خلال رحلتنا في الحياة، من يستحق أن يرافقنا؟ فلنكتشف في هذه التدوينة..

الحياة رحلة مليئة بالمحطات التي تحتاج منا وقفة أو لحظة تأمل طويلة. مثلما هي الحياة بخيلة أحيانا، ترفض إعطاءنا الكثير؛ قد تجود علينا مرات عديدة وتفاجئنا بكرمها الذي قد يأتي على هيئة أشياء تمنحنا سعادة مؤقتة، كما يمكن أن يأتي أيضا على هيئة أشخاص يرافقوننا طوال الرحلة.

من أفضل ما قد تجود به الحياة عليك بعد والديك (اللذان لا تختارهما بالطبع)، شيئان اثنان تختارهما ربما بمحض إرادتك: صديق وفي ورفيق درب مؤنس. هذان الأخيران إما أن تكون محظوظا كفاية لكي يضعهما القدر في طريقك ويرشدك إليهما، وإما أن تضطر للبحث عنهما في متاهات الحياة دون توجيه من أحد سواك؛ بأفكارك، قناعاتك، مبادئك، شخصيتك وأولوياتك في الحياة. جميع ما سبق يُكوِّن معاييرك الخاصة في اختيار من يستحق أن يشاركك الرحلة بكل مخاطرها ومُتعتها,



يقول أحمد خالد توفيق: "كل اختيار مهما صغر يمكن أن يضعنا في كون آخر مختلف تماما، الحرية الحقيقية هي أن تعيش حياة لا ترغم فيها على الاختيار", خلال رحلتنا في الحياة نقوم باختيارات عدة منها ما هو مادي أو معنوي، غير اعتيادي أو مؤلوف .. لكل اختيار نقوم به أهمية وتأثيرا مُعيّنا، لكنَّ بعض الاختيارات تتّسم بأهمية أكثر من غيرها؛ ومنها ما قد يظهر بسيطا وعاديا من الوهلة الأولى لكننا قد لا ندرك مدى قوة تأثيره علينا. من ضمن هذه الاختيارات الأشخاص الذين نخالطهم على المدى الطويل أو بالأحرى كما ذكرت سابقا؛ الصديق ورفيق العمر. لذلك يتوجب علينا اختيارهما بعناية خاصة.



إننا عندما نختار شريك(ة) الحياة نختار الكثير من الأمور في الوقت نفسه؛ نختار نصفنا الأخر الذي سيشاركنا تفاصيل الحياة: الأفكار، الاهتمامات، السفر، الأصدقاء، الأحلام.. نختار أبا أو أما، نختار من يأثر في أبنائنا ويرَبِّيهم، من يمنحنا الحبَّ والأمان، من يكمِّلُنا ويُشعرنا بالطمأنينة والانتماء، من يعيش معنا المر والحلو، من يشجّعُ أو يُفْشِلُ كل خطوة نَخطيها..إننا ببساطة نختار من سيُكمل معنا رحلة الحياة.


"تكمن مفارقة الحب في كون الاثنين يصبحان واحدا، ومع ذلك يظلان اثنين" إريك فروم


لكي نختار أصدقائنا أيضا، يجب أن نتقن فن الاختيار فليسَ كلُّ شخص نصادفه مشروع صديق. نحن لا نستطيع أن نتصل بأيٍّ كان في ساعات متأخرة من الليل كي نشكي له(ا) همومنا، ولا يمكننا أن نَبكي ونتشارك الوجع أو نستمِدَّ القوة من أيّ كان، ولا أن ينصت إلينا أيّ كان ونحن في أشد لحظات ضعفنا وانهيارنا, باختصار، الصديق هو الذي يبقى معنا حين يغادرنا الجميع.


"من بين جميع الأشياء التي تمنحها الحكمة لتساعد المرء على عيش حياة كاملة مليئة بالسعادة، يعتبر امتلاك الأصدقاء أعظمها على الإطلاق." - آلان دو بوتون



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مريم اوحسو

تدوينات ذات صلة