تعرف على قيمك الشخصية وكيف تجعل منها طاقة تدفعك قدمًا للنجاح
في البداية تحدثنا عن أهمية التخطيط في حياتنا خصوصاً في عام 2020م الذي أطلّ علينا بالكثير من الأحداث المتسارعة على المستوى العالمي. ثم تطرقنا للحديث عن ضرورة أن تتسم بالوضوح من خلال إدراكك لمن تكون وماذا تريد، وصولاً إلى فهم رسالتك في الحياة والتي من المفترض ألا تكون مجرد إطار تحصر نفسك بداخله، بل هي الحياة بحد ذاتها، متمثلة في أن تحيا بحماس ونشاط، وتجرب القيام بأشياء جديدة، وتضيف قيمة لحياة الآخرين، وتطور من نفسك على الدوام، لتكتشف ذاتك الحقيقية.
أما الخطوة التالية فتتمثل في تحديد قيمك، فما هي القيم؟
القيم هي مجموعة الأخلاقيات والمعتقدات والمبادئ التي نطبقها في حياتنا، فهي أشبه بالطاقة التي تدفعنا وتحركنا. فالقيم هي التي تساعدنا على توجيه رغباتنا وتوظيف طاقاتنا في المكان الصحيح.
في مقابلة تلفزيونية مع الممثل الشهير "ويل سميث"، سأله مقدم البرنامج عما هو أهم بالنسبة له، العمل أم العائلة؟
فأجاب: بالطبع العائلة.
فعلى الرغم من إنجازاته الكبيرة في عالم هوليود إلا أن الأسرة ظلت بالنسبة له القيمة الأكثر أهمية. ففي إحدى المرات على سبيل المثال كان من المقرر حصوله على جائزة عالمية كتكريم له، وفي ذات الوقت كان هناك احتفال لدى ابنه في المدرسة، فاختار ويل سميث حضور الحفل برفقة ابنه بدلاً من حضور حفل التكريم الخاص به؛ لأن العائلة بالنسبة له أهم بكثير من التكريم.
كما أنه بين عامي 2009 و2010 كان لدى ويل سميث تصوير فيلم في الصين لمدة تقارب ثلاثة أشهر، في الوقت الذي كانت هناك مباراة كرة قدم أمريكية لدى ابنه الأكبر، والتي تقام كل أسبوع في مدرسته بأمريكا، فكان ويل سميث لا يتردد في مغادرة الموقع على متن طائرة كل أسبوع عائداً من الصين إلى الولايات المتحدة الأمريكية ذهاباً وإياباً بقصد حضور مباراة ابنه في المدرسة.
إذن، فعليك أن تكتشف قيمك، ومن ثم تعمل على ترتيبها حسب الأهمية، لأن ذلك سيجعل حياتك وطاقتك تتدفق بشكل صحيح. ولفعل ذلك عليك أن تحدد أهم عشر قيم في حياتك كما تراها أنت.
بعض الناس يعتبرون قيمة النجاح هي القيمة العليا في حياتهم، تليها قيم أخرى. وآخرون يعتبرون السلام الروحي القيمة الأسمى والأعلى في الحياة. أما الفيصل فهو الشخص نفسه، لذا عليك تحديد أولوياتك حسب رؤيتك أنت.
مثال: إذا كانت العائلة هي القيمة الأعلى في حياتك، فضعها في المرتبة الأولى. ثم يمكنك أن تضع المال مثلاً في المرتبة الثانية، وفي المرتبة الثالثة قد تضع التحصيل العلمي، وهلمّ جرّاً.
المهم أن ترتب قيمك من الأهم إلى الأقل أهمية.
وإذا أخذت بنصيحتي فلتضع قيمة السلام الداخلي والعطاء في رأس القائمة، لأن السكينة الروحية وفعل الخير قيمة سامية ستجعل كل القيم الأخرى تتحقق في حياتك.
يقول ألبير كامو:
إن مهمتي ليست أن أغير العالم، فأنا لم أعطَ من الفضائل ما يسمح لي ببلوغ هذه الغاية، غير أنني أحاول أن أدافع عن بعض القيم التي من دونها تصبح الحياة غير جديرة بأن نحياها، ويصبح الإنسان غير جدير بالاحترام
وبعد أن تحدد قيمك، عندها يمكنك أن تضع أهدافاً بعيدة المدى وأخرى قصيرة المدى، وهو ما سنتحدث عنه في المقال القادم بإذن الله.
تابعني ليصلك كل جديد.
شارك في التعليقات أهم ماتعلمته، ولنساعد بعضنا على التغيير للأفضل.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات