تعرف على ماقد يجعل حياتك مختلفة كليًّا .. إنها العادات الذرية!

يخفق الكثيرون في حياتهم بسبب أنهم أسرى لعادات سلبية لا تدعم أحلامهم المستقبلية، فكيف لك أن تصبح مدير الشركة التي تعمل فيها وأنت لا تستطيع التركيز لساعة واحدة على عملك، ولا يمكنك العمل تحت الضغط، ولا تتمتع بالقدرة على تنظيم وقتك وتخصيص أوقات فراغك لتطوير إمكانياتك الشخصية والعملية؟! في حين تقضي عدة ساعات مساء كل يوم في مشاهدة التلفاز أو اليوتيوب أو التسكع مع الأصحاب، وتمضي أيام العطلة بأكملها دون فعل أي شيء مفيد.


إن ما يميز الناجحين على مر العصور هو عاداتهم الداعمة من قدرة فائقة على التركيز لساعات طويلة، واستعدادهم للعمل تحت الضغط، وغير ذلك من عادات إيجابية مثل القراءة والتعلم اليومي وتطوير الخبرات بصورة منتظمة.. إلخ.


لذلك كله، لا يهم المخطط الذي رسمته لحياتك، ولا الأهداف التي حددتها لنفسك، طالما أنك لا تمتلك عادات داعمة تعينك على الانضباط والالتزام التامين بما عقدت العزم عليه. ومن هنا كان التحدي الأصعب الذي يواجه معظم الناس، حيث يحاول المرء تغيير عاداته السلبية واكتساب عادات جديدة بين يوم وليلة، فتكون النتيجة 99% هي الفشل الذريع، فما السبب في ذلك؟


يرجع سبب إخفاق غالبيتنا في تغيير العادات السلبية واكتساب عادات جديدة إلى أن عاداتنا تتحكم في حياتنا، ولا يمكن تغيير أي عادة بين ليلة وضحاها، بل يجب التدرج في تغييرها؛ لأن العادة عبارة عن طريقة تفكير معينة أو سلوك ما يكرره الإنسان كثيراً إلى أن يغدو عادة مترسخة لديه.


والعادة أشبه بشجرة بدأت بذرة صغيرة، فتعهدتها بالرعاية والاهتمام إلى أن كبرت فأصبح من العسير اقتلاعها بسبب الجذور التي تمتد عميقاً في باطن الأرض.


من هذا المنطلق، قدم الكاتب "ستيفن جايز" كتابه الجديد بعنوان "عادات صغيرة" بعد معاناته لسنين طويلة من فكرة أن بمقدوره اكتساب عادات إيجابية بمجرد أن يرغب بذلك بشدة ويتحلى بإرادة صلبة وعزيمة ثابتة، كما كانت تصور معظم كتب التطوير الذاتي سابقاً، إلى أن اكتشف أن جميع محاولاته باءت بالفشل الذريع.


وذات يوم خطرت على ذهنه فكرة عجيبة: "ماذا لو قمت بتجربة ضغطة واحدة عوضاً عن بذل الجهد لثلاثين دقيقة؟"


ورغم أن عقله سخر من هذه الفكرة، إلا أنه شرع في تطبيقها، حيث ألزم نفسه بممارسة ضغطة واحدة على أقل تقدير كل يوم، فلاحظ أنه في معظم الأيام يقوم بأكثر من ذلك، وأن ضغطة واحدة كانت كفيلة بجعله ملتزماً بالتدريب الرياضي. في حين أنه في الماضي عندما قرر عشرات المرات الانتساب إلى نوادٍ رياضية وممارسة التمرينات لمدة نصف ساعة أو ساعة يومياً أو حتى 3 مرات في الأسبوع لم ينجح مرة واحدة في الالتزام.


ثم بدأ يطبق هذا المبدأ البسيط على جميع مناحي حياته، فلاحظ بعد مدة قصيرة تحسناً ملحوظا ًوتطوراً هائلاً وتغيراً حقيقياً في عاداته السلبية، إلى جانب اكتساب عادات إيجابية لم ينجح من قبل في اكتسابها لسنوات طويلة رغم جميع محاولاته؛ لأنه كان متشبثاً بفكرة شائعة، ألا وهي التغيير السريع والانتقال من حال إلى حال بسرعة.


لهذا، ابدأ من اليوم باتباع هذه الاستراتيجية البسيطة التي لا تتطلب إرادة ولا رغبة شديدة، فالإرادة متذبذبة وكذلك الرغبة في أحيان كثيرة، وبالتالي لا يمكن التعويل عليهما. أما قيامك بأشياء صغيرة كل يوم فلا يحتاج إلى جهد ولا إلى استعداد نفسي وما شاكل ذلك، مما يزيد من احتمالية نجاحك.


إذا كنت من الأشخاص الذين يجدون صعوبة في قراءة الكتب، وتعلم يقيناً أن القراءة ستفيدك في حياتك الشخصية والعملية، لأنها كذلك بالفعل، فعاهد نفسك على قراءة صفحة واحدة يوميّاً على أقل تقدير. وإذا وجدت في نفسك القدرة على قراءة المزيد فلمَ لا. أما إذا لم تستطع فالإلتزام بقراءة صفحة واحدة لا يتطلب منك أي جهد يُذكر، حتى لو كنت مريضاً أو مرهقاً من كثرة العمل أو تشعر ببعض الاكتئاب.


إذن، فالعادات الصغيرة هي الحل العملي لاكتساب عادات جديدة والتخلص من بعض العادات السيئة. ومن أراد النجاح فهو بحاجة إلى امتلاك عادات داعمة كالتركيز والمطالعة والرياضة المنتظمة والعمل بتركيز وغير ذلك.


يقول الفنان والروائي فيودور دوستويفسكي:


وأما الشطر الثاني من حياة الإنسان، فهو لا شيء أكثر من العادات والأشياء التي تعود على فعلها خلال الشطر الأول

شارك ما استفدته في التعليقات أدناه لنستفيد جميعنا.

تابعني ليصلك كل جديد :)


أراك في التدوينة القادمة إن شاء الله.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

سلام عليكم انا متابعة من جزائر اتمنى لك كل توفيق.الهمتني

إقرأ المزيد من تدوينات شهاب الدين جلال

تدوينات ذات صلة