التقليد الأعمى بدون أن يعو أن هذا التقليد يؤثر على ثقافتهم وتراثهم ويرمى بها إلى التهلكة .

كانت بلادنا العربية عربية بكل ما فيها من فكر وثقافة وطرق عيش وكانت كل تضاريسها عربية الهوية والهوى .. كان صراع العالم العربي والعالم الاوروبي صراعا مستمرا لمحاولة ادخال الملامح الغربية إلى بلادنا العربية عن طريق التأثير على شبابنا العربي ، لا يمكن انكار حقيقة ان للبلاد الغربية فضل كبير في الصناعات والانتاج وانها تتقدم بكل ما تملك من مهارات وكوادر تمكنها من اجتياح العالم ، ولكن هل كل ما ياتي من الغرب يفيدنا ؟ هل كل ما يدخل بلادنا علينا ان نتقيد به ونقلده ويصبح جزءا من حياتنا اليومية...فقد شهدت حضارتنا العربية العديد من التحديات والصراعات التي كان من الممكن ان تفقدها هويتها،

وهذه الثقافة تحاول جاهدة اخفاء ملامح ثقافاتنا العربية ، فالكثير من الثقافات الغربية تستهدف الشباب العربي من خلال تصدير أفكار تقوم على محو الفكر العربي بجعله قديما باهتا لايناسب تطورات اليوم .كانت البداية تصدير الافكار نحو التطور والتقدم العربي للحاق بالثقافة الغربية وتطوراتها ، والمرحلة الثانية ترتبت على جذب العرب إلى عالم الموضة وتطور الأزياء من خلال تصدير الألبسة التي لاتناسب الثقافة الإسلامية والعربية بجعلها الأزياء الأجمل في نظرهم من خلال إقامة عروض الأزياء العالمية وإلباس هذه الأزياء للمشاهير المفضلين لدى العرب ، فوجهت بشكل خاص إلى جيل الشباب الجديد حيث أنه يتأثر بسرعة بكافة الموجات التي باعتقاده أنها كفيلة بأن تجعل منه شخصا عصرياً ( كول ) .الحلي النسائي ( العقد ، الإسوارة ، الخلخال ) لم يصبح فقط حكرا على النساء في عالم الموضة الغربية فروجوا إلى لباس العقد والأساور والخلاخيل للرجال على أنها أمر طبيعي ومكمل للزي .ومن الحشمة إلى التعري التدريجي ، وإلغاء الحياء الذي طالما رافق أزيائنا في الماضي التي كانت تتصف بالسترة والحشمة، فأصبح الحياء اليوم أمر شبه مفقود في مظاهر أبنائنا وألبستهم أيضا ، فنرى الكثير من الشباب والشابات في الشوراع والجامعات يرتدون (البنطلون الممزق أو شديد الضيق ، القطع الفاضحة ، ) مبتغون في ارتداء تلك الألبسة مواكبة صرعات الموضة والتقليد الأعمى بدون أن يعو أن هذا التقليد يؤثر على ثقافتهم وتراثهم ويرمى بها إلى التهلكة .

رناس

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات رناس

تدوينات ذات صلة