ماعلاقة الابتكار بالنجاح ..؟ وهل يجب عليَّ أن أكون مخترعًا -مثلاً- لأنجح؟

يشترك كل الأشخاص الناجحين في امتلاكهم لمخيلة خصبة وقدرتهم على الابتكار، ولذلك ينبغي على كل من يرنو إلى النجاح أن يدرك أهمية الإبداع في الحياة.


أما مشكلة الكثير من الناس فهي أنهم يظنون الابتكار حكراً على فئة معينة من الأشخاص الذين يولدون بجينات خارقة أو بأفواههم ملاعق من ذهب، وأن المبدعين هم الكتاب والمخترعون والعباقرة والفنانون والأثرياء فحسب.


فلا غرابة أن تسمع شخصاً يقول: «لن تبدع ما لم تملك المال»، أو «لن تبدع إلا إذا كنت فرداً من عائلة تكثر فيها المواهب»، وأقوال أخرى كثيرة تجعلنا نعتقد أن الابتكار ليس من حقنا. لكن هذه الطريقة في التفكير خاطئة.


إن الله تعالى زرع في كل إنسان ملكة الإبداع، لذلك فالابتكار لي ولك ولجميع الناس؛ فسواء كنت صاحب شركة أو موظفاً بسيطاً، أو كنت تنحدر من عائلة موهوبة أو عائلة غير موهوبة، أو تنتمي لعائلة ثرية أو متواضعة الحال، فتأكد بأنك قادر على الإبداع، وثق أنك تستطيع أن تبدع مع عائلتك، وفي عملك، وأنت تمارس هواياتك وتحل مشكلاتك، وتبدع في كثير من الأمور الأخرى.


كان هناك طفل إفريقي يدعى "وليام كامكوامبا"، الذي كان في صغره حريصاً على التعلم في المدرسة، إلا أن ظروفه المادية منعته من إكمال تعليمه لأنه لم يكن يملك حينها 80 دولاراً لدفع الرسم السنوي.


غير أن ظرفه المعيشي لم يمنعه من الذهاب إلى المكتبة، حيث عثر على كتاب في الفيزياء بداخله رسومات لطواحين الهواء. ورغم أن الكتاب كان مكتوباً باللغة الإنجليزية التي لا يفهمها بعد، إلا أنه قرر أن يتعلم من خلاله كيفية صنع طاحونة هواء بوسعها توليد الكهرباء لقريته الصغيرة.


وبإصرار كبير، استطاع وليام في النهاية من صنع طاحونة هواء مميزة، مستعيناً ببقايا أسلاك ومحور دراجة هوائية قديمة وبعض أنابيب البلاستيك، دون أن يكون لديه أي مواد صنع حقيقية، أو حتى تعليم أساسي أو توجيه أو أدنى مساعدة.


فرغم فقره الشديد، تمكن وليام من صنع طاحونة الهواء التي كانت قادرة على إنارة بعض المصابيح وشحن الهواتف النقالة وتشغيل مضخة مياه تعمل على توفير الماء لبيته ولقريته.


أما العبرة من قصة الصبي وليام، فهي أن الإبداع لا علاقة له بالظروف الاجتماعية أو التعليم أو الوضع المادي أو الانتماء لعائلة موهوبة؛ إذ يمكنك أن تبدع في أي ظرف كان، طالما أنك قررت ذلك.


وحتى تنجح في الحياة لا بد أن تكون مبدعاً في عملك وفي حياتك بشكل عام، لأن الإبداع والنجاح قرينان متلازمان، وكل من أراد النجاح عليه أن يتقن فن الابتكار.


نختتم السلسلة في التدوينة القادمة بإذن الله.

تابعني ليصلك كل جديد، وشارك ماتعلمته في التعليقات :)


ألقاك في التدوينة القادمة إنشاء الله


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شهاب الدين جلال

تدوينات ذات صلة