التخطيط الجيد هو أساس النجاح، لكن حتى تخطط للنجاح عليك أن تدرك أهمية الوقت وتتعلم كيفية إدارته بذكاء واستثماره بالشكل الأمثل.

يقضي الكثير من الناس معظم أوقاتهم يتابعون نشرات الأخبار والمسلسلات التلفزيونية والأفلام والبرامج الترفيهية، ثم يأتيك أحدهم ليقول: "لا أجد وقتاً للقراءة أو لتطوير خبراتي واكتساب مهارات جديدة"، في حين يضيّع أكثر من أربع ساعات كل يوم في أشياء لا تقدم ولا تؤخر.


من هذا المنطلق، إذا لم تدرك أهمية الوقت في حياتك فلن تحقق أهدافك حتى لو خططت لها جيداً، فقد قيل على لسان القدماء: «الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك». وحياتنا بأسرها مبنية على عامل الزمن، فاليوم الذي ينقضي لن يعود إلى آخر الدهر، والساعة التي تمضي بلا فائدة لن تعيد إحياءها مهما بكيت أو اشتكيت.


أما عن كيفية إدارة الوقت فيقول مخترع طريقة "Getting Things Done":


ليس بإمكانك إدارة الوقت بحال من الأحوال، لكن بوسعك إدارة نفسك خلال الوقت، لهذا فإن ما تديره هو اهتمامك وتركيزك

يفشل معظم الناس في إدارة وقتهم لأنهم يعتقدون بأنهم يجب أن يضعوا جدولاً صارماً لا يحيدون عنه، لكن الحياة مليئة بالمشتتات والأحداث المفاجئة، وبالتالي فإن محاولة تنظيم الوقت بالدقيقة والثانية أمر مرهق وعملية تُغفل أننا بشر ولدينا مشاعر وأمور طارئة؛ فأحياناً نتمتع بطاقة عالية وأحياناً أخرى ينتابنا الشعور بالتعب والرغبة في الابتعاد قليلاً عن جو العمل الصارم، وأحياناً يحدث أمر طارئ يستدعي تغيير خططنا.


فلا تخطط ليومك كأنك جندي في كتيبة حربية، بل كن مرناً ومستعداً للتكيف مع التغيرات.


بالإضافة لما سبق ذكره، يظن البعض أن إنجاز مهام أكثر في ذات الوقت يعني إنجازاً أكبر، لكن ذلك غير صحيح، فالدراسات تشير بأن تعدد المهام بشكل مستمر يؤدي إلى مشكلات صحية لا تحمد عقباها. أما البديل فهو قيامك بالتركيز على إنجاز مهمة واحدة خلال مدة معينة ومحددة، بحيث لا تسمح لأي نوع من المشتتات بصرف انتباهك عن العمل الذي بين يديك.


أما النصيحة المثلى لإدارة الوقت فهي تلك التي عبّر عنها "برايان تريسي" في كتابه (ابدأ بالأهم ولو كان صعباً)، حيث يرى الكاتب بأن الشخص الذي ينمّي عادة البدء بالأولويات يمكن أن يتفوق على الشخص العبقري الذي يتحدث كثيراً ولديه عشرات الخطط المذهلة، لكنه لا ينفذ منها سوى القليل.


وبالتالي، فإن أعظم نصيحة يقدمها الكاتب هي أن تبدأ نهارك باختيار المهمة الأهم، لتبدأ في إنجازها بسرعة وجودة. والمهمة الأهم هي أكثر شيء تماطل في فعله، وهي المهمة التي تعود عليك إن أنجزتها بوقع إيجابي عظيم على حياتك ونتائج ملموسة كبيرة.


وحتى تستطيع إدارة وقتك، فعليك أن تتمرن فحسب؛ أن تمرن نفسك بشكل مستمر فتكتسب عادة ترتيب الأولويات والبدء بالمهمة الأهم أولاً، وأن تكون مرناً في تعاملك مع الوقت، وتكتسب عادة حصر تركيزك في مهمة واحدة ضمن فترة زمنية محددة.


أما السبيل إلى اكتساب عادات جديدة إيجابية تساعدك على تنظيم وقتك وتحقيق أهدافك، فهو مدار حديثنا في التدوينة المقبلة.


شارك المقال لمن قد يستفيد منه,

وتابعني ليصلك كل جديد.


ألقاك في التدوينة المقبلة بإذن الله.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جميل

إقرأ المزيد من تدوينات شهاب الدين جلال

تدوينات ذات صلة