فن الإصغاء يعد من المهارات المهمة التي يجب علينا اكتسابها, فكيف يتم تحقيق ذلك؟


مهارة الإصغاء هي مهارة مكتسبة و تمثل قدرة الشخص على تحويل الأصوات الصادرة من الآخرين و تحويلها و ترجمتها, و الاستماع للآخرين بتركيز و هدوء مع فهم مشاعر المتحدث و تحليل الكلام في العقل, و تجنب إصدار الأحكام المسبقة على المتحدث, وعدم مقاطعته, و هي أحد طرق أو مهارات التواصل الفعال. و من الطرق الفعالة لبناء علاقات ايجابية. و يؤدي الإصغاء بالشخص إلى التعلم والاستفادة من خبرات الآخرين المنقولة عن طريق الكلام, و تجعله مصدر ثقة للمتحدث حيث أنه يستمر بالحديث دون الخوف من الأحكام المسبقة و الحوارات السطحية. و ينقسم الإصغاء الى عدة أنواع وفقا الى اذا ما كنت تجري حوارا عاديا مع شخص ما, أو أنك في غرفة محاضرات تصغي للمحاضر, و هنا يكمن الاختلاف في درجة التركيز, و طرق المحافظة على التركيز, و أيضا الفائدة العائدة على المستمع في كلا الحالتين. يؤدي اتقان هذه المهارة الى اكتساب مهارات أخرى كمهارة حل المشكلات, و مهارة بناء علاقات ايجابية و يستفيد من ذلك الناس من مختلف الخلفيات و الاتجاهات و الوظائف.


الفرق بين الإصغاء والاستماع


يختلف الإصغاء عن الاستماع في عدة أوجه, أولا الإصغاء هو استخدام الحواس لسماع صوت معين مع إقحام العقل و القلب في العملية, أما الاستماع فهو سماع الصوت بالأذن بدون استخدام العقل لأغراض التحليل و الاستنتاج. ثانيا تعود الفائدة المعرفية كلها على الشخص الذي يصغي لا على الذي يسمع فقط. ثالثا يكون المصغي أكثر قدرة على التفاعل و التواصل الفعال مع الآخرين.


أكثر ما يجذب انتباهي واصغي له هو المواضيع التي تتعلق باهتماماتي و شغفي كالتكنولوجيا, و الحالات الانسانية التي تعبر مسمعي, و الآراء المختلفة حول مواضيع متعددة إذا جاءت من محاور جيد, وأهم الأمور التي أصغي إليها جيدا هي حديثي الداخلي و ما تمليه علي نفسي.


يسعى المستمع الجيد الى فهم كل تفاصيل الحوار, فيقوم بتحليل الكلام و توضيحه و النقاش في أهم المحاور, و يستخدم لغة جسد مناسبة لإظهار اهتمامه و إصغائه للمتحدث, يتقبل الرأي الآخر و يبتعد عن مقاطعة المتحدث ومحاولة إثبات وجهة نظره بطرق خاطئة, عدم التظاهر في فهم مسألة, فالمستمع الجيد يطلب توضيحا لأي شيء غفل عنه, و يشجع الآخرين على الحديث و التعبير عن ما بداخلهم دون خجل, فالمستمع الجيد لا يطلق أحكاما على الأشخاص الذين يتحدثون إليه, و أخيرا, المستمع الجيد يراعي مشاعر الآخرين و يتفهمهم و ينتقي كلماته بناء على ذلك.


لغة الجسد والإصغاء


من الأمور المهمة لدي عند حديثي مع أي شخص هي تعابير الجسد, فتعابير الجسد إذا استخدمت بالطريقة الصحيحة فهي التي توضح المقصد وراء الكلمات, فمن خلال لغة جسد المتحدث و تعابير وجهه تظهر مشاعره و تزيد فرصة فهم حديثه و التفاعل على أساس ذلك.



يمكن تنمية مهارة الإصغاء عن طريق:


1- اختيار الأوقات المناسبة للكلام و التوقف عن الكلام عند حديث شخص آخر, وعدم مقاطعة أي من أطراف الحوار.

2- التركيز و الانتباه إلى كل ما يقوله المتحدث.

3- إظهار اهتمامك بالحديث و التحكم بتعابير الوجه واختيار تعابير الجسد المناسبة.

4- عدم الانشغال عن المتحدث بأي ملهيات كالهاتف و غيره, مع الحفاظ على التواصل البصري.

5- احتفظ بهدوئك حتى وإن لم تتفق مع ما قاله الشخص الذي تحاوره.

6- تقبل النقد البناء, و لا تتصرف تجاهه بحساسية زائدة.

7- شارك في الحوار و ناقش في الأمور التي تهمك من حديثه.

8- اختيار نبرة الصوت المناسبة في الحوار.

9- لا أحد يعرف كل شيء, لا تخجل من عدم فهمك أو معرفتك لشيء معين أخبرك عنه المتحدث.



حلا نصار

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات حلا نصار

تدوينات ذات صلة