ماذا نريد من البرامج الإعلامية والتعليمية على مستوى الفنون الجميلة


يُبحث بالجمال منذ القدم في صالات الفلسفة إلى أن تحدث علم النفس منتصف القرن الماضي عن الحاجة للجمال كإضافة إنسانية في مصلحة الصحة النفسية.


بدأت التربية البصرية بالكهوف قديما إثباتا للذات ونقلا للثقافة، ثم انتقلت مع الحضارة للبيوت والمباني المركزية كالمعابد والقصور في المدن كرمزين للحكم الديني والسياسي إضافة للأحياء السكنية. وفي عصرنا نلاحظ المشاركة المحلية في التزيين بالمناسبات الإسلامية على شكل زخارف وخطوط والمناسبات المسيحية على شكل صور بشرية ومنحوتات فنية، كل ذلك يرمز للانتماء الديني والاجتماعي ويعزز الحاجة للانتماء حيث يشارك المواطنون وتساهم به البلديات والجمعيات الأهلية.


الجمال والذوق

يعرّف الجمال بالعلاقات المتناسبة والمتناسقة بين الأشكال والألوان والعناصر التي تنتج الراحة في نفوس المبصرين، إلى أن تصل لحدود الاستغراق في لوحة جمالية سواء أكانت مكانا جميلا أم لوحة فنية أم عرضا مرئيا.


أما الذوق فلا بد من التفريق بين الذوق الإنساني العام المنضبط بقوانين هندسية، وبين الذوق الخاص وهو اختيار شخصي جدا لعناصر محددة يرتاح إليها شخص معين يختلف عن ذوق أخيه، أو مجتمع معين يختلف عن ذوق مجتمع آخر قريب أو بعيد.


الأثر النفسي للجمال

النفس تحتاج للبهجة كما تحتاج للعمل والتعب والغذاء، والبهجة تدفع للاستمرار بالحياة وأيضا يمكننا الحديث عن فضيلة الدهشة التي تغيب عن الوجدان أحيانا، وهي مزيج من الفرح والصدمة الإيجابية وهي تشمل الاستمتاع بالأشياء الصغيرة كوردة لطيفة أو عصفور رقيق، وهي عند الأطفال أقوى منها عند الكبار.


أنماط التواصل البصري

هناك عدة أنماط بصرية يمكن تمييزها واعتبارها نعمة ومتعة على حد سواء ومنها ما يلي:

1- القراءة وهنا ننتقي محتوى ما نقرأ من قراءة روحانية وأدبية إلى قراءة فكرية ومعرفية.

2- قراءة الخطوط عموما والخطوط العربية خصوصا، وقد ورد في الأثر: الخط الحسن يزيد الحق وضوحا، وكذلك ورد أن الخط هندسة روحانية.

3- النظر إلى لوحات فنية لمحترفين وهواة أو لمنحوتات تشكل رموزا عابرة للحضارات.

4- العيش في إنشاءات هندسية وساحات وحدائق وأحياء سكنية وفق تخطيط عمراني يأخذ بعين الاعتبار المعايير الجمالية والاحتياجات الإنسانية.

5- النظر إلى المحبوب في اليقظة والمنام، وما أرقى هذه النعمة والمتعة.


المسلسلات والتربية البصرية

تصنف المسلسلات في التربية البصرية إلى روحانية وشهوانية وخليط من عدة أنواع، وفي علم النفس تعزز اللذة الروحية عندما تنخفض لذة الشهوة، فالتلذذ بالفنون والعلوم والعبادات كلها من نمط واحد ينشأ عن التسامي على لذة الشهوة نحو لذة الروح، وبالتالي يمكننا أن نكتشف في المسلسلات عناصر جمالية من الناحية البصري هي التالية:

1- عمارة حديثة وديكور وألوان جذابة.

2- عمارة تراثية من البيئة الطبيعية.

3- ملابس راقية منها التراثي والمعاصر وكلاهما فيه الستر والأناقة.


ومن الناحية الأخرى هناك المسلسلات التي تعزز الشهوات والصراعات من خلال عناصر بصرية حادة ومؤذية تشمل التعري والتبرج الفاحش، وكذلك تجمل صورة الخمور في البيوت وأماكن اللهو.


ماذا نريد

1- على المستوى التربوي المطلوب الاهتمام بالفنون البصرية في المدارس وجعل المواد الفنية بمستوى عال من حيث التعليم والتقييم والأهمية.

2- أما على المستوى المحلي فالمطلوب الاهتمام بالأحياء السكنية وإعطائها الطابع المناسب لها جماليا وإخفاء التشوهات البصرية من خلال المشاركة الأهلية بالتنظيف والرسم على الحيطان، أو من خلال اختيار الألوان والأشجار وعناصر تزيين الحي الذي يعيشون فيه.

3- أما على المستوى الإعلامي فالمطلوب خفض الإبهار المادي والجسدي ورفع جمال الروح والانتماء والتسامح والاهتمام بالفنون التي تعزز القيم الانسانية والحضارية.

مهند سراج

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مهند سراج

تدوينات ذات صلة