مقدمة سلسلة مقالات للخلف در , وكشف عادات الإدارة في ظل ظروف فيروس كوفيد 19
للخلف در ... ( مقدمه )
لا تتوقف شروق الشمس علي صيحة الديك بل تتوقف صيحة الديك علي شروق الشمس ..
من شهور قليلة كان كل شيء في العمل يسير علي ما يرام كما هو مخطط له من كان يتخيل أن الدنيا سيتغير إتجاه إهتمامها وحالها ..فمنذ معرفة البشرية لجائحة فيروس كورونا وكل الخطط تم تمزيقها وتم الإستعانة بخطط بديلة لم تكن في الحسبان , فمن كان يصنع ثياباً أصبح يصنع كمامات ومن كان يستعد لإكتشاف عقار جديد لتخفيف آلام اللثة أصبح يفكر في طرق تصنيع مطهر للأيدي ومن كان يعمل في العقارات أصبح يفكر كيف يبلغ عملاءه بالأقساط وسط توقف سير الحياة العملية بشكل جزئي وفي بعض المجالات بشكل كلي .
دروس وعبر توقعات وتعليقات كل ما تحتاجه بشكل نظري موجود فعلم الأزمات علم يدرس منذ زمن بعيد ولكن جيل المدراء الحالي لم يوضع في موقف عملي للتعامل مع أزمة ويظهر مدي فهمه للدروس التي إستسقاها من منصات التواصل الإجتماعي ومراكز التعليم المعتمدة فأكبر أزمة قد يكون مر بها هو كيفية إقناع الموظفين بتأخر راتبهم ليوم أو يومين أو بإبلاغ المورديين بعدم النية للسداد للتعثر في البيع وغيره من نظري الأزمة ولكن عملي الأزمة أن تصبح أنت وجمهورك غير مهيأيين للعمل ويصبح كلاكما يخاف من أن يدفع أو ينفذ للآخر شيء .
الأزمة عادةً ما تدفع الفرص للنهوض وتحفز الشركات التي يديرها أشخاص ناجحين لإستحداث طرق عمل وإستراتيجيات يستطيع من خلالها مواجة الغد , وكثير منا من يعرف مصطلح للخلف در المستخدم في الخدمة العسكرية ولكن القليل الذين يعلمون فائدة إستخدامه في الحروب والإنتهاء من تدريبات الصباح فهو مصطلح يفيد البداية للحركة وليس إنهائها ولكن مع إستصلاح ما فقد في الحرب فالإنسحاب ليس هزيمة وانما للاستشفاء والتعافي وتفادي تفاقم الخسائر وفي التدريبات الصباحية فهو يفيد خطوة للخلف مع السير للامام نحو تحقيق أهدافك التي يجب تنفيذها لذلك لنجعل هذة الأزمة مثل الحرب ونرجع خطوة للوراء للإستشفاء والتعافي والتركيز علي خلق قادة قادرين علي إدارة المرحلة القادمة ويعرفون كيف يتعاملون مع بيئة مختلفة وصعبة فعودة إصلاح الشيئ أهم وأسهل من إستبداله .
لذا وفي ستة لقاءات متتالية سوف نتناقش في عادات الإدارة التي يجب إكتسابها خلال هذه الفترة للإستعداد للعودة وبقوة فأكثر من ألف كاتب في علوم الإدارة وأيضاً الدارسين والممارسين إجتمعوا علي أن الإدارة ليست ( شطارة ) ولكنها مجموعة من العادات التي تكسبك طابع مختلف عن غيرك وتجعل إبتسامتك التي تلتزم بإظهارها مفتاحاً كبيراً للحماس والتنفيذ الجاد لكثير من المسائل المتعلقة بالعمل وقد يتقف كل هؤلاء أيضاً علي أن الإدارة هو أن تقود مركب في وسط الصحراء .
نعم كما قرات أن تقود مركب وسط رمال الصحراء وبشرط أن لا يبتل أحد من راكبي هذا المركب ,
فهل تستطيع فعل ذلك ؟
إذا كانت إجابتك بنعم فأنصحك بأن تكتفي بما قرأت وتبحث علي منصات التواصل الإجتماعي علي كيفية ممارسة السحر لأن ذلك ليس إلا سحراً وانا لا أحب أن اتحدث مع السحره لما لهم من أسرار يخفونها عن كثير من البشر ولا أحب أبداً أن يخفي علي أحد شيء وإن كانت إجابتك بلا أستطيع فهذه السلسلة من المقالات التي تتبع كل أسبوع هي لك , وسوف نقوم بدراسة عادات الإدارة التي تساعد علي تسيير الأعمال مع مجموعة من الأفراد يتشاركون معك مهمة واحدة وهي النجاح حتي ولو كانوا لا يحبونك ولن يجتمعوا علي حبك ..
بالبحث عن تفسير باللغة البسيطة للإدارة فوجدت أنه مفهوم لتنظبم علاقة عمل بين أفراد وحمايتهم من الوقوع في أذي سواء نفسي مثل الفشل أو معنوي مثل عدم القدرة علي تقاضي رواتبهم , ويتلخص دور المدير في بعض الجمل والتي من أهمها أنه مطالب بان يكون سنداً قوياً وقائداً محفزاً ومجدداً وقاضياً عادلاً ويتحلي بالدوبلوماسية ويستطيع حماية نفسه والأفراد التي يديرها ومخلصاً لما يدار .
هذا وكان يجب أن أضع نقطة في نهاية السطر السابق حتي لا اضطر لكتابة كلمة ( و ساحراً ) فمن الظاهر أن المطلوب من المدير أن يكون كل شيء يدفع للنجاح ولكن لنضع مكان كلمة ساحر جملة قادراً علي تحمل المسؤلية بنفس الإبتسامة التي تم قبوله في الشركة بناءاً عليها .
بوصفك مديراً يجب أن تتمتع بأعصاب هادئة وخاصة في ظروف مثل التي تمر بها الدول المتقدمة وغيرها من دول العالم يجب رسم خطط تساعد علي تعدي الامور الصعبة وإستخدام الأفراد التي تديرها كعمود مهم من أعمدة النجاح وتخطي الصعاب , يجب أن تؤمن بقدرتهم علي مساعدتك .
الآن يظهر دورك الحقيقي كمدير فكل ما سبق من تاريخ وظيفتك في الشركة لم يمر بأزمة كبيرة مثل فيروس كورونا كيف ستستخدم تسهيلات وخدمات الدولة لصالح شركتك كيف ستعد الخطة للحفاظ علي كل أفراد العمل في شركتك الوضع أصبح تحدياً كبيراً ويجب وضع لا يقل عن ألف خط تحت هذه الفتره لأن من ينجح بها سوف تتغير سيرته الذاتية لتصبح هو ( ذلك الشخص الذي إستطاع أن يتعدي ازمة كرونا وأنقذ الشركة من الإفلاس ) , إسأل نفسك هل يشبع رغبتك هذا اللقب أم لا ؟
للعلم أنا أمر الآن بنفس التجربة وسوف أخبركم في نهاية العادات كيف تصرفت .
بالتأكيد هناك كتب لا حصر لها قد تكون قرأتها في إدارة الأزمات ولكن أنظر دائما إلي تاريخ إصدار الكتاب الذي بيدك إذا كان قبل وباء كورونا العالمي فلا داعي لقراءة بقيته , الأزمة الجديدة ستحدث نظريات جديدة ولكن الشيء الذي لن يتغير هو عادات الإدارة لذا سأضع بين يديك سلسلة متتالية من المقالات نتدارس فيها معلومات حول الإدارة وكيفية تحسين ظروف العمل المحيطة بالشركة الخاصة بك في ظل تخوف العديد من الموظفين من الترحيل أو تقليل الراتب ..لننطلق من العدد القادم إلي عادات الإدارة في جولة مكونة من ستة مقالات ,
نلقاكم قريباً .
محمد الجهادي
المحاضر المنتدب بقسم الإعلام
كلية الآداب جامعة الأسكندرية
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات