الحرب هي السلام ـ العبودية هي الحرية ـ الجهل هو القوة …


الحرب هي السلام

العبودية هي الحرية

الجهل هو القوة …


الكتاب : 1984

عدد الصفحات : 351

الكاتب : جورج اورويل

نوع الرواية : ديستوبيا


قبل أن اشرع في التحدث عن موضوع الرواية و رأيي ، أود التحديث قليلا ” حول ” الرواية و كاتبها ..


  • بداية ، ماهي الديستوبيا ؟؟


ديستوبيا / Dystopia


و بمصطلحه العربي : ادب المدينة الفاسدة ، هو العالم الخيالي الذي تخترق فيه جميع مفاهيم الانسانية ، اين يصبح فيه العالم أسوء ما يمكن ( ديكتاتورية ، الانظمة الشمولية ، القوي ياكل الضعيف ، كل يسعى لمصلحته الشخصية … و أسوء من هذا ) ، يتم وصف هذا العالم أو تخيله من طرف روائيين أقل ما يقال عنهم دهاة ، من بينهم جورج اورويل .. كإضافة ، المصطلح المضاد للديستوبيا هو اليوتوبيا او أدب المدينة الفاضلة


  • من هو جورج اورويل ؟


لا يهم تاريخ ميلاده و وفاته و حياته ، بقدر ما تهم فترة حياته أثناء كتابته لهذه الرواية ، استلهم الفكرة عندما بدأت تنتشر أفكار انقسام العالم الى أقطار عظمى تحكم العالم وفق أنظمة شمولية او ديكتاتورية سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة بداية من سنة 1944 .. كتب الرواية التي تعتبر من أعظم الاعمال العالمية عموما و في نوعها خاصة ، وهو مريض بداء السل ، نشرت الرواية سنة 1949 و توفي هو سنة 1950 ، وصلت الرواية الى ذروة نجاحها سنة 1989 أين تمت ترجمتها لاكثر من 65 لغة في ذلك الوقت .. في ذات الوقت تعتبر 1984 من أشهر الكتب الممنوعة في العالم خاصة في الاتحاد السوفياتي آنذاك سنة 1950 ( لي في كرشه التبن يخاف من النار )

ولم يعلم أورويل أنه خلف إرثا عظيما كهذا ولم يشهد على نجاحه


  • عما تتحدث الرواية ؟


الرواية كما أوردت سابقا هي تخيل لعالم ديسبتوبي ، تحديدا في أوقيانوسيا ( بريطانيا العظمى ) التي يقوم على تسيرها الحزب الواحد الاشتراكي برئاسة ” الاخ الكبير ” ، هذا الحزب اوجد نظاما ‘ تناقضيا ‘ شموليا يعمل على دحض فكرالشعب عامة و اعضاء الحزب خاصة بجعله يؤمن بالمتناقضات ( الحرب هي السلام ، الحرية هي العبودية ، الجهل هو القوة ) فقط ليستطيع تغليب رأيه عليه و الاستمرار في تسيير الدولة بديكتاتورية ، طبعا شعارهم ما هو الا البداية ، فإن هذا النظام يحتوي على 4 وزارات : وزارة السلام : أين يتم التحريض على الحرب أكثر و الاعداد لها ، وزارة الوفرة : تعنى بإحصائيات الطعام ، لا لرفعها، بل لتقنينها المستمر .. ثم وزارة الحب : اين يعاقب المتمردون أو الخارجون عن القانون حتى بينهم و بين أنفسهم ، يتم القبض عليهم من طرف ‘ شرطة الفكر ‘ ( واحد من المصطلحات المتداولة اليوم و يعود أصلها لهذه الرواية ) .. بفضل شرطة الفكر سيمسك بالمتمردين نعم لكن من طرف أقرب الناس اليهم ربما ، حيث أن الجميع فقد ثقته في الجميع ، حتى في نفسه و تعابير وجهه فقد تكون هي ما يفضحه .. ختاما ، وزارة الحقيقة : التي تعنى بنشر التقارير و المقالات عن الاحداث المتداولة في الدولة و خارجها.. تبدو عادية ؟ لا ليست كذلك ، التقارير و المقالات هته كله مزروة حيث يمحى الماضي ليتماشى مع الحاضر ،و يكتب الحاضر ليحرف مستقبلا ( فمن يملك الماضي يملك المستقبل ، و من يملك الحاضر يملك الماضي ) في هذه الوزارة يعمل بطل الرواية سميث وينستون كصحفي يقوم بذات نفسه بتزوير هذه الاحداث يكره الاخ الكبير والحزب ، يمني نفسه دائما بقيام ثورة تسقط هذا النظام الفاسد .. ويستمر بالأمل في أن لا يكون الوحيد الذي يتمنى ذلك .. هل ستقوم الثورة فعلا ؟ هل هناك أمل في اسقاط نظام محكم كهذا يلعب على العقول و الاعصاب أكثر من لعبه على الماديات ؟ ..


  • رأيي :


بطبعي لا أميل لهذا النوع من الكتب ( او كنت) لو لا دفعة صديقي لقراءتها معا لما تجرأت على الغوص فيها ..

و الآن أنا أشعر بالكثير من الامتنان لذلك

الرواية تناسبت تماما مع الاوضاع التي نعيشها اليوم ( وقت الصحوة ) ما جعلها تبدو واقعية بكآبة ، أي انه من المدهش أنه على حق ، مع ذلك من المؤسف أنه على حق حتى في 2020 .. ستشعر اثناء قراءتك للكتاب ، انه مهما اختلفت الاساليب و التسميات ، الظلم واحد و الديكتاتورية واحدة في النهاية .. صبغة الامل الوحيدة التي لم يتقصدها الكاتب أصلا هي انك مع كل هذا ستشعر ان مادام هناك شخص واحد ( وينستون هنا ) لا يقبل بالوضع على الرغم من كل هذا القمع فهذا كاف .. الرواية فتحت عيني على الكثير ، جعلتني أؤمن بأفكار كنت لمدة لا أود تصديقها مثلا أن العالم سيئ لهذه الدرجة و أن الشعب البسيط الذي يعيش في اوقيانوسيا يعتقد أنه بخير لأنه لا يرى العالم الآخر ، و لأنه يرى ما تريد الحكومة له أن يراه ، حتى أنها تحرف اللغة و تلغي كلمات عديدة فقط لكي لا يتمكن أحد بعد 20 سنة أو أكثر أن يعبر عن رأيه ، فإذا خانته اللغة و غابت الالفاظ ، ستبقى الافكار افكارا وسيبقى الشعب ساكنا . و سيبقى نظامهم قائما الى الابد . هل استنتجت شيئا من هنا ؟ نعم اي أنك تشكل خطرا بتكوينك لافكار فقط .. أي أنه و على الرغم من أنك ساكن إلا أنك أكبر عدو لهم ، وعلى الرغم من أنك ساكن ، إلا أنهم يحاربونك و يقمعونك ، لأنهم يخافونك .. فكر ّ اذا ماذا سيحدث لو تنتحنح الصوت من حنجرتك فقط .. ؟


هكذا هي هذه الرواية ، تجعلك تبدأ من نقطة فتجد نفسك وسط مستقيم لا ينتهي من الافكار .. لن أتوقف عن الحديث عنها .. لن تتوقف أفكارها بالتدفق بداخلي ، و تستحق فعلا القراءة ..


إلى الملتقى ♥


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف محتوى أدبي

تدوينات ذات صلة