من السهل القول أنكم من رواد الأعمال، ولكن هل تتمتعوا بكل ما يؤهلكم لتكونوا رياديين ناجحين؟ فما الذي يجعل الشخص رياديًا؟
ما الذي يجعل شخصًا ما رياديًا؟ سؤال تكرر بكثرة في السنوات الماضية، مما دفع العديد من مراكز الأبحاث المتخصصة إلى العمل على إيجاد إجابة لهذا السؤال بِدءًا من دراسة سلوك رواد الأعمال منذ طفولتهم لمعرفة أهم الصفات التي تميزهم عن غيرهم.
وفقًا لتقرير أعدته مجلة فوربز الأمريكية، فإن تعريف رواد الأعمال في السنوات السابقة كان أولئك الذين يقومون بأي نشاط لإنشاء شركة مع تحمل مخاطر مالية على أمل تحقيق الربح. ومع توجُه المزيد من الأفراد إلى مجال ريادة الأعمال، تغير تعريف الريادي ليشمل كل من قام بإنشاء شركة أو مؤسسة ربحية أو غير ربحية أو أي من الأعمال، باختلاف عمره أو مستواه التعليمي والاجتماعي. وبالرغم من هذه الاختلافات، إلا أن هنالك صفات مشتركة تجمع بين رواد الأعمال سنقوم بمناقشتها في هذا المقال لنتعرف معًا على ما يجعل الشخص رياديًا.
من السهل القول أنكم من رواد الأعمال، ولكن أن تتمتعوا بكل ما يؤهلكم لتكونوا رياديين ناجحين هو شيء آخر تمامًا، فعليكم أن تكونوا مستعدين للعمل بجدية أكبر وأكثر من أي وقت مضى في حياتكم، فالريادة تتطلب التزامًا، بل وتتطلب مجموعة كبيرة من الميزات والمهارات التي ربما لم تخطر ببالكم من قبل .. أول هذه المهارات والميزات هو العزم والإصرار. نعم، فالعزم من العناصر الرئيسية التي ستحتاجونها لتحقيق النجاح.
عند البدء بعمل خاص ستواجهون مجموعة من التحديات والمشاكل بشكل يكاد يكون يومي وسيتوجب عليكم أن تكونوا مستعدين للتعامل مع كل هذا بعزيمة وصبر. إذا قارنتم العمل لدى شخص آخر مقابل العمل لحساب نفسكم، ستلاحظون أن تحقيق انتصارات في العمل بعد بذل جهد كبير سيكون له طعم مختلف، وبقدر الفرح والسعادة التي ستشعرون بها عند تحقيق هذه الانتصارات، سينتابكم شعور بالحزن وفي الكثير من الأحيان بالضعف عندما تسير الأمور بشكل خاطئ. ولكن تحليكم بالعزم والإصرار وإيمانكم بأن كل شيء سيكون على ما يرام هو من أهم ميزاتكم كرياديين ناجحين.
تذكروا أنه لا يمكنكم أن تتوقعوا تحقيق النجاح فور بدئكم بالعمل؛ فكل شيء يحتاج إلى وقت حتى ينمو ويزدهر. استغرق بعض رواد الأعمال الأكثر نجاحًا في العالم عقودًا للوصول إلى حيث أرادوا أن يكونوا .. المهم أن تثابروا حتى بعد تعرضكم للعقبات.
قد تفكروا أيضًا في أن كونكم رياديين يعني أنكم ستحتاجون إلى الاعتماد على نفسكم فقط، ولكن هذا غير صحيح .. يجب أن لا تقللوا من أهمية من حولكم، ولا من أهمية مهارات التعامل مع الأشخاص أيضًا. إذا لم تتمكنوا من جعل الناس يعملون من أجلكم، فكيف سيشتري العملاء منكم ويؤمنون بمنتجكم وأفكاركم؟ أولئك الذين يمكنهم العمل والتواصل بشكل جيد مع الآخرين هم أكثر عرضة للنجاح، لذا يجب أن تكونوا قادرين على تحفيز موظفيكم والحصول على أفضل النتائج منهم، مما سيؤدي إلى نجاحكم أنتم أيضًا.
الصفة الأخرى التي تجعل منكم رياديين ناجحين هي الثقة. فإذا كنتم تتحدثون عن عملكم ومنتجكم بشغف فسيظهر هذا بشكل طبيعي أمام الجميع. تخيلوا أن تكونوا أصحاب عمل غير قادرين على إقناع الآخرين أو كسب ثقتهم .. كيف سيكون بإمكانكم تحقيق النجاح والنتائج التي تطمحون لها؟
ولكن يجدر بنا التنويه هنا إلى أن التحدث بثقة لا يعني أن يكون الشخص بالضرورة اجتماعيًا، فالعديد من القادة العظماء هم انطوائيون بالحقيقة، ولكنهم يمتلكون القدرة على الإقناع والتحدث بثقة أمام الجموع.
أما عند الحديث عن طبيعة العمل في مجال ريادة الأعمال فهو متغير باستمرار، فريادة الأعمال تطرح تحديات وفرص عديدة عند كل منعطف يمر به أصحاب العمل، يكاد يكون من المستحيل الاستعداد لكل سيناريو يواجهونه. وعليه يحتاج رواد الأعمال إلى تقييم المواقف والتكيف حتى تتمكن أعمالهم من المضي قدمًا عند حدوث تغييرات غير متوقعة، وهذه الصفة والقدرة على التأقلم ليست بالسهولة التي يتخيلها الكثير.
كما تُلاحظون من ما ذكرناه في مقالنا هذا، فإن الريادي غالبًا ما يكون مختلفًا تمامًا في طريقة تفكيره وأسلوب إدارته عن غيره من الموظفين والمدراء. وبالرغم من عدم وجود مصدر معين وموثق يذكر صفات كل ريادي ناجح؛ إلا أن بعض الخصائص التي ذكرناها لها أهمية خاصة عندما يتعلق الأمر بالقيادة والريادة.
ماذا عنكم؟ ما الذي يجعل من الشخص رياديًا برأيكم الشخصي؟
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
مقال رائع وللمزيد من المعلومات
مدونة كلمات لامعة
مهارات رائد الأعمال