من خلال الصمت اصبحت الكتابة ملجأ وأمان لقلبي والبوح بما في خاطري أمرا مريحا وسهلا عكس الكلام.

اصبحت اكثر هدوءا أم تعمدت الصمت ؟


سألت نفسي كثيرا هذا السؤال مالذي حصل وجعلني افضل الصمت على الكلام هل اصبحت اكثر هدوءا لانني كبرت ؟ لا أظن ...


بببساطة مرورنا بمواقف وتجارب مختلفة من الممكن أن تغيرنا من وضع الى اخر وما ألفنا عليه اليوم قد يصبح طي النسيان غدا وربما يوما ما تتغير فينا امور كثيرة عهدناها و كانت جزءا لا يتجزأ منا وأمرا حتميا لابد منه , مثل تلك الامور التي تتعلق بعواطفنا وانفعالاتنا كالشيء الذي كنت اخافه والان اصبحت اواجهه بشجاعة , كفكرة انني كنت ابغض شخصا ما وأصبح الان شخصي المفضل .


فعلا ولكن .!


الغريب أن الصمت لم يكن يوما في قاموس حياتي كان أمرا اتجاوزه بسهولة غالبا ولأنني منذ الصغر كنت اثرثر بطبيعتي واتحدث بكل اندفاع عن هذا الأمر وذاك عما يسعدني ويحزنني وحتى ما يؤرقني كنت لا اجد في الامر صعوبة اطلاقا ولكن ليس هذا ما واصلت فعله للأبد .


اظن أن الامر بدأ معي في مرحلة معينة من حياتي اسميتها ( مرحلة التغيير ) اصبحت فيها أفضل العزلة عن الكلام ولا أتكلم في امر الا ان كنت ارى فيه حاجة ملحة كنت اخفي الكثير عميقا بداخلي واكتفي بقول انا بخير , من خلال الصمت اصبحت ألملم احزاني واكتم هواجسي بنفسي تأكدت انني مسؤولة عن حالي هذه وايقنت انني من سيشفي جراحها ويسعدها ويبقيها مطمئنة القلب فخورة بما وصلت اليه .



احيان الصمت يبوح بالكثير من الرسائل التي لا تصل الا بواسطته , فالصمت بحد ذاته خير لقلوبنا و ان كان للصمت غناء أن جعلنا اكثر اعتمادا على انفسنا وأن لا نظهر خبايانا للكثير اذا ما احتجنا فعليا الى ذلك فهو استر لنفوسنا وارحم لأرواحنا .


عموما من تجربتي الشخصية لا يصبح الانسان اكثر هدوءا ويفضل الصمت والعزلة على الكلام اذا ما استحوذت عليه الخيبات وأحبطه الكثير في عالمه سيلجأ للصمت كأسلوب حياة وامرا الزاميا يقوم به من غير وعي منه لأنه ايقن ان ذلك هو السبيل الوحيد لتفادي الخذلان والانكسار .



من خلال الصمت اصبحت الكتابة ملجأ وأمان لقلبي والبوح بما في خاطري أمرا مريحا وسهلا عكس الكلام , والكتابة فيها رفقة عظيمة وتسلية لنفسي وما أن اكتب عن جميع الاحاسيس والمشاعر التي تؤرقني الا وينطفئ لهيب نارها وتهدأ شيئا فشيئا واني اعلم في صميم فؤادي أن الالهام يأتي متمثلا في الكتابة ليتمكن من معالجة ارواحنا وتخفيف الامنا .



بقلم ندى ماجد ...



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ندى مـاجد الرويس

تدوينات ذات صلة