كل إنسان قادر على صقل شخصيته . إذ لم تفلح الشخصية الضعيفة أو النرجسية أو السيئة يوما. فهيا نعمل على تحسينها رويدا رويدا
كون شخصيتك! طور ذاتك!
يا ترى من الأعلى مرتبة؟ هل هو الأكثر نفوذا؟ أم الأكثر فطنة؟ أم الأوفر حظا؟ بالطبع لا هذا ولا ذاك، فلا شك أن الأفضل هو الإنسان الذي يسعى دائما لتطوير نفسه ولتكوين شخصيته. لكن يظن البعض أحيانا أن النقص الموجود داخلهم أو المشاكل المحيطة بهم هي مجرد حقيقة متجذرة فيهم. فيقول الشخص اللئيم أنا طبعي هو طبيعتي ولا يسعني فعل شيء حيال الأمر، ويركن شديد الغضب إلى نفس العذر. غير أن طريقة التفكير هذه قد تنعكس عليهم وعلى غيرهم بالضرر.
في حين أنه يصعب تغيير كل نواحي شخصية الفرد، إلا أنه بمقدور كل واحد منا بذل مجهود دائم لبناء وتنمية شخصيته ليغدو أفضل مما كان عليه من قبل.
وأنت بوسعك تغيير كل ما اشتهيت زواله. يمكنك أن تصبح إنسانا ذا طبع هادئ لا يندفع عند الغضب. لا يشق عليك ترويض نفسك على التأقلم مع مختلف الأوضاع وليس بعسير عليك تغذية قدراتك والمداومة على سقي روحك بعطر تفوح منه رائحة الطيبة واللطف. ولذلك عليك أن تؤمن بأن التغيير يبدأ من الداخل، فلا جدوى من ادعاء كونك إنسانا طيبا رياء الناس في حين أن باطنك ليس مقتنعا بذلك. فالتظاهر يا صديقي قناع قد يسقط يوما ما ويكشف داخلك الذي لم يتغير قط، بل التغيير الحقيقي يعود بالفائدة عليك وهو الذي يبعث فيك شعورا لا مثيل له عنوانه الرضى بالنفس وبلوغك تلك المرتبة يعتبر أحلى هدية تقدمها لنفسك.
عندما تكون أكثر إدراكا لما حولك وحينما تقدم على فعل الخير مع اختيارو رسم طريق لخطاك القادمة بكل وعي، تكون قد خضت تجربة جعلت منك شخصا مغايرا لما كنت عليه من قبل، ليس هذا فقط بل ستدرك من خلالها تلك القدرات والمزايا الكامنة داخلك التي لم تكن ستستيقظ يوما لولا التغير.
اعلم أن العمل لتطوير نفسك سيصاحبك طوال حياتك، لا توجد درجة معينة لبلوغ تمام التطور و التحسن بل الأمر يعود إليك ومدى رغبتك في الرقي. ففعل الخير وتطوير النفس بحر حلو لن يروي عطشك مهما شربت منه. ولا تنسى أن تكوين شخصيتك يضفي بهاءً في شتى جوانب حياتك، منها زيادة ثقتك في نفسك وتحسين علاقاتك مع الناس والتميز في عملك، وغيره من المزايا. وتذكر أن التصميم على صعود سلم التحسن، والتقدم بخطوة للأمام كل يوم هو أفضل قرار ستأخذه يوما. إذ ستندهش حقا من ثمار جهدك.
«للتغيير ثمن إما أن ندفع ثمن التغيير أو ندفع ثمن ثباتنا في زاوية مُغلقة »
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
اعجبنى