماءِ على الصخرةِ الملساء !
هذا واقعُنا ؛ لأنك وضعت القرآن على قلبك لكن من خلف القفص الصدري ، أيْ أنّه ما غَرِق في بئرِ قلبِك الميمون ؛ لهذا نسعد قليلًا ثم تتبخّر تلك السعادة ، لا نعرفُ لماذا ؟
نحن مشكلتنا أننا نقرأُ القرآن لكن دون فَهم عميق للآيات ، يستعصي علينا فَهمُ آية فنتكاسل ونتقاعس إلى البحثِ عن معناها أو أن نقفَ عندَها برهة من الزمن!! السعادةُ يا أحبّائي صعبةُ المنال ، ليست بتلك السهولة أن تُحقِقَ السعادةَ الحقيقية في قلبك .ثم يقول : " أنا فاضي أقرأ القرآن وأدوّر عالمعاني وأتدبر " وكأني أقول لك اقرأ القرآن 25 ساعة في اليوم ، فقط آية واحدة ، افهمها جيدًا وكررها مرتين وثلاث وعشرة وحاول أن تطبّقها في يومك ؛ حتى تشعرَ بأنَّ الآية دخلت في أعمق نقطة في قلبك ، عندها ستتنفس السعادة ويصبح قلبك ينبض سعادة وإيجابية ..يا سلام ! ما أجمله من شعور ! لهذا كان الأجنبي إذا سمع القرآن سماعًا فقط دون فَهم ، يدخلُ في الإسلام ، لأن المسكين طوال حياته وهو يبحثُ عن السعادة وأخيرًا يجدُها بكلامٍ غريب عليه لم يسمعه من قبل ، هو كلام خالقه سبحانه ..
جرّب ولو مرّة واحدة في حياتك فالحياة تجارب والأمر لك .. لكن أُقسم بالذي علّمَ بالقلم أنّك ستجدُ فارقًا كبيرًا في حياتك، وسعادة حقيقية لا متناهية ، فقط جرّب واحكم بنفسك .
هذه همسةٌ من قلبِ تائهٍ عطشانَ في صحراءِ الحياةِ ، وجدَ مُرادَه وظمـَأَهُ عند شجرةٍ مثمرةٍ بين شجرٍ لا يُثمر ، إمّا أن تضعَ هذه الهمسة في قلبِك ، أو إلى أقربِ مزبلة من مزابل الهوى !! فالسعادةُ قرارُك أنت يا عزيزي
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
🌹🌹🌹🌹
لم أقرأ مقالًا متكاملًا قبل هذا قط.
قُلتَ فنفعتْ، وكتبتَ فأوصلت، وبُحتَ فأفهمتْ، وصدقتَ فألهَمتْ.
شُكرًا أ. مُعتز على هذا العبير اللطيف 💛