النمو في الحياة يبدأ عند الوعي بأهمية التغيير ...و نحن من نختار !
العالم من حولنا عشوائي و غير منظم ، عالم متناقض و غير محفز ، فكيف لنا أن نطور انفسنا في هذا العالم السريع التغير؟عملية التغيير عملية جداً مهمة في حياتنا، لأن التغيير عن نمط سائد و بالي هي من أسمى ما يمكننا فعله للوصول الى النمو و من ثم الازدهار ، و لكن كيف؟من المعروف أننا كبشر نتشارك الحاجات الفسيولوجية ، فلا أحد يستغني عن الطعام و الماء و الهواء ، فكلها أساسيات و متطلبات معيشية لإستمرارية الحياة. و لكن هناك أمور أبعد من ذلك ، فبعد الإشباع الفسيولوجي هناك حاجات ضرورية لبعض البشر لان البعض الآخر مكتفي بالأساسيات و مبرمج بأن لا يوسع حدود معرفته اكثر من نطاق الروتين ، أما البعض الأول فنطاق معرفتهم لا يحده برمجة أو تقليد أو روتين ، لأنهم يسعون نحو حب المعرفة و البحث عن الحقائق و الحرية في النمو العقلي .لكل منّا منطقة أمان خاصة به ، منّا من يحبها و يلتزم بها لأنها مناجاته عند الخطر ، فتلزمه الشعور الآمن من الخوف ، و منّا من يسعى للخروج منها لأنه يرفض الاستسلام او الحدودية .منطقة الأمان لا أمل فيها ، لأنها تخدعنا و تساهم في رسم أوهام و مخاوف للنمو و التطوير الذاتي الشخصي لكل منّا.من يعيش في الأمان فهو في إنكار دائم بأن الحياة لا يوجد بها الكثير من الصعوبات و التحديات و الامراض و الحروب و المنازعات المادية و المعنوية بين البشر ، فلا أحد يكاد يخلو من أدنى مشكلة ، و لكن الفارق بأن من يبحث عن التغيير فهو خارج من منطقة أمانه و يسعى للتطور ، و من يبحث عن التجديد فهو سائم من نمط روتيني محدود و مكرر نفسه و كأنه في دائرة مغلقة و مقلقة، يسعى للتغيير بأنماط فكره و يعيد حسابات نفسه و يقيم نفسه بصورة يومية ، فلا يدع مجال لمنطقة أمانه الوهمية بأن تخدعه لأن يبقى من دون تغيير في التفكير و المشاعر و السلوك الذي يتبعه !أن يكون الانسان مدركًا لمعتقداته المناسبة له و التي تجعله محققًا لذاته ، و لأسلوب تفكيره الذي يجعله مطورًا لنفسه هو ذاك الإنسان الذي يطمح لأن يكون النجاح حليفه و التميز رفيقه و يؤمن أشد الإيمان بنفسه و قدراته و كفاءته. إن الخروج من منطقة الامان يحتاج الى قوٌة خارقة و صفاء و انفتاح للعقول و من إرادة متبوعة بالإدارة لأنفسنا و التي لم و لن تكون بالشهادات العلمية المركونة على جانب و انما بالعمل و الانجاز و مكافحة الإرهاب التفكيري السلبي الذي لن يجلب الاّ العشوائية و التناقضية .علينا أن نحفز أنفسنا للعمل على رفض الروتين الجامد و الابتعاد عن الشتات الفكري و الضياع النفسي و الغزو التكنولوجي "بجانبه السلبي السالب للإنتاج" و المقيّد للإبداع .
نحن من نأخذ القرار إما أن نبقى مع الأغلبية التي تتشارك بالحاجات الفسيولوجية و إما ان نبحث بأعماقنا عن أهدافنا و سبل تحررنا من قيود و سلاسل تدمر مستقبلنا و طموحنا !
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات