خبرات حياتية مهمة و لكنها مهملة لا نعيرها اهتماما بسبب انشغالاتنا او يمكن أننا برمجنا أنفسنا عليها فأصبحت مصدر أماننا و لكنها غير محفزة!
هل للسرطان آثار جانبية إيجابية ؟
لا أحد يسعد عندما يمرض بل غالبا ما تصبح حياة المريض مليئة بالعثرات و التحديات من كل الجوانب ,و يصبح يتعلق بكل قشة يمكنها أن تنقذه من ويلات مرضه .بالنسبة للسرطان وويلاته فهي كثيرة و صيحاته مؤلمة و بشكل خاص عندما يصيب المرأة ! لماذا ؟لأن المرأة تأخذ النصيب الأكبر من أعداد السرطانات و أنواعها عندما تصاب بسرطان الثدي أو غيره من السرطانات التي تخص النساء. فالدراسات تقول أن 45% من حالات السرطان في الأردن هي من نصيب سرطان الثدي , و هذا إن دل فهو يدل على أهمية إعطائها الرعاية و العناية الصحية و رفع درجة المناعة النفسية لها و دعمها إجتماعياً في مجتمعاتنا .بالنسبة لي كان السرطان - بعد عام من اصابتي به- تحدي كبير , و أنا قبلت التحدي . قبلت أن اكتشافي له كان في بداية مراحله و في أولى تغلغلاته في جسمي , ما هو إلا نعمة من الله أعطاني إياها لكي أكون قدوة من القوة لغيري من النساء المصابات و التي أراهن و أتحدث معهن أثناء تواجدي في مسيرة علاجي في مركز الحسين للسرطان , فهن في أمس الحاجة لمن يسمع ألمهن , و يفهم معاناتهن و يثق بقدراتهن . و يعطيهم الأمل في وجودهن. رضيت بما كتبه الله لي و أن هذا بلاء و ليس وباء , مما يعني أن مهمتي في نشر ثقافة الإنفتاح و الشفافية في المجتمع و بين فئة النساء خاصة هي رسالتي في الحياة لأنإهمال المرأة لحاجاتها و عدم التعبير عن أفكارها و كبتها لمشاعرها من أكثر الأمور التي تجعلها تنطوي على نفسها في رحلة مرضها السرطاني و حتى في مسار حياتها الطبيعي , و يعزز ذلك تعامل من حولها معها على أنها ضعيفة و غير قادرة على الحفاظ على هويتها أو حتى كينونتها , و بالطبع يعود كل ذلك الى أسلوب التربية المجتمعية و التي ورثناها من دون أن نعي انها تنعكس سلباً على تنشئة أبنائنا بغرس مفاهيم خاطئة عن مكانة المرأة و وضعها النفسي و المجتمعي . فهمت أن مرض السرطان هو كأي مرض آخر يصيب الجسد, وأن اكتشافه في مراحله الأولى , هو مصدر أمان للمريض حيث يمكن السيطرة عليه و التشافي منه حتى لو بعد فترة علاج طويلة و بالطبع بعد أن نتحلى بالصبر و طول البال و الثقة بأننا نحن من سنسيطر عليه بإرادتنا و عزيمتنا و قوة مثابرتنا لقبول التحدي المجتمعي . استطعت أن أفهم المرأة ,وما هو مصدر الخوف لديها من الفحص المبكر , فهي تخاف من احكام مجتمعها لها إذا ما عانت من مرض بسيط , فكيف لو أصيبت بالسرطان ؟فبالرغم من أنه غير معدي إلا أن الناس تتعامل مع المريضة بأنها مصابة بخلل و أن هذا الورم الذي بجسدها هو وباء , و يبدأون باطلاق مصطلحات تدل على الشفقة مثل (يا حرام / مسكينة ) و غيرها من التعابير الغير مناسبة .نحتاج الى تغيير نمط فكري للرجل و المراة معاً لكي يصبحوا اكثر تفهماً لموضوع السرطان و اكثر اهتماماً بكيفية تدبير الامور الصحية معاً, فلا انتقاد او نبذ او حتى تعليق سلبي للمريض أو المريضة , لأن الله يعطي الإمتحان و نحن من نملي الإجابات . #شهر _التوعية_بسرطان_الثدي #ليس_مجرد_رقم #انت_الحياة
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات