عجبا لكم إخوتي .. ارتقوا بأخلاقكم ارتقوا بتصرفاتكم .... ولنرم نفاياتنا في الأماكن المخصصة لها .

دبوس شبابي لوخز الضمير النائم !

نفاياتنا لم يردعها عمال النظافة ،، فهل تردعها الغرامة ؟


عجبت يوما لموقف حدث أمامي ،حيث كنت أركب سيارة أجرة وإذا بالسائق يفتح النافذة ويصرخ للسيارة المجاورة بأن ينتبه فإن أبناءه يلقون النفايات من نافذة سيارتهم ، فتعجبت من التنبيه من أجل الغرامة المادية وليس من أجل مدينته أو من أجل سلامة أبناءها !عجبا لمجتمع لا يخيفه إلا القانون ولا يردعه إلا دفع النقود ؟ ألا يمكننا أن نسيطر على أنفسنا ونتقيد بأساليب العيش الصحيحة من غير قانون وغرامة تحكمنا ؟ يعتبر التلوث البيئي من أشد الظواهر المنتشرة في بلادنا، فإنه تلوث فكري أكثر مما يكون تلوثا بيئيا ، بل يمكن أن أسميه تلوث شخصي يعيش المجتمع أضراره بسبب تلوث بعض النفوس . تخيل معي أيها القارئ .. أن كل شخص في المجتمع يقوم برمي نفاياته الخاصة في الشارع العام وفي الحديقة العامة والمنتزه العام ،

فهل يتوقع أن كل تلك الأماكن هي مكباً لنفاياته ؟ماذنب ذلك الطفل الذي يتعثر بزجاجات المشروبات والأكياس الفارغة أثناء لعبه في الأماكن المخصصة للعب.؟!عدا عن ذلك ... عجباً لهؤلاء الأشخاص الذين يقودون المركبات ويلقون الأوساخ هنا وهناك وكأن الشارع كله فقط لقاذوراتهم ! أفلا يفكرون بالأذى الذي يصيب غيرهم من الأشخاص وغيرهم من المركبات فإنتشار بقايا الزجاج المحطم من زجاجات العصير وغيرها على الارض من المؤكد أنه يسبب مشاكل للعجلات والمشاة .ألم يتذكروا قول رسولنا الكريم : لا ضرر ولا ضرار . ما أدراك وما أدراك ....!!! ا

لمحلات التجارية وما تقوم برميه و التخلص منه إلى الشارع ولا أعلم بأي حق سمحت لنفسها بأن تكون نظافة محلها الخاص على حساب الشارع العام .وننتقل لصورة أخرى, فإن ذهبنا إلى قلب المدينة المفعم بالنشاط والحركة , نتعجب من كمية الأكياس الورقية والصناديق الكرتونية الكبيرة المرمية في وسط الشارع التي تعيق حركة المشاة ، أين يمشي الأفراد إن كان الشارع للمركبات والرصيف للمخلفات ؟إن كل تلك النفايات التي يقوم بعض الأشخاص عديمي المسؤولية برميها في الأماكن غير المخصصة لها تؤدي إلى تجمع الحشرات وإلى زيادة التلوث وانتشار الأمراض المختلفة خاصة من النفايات التي تتكون من بقايا الأطعمة .فلنتوقف عن رمي النفايات في أي مكان لأن ذلك يشوه المنظر العام ويضر الصحة ويؤدي للتلوث البصري ويؤخر مدينتنا بالوصول للمظهر الحضاري الراقي ، فنحن نصبو للتطور والتقدم والحضارة ,ولكن.. كيف نصل لمجتمع متقدم ومتحضر وأمامنا إنسان جاهل يرمي عقب سيجارته على الأرض ويطفئه بقدمه ويزيله رجل بعمر والده أو جده ؟ هل هذه هي الحضارة ؟؟؟؟

إن هناك علاقة متبادلة بين الإنسان والبيئة، فبقدر ما تؤثر البيئة على الإنسان ،فإن لهذا الإنسان أثر علي البيئة . فإن التعاون هو مبدأ لحماية البيئة، والنظافة والنظام أمران مرتبطان ببعضهما من حيث المسؤولية ، فهي مسؤولية شعب يريد أن يحافظ على هواء مدينته نقيا نظيفا ، كما هي مسؤولية محافظة البلدية التي عليها أن تسعى لتوفير حاويات النفايات في كل مكان وشاحنات تزيلها بشكل مستمر حتى لاتسبب ضرراً على المواطنين في تراكم النفايات، إذن هي مسؤولية مشتركة نستطيع تحقيقها بسهولة إن أردنا .

النظافة شاملة بداية من نظافة القلب والجسد والمكان أيضا .فكيف يحق لنا أن نجلس في مكان نظيف وخالِ من النفايات , ثم نتركه لغيرنا مليئا بالأوساخ ؟كيف نحمل شخصا فوق طاقته؟؟ ألا نعلم أن أغلب عمال النظافة هم أشخاص كبار في العمر موجوعو القلب !! كيف لنا ونحن أخوة في الحياة أن نتعب من يساعدنا على ترك بيئتنا نظيفة جميلة ؟؟، كيف يكون شعورك وأنت تتخيل أن هذا العامل هو قريب لك أو يخصك امره؟ هنا يجب أن ننوه إلى دور المدارس ولكل الفئات العمرية وواجباتها على حث الطلبة على المحافظة على النظافة في كل مكان , فالشارع و المنزل والمنتزه كلها تمثل صورة عن الأشخاص الذين يقطنون فيها وهم بالفعل من يسهم في بناء مجتمع حضاري.

عجبا لكم إخوتي .. ارتقوا بأخلاقكم ارتقوا بتصرفاتكم .... ولنرم نفاياتنا في الأماكن المخصصة لها .

رناس

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات رناس

تدوينات ذات صلة