ما هو الأمل ؟ و ما الأمور التي يضيفها على حياتنا ؟


الأمل هو أحد المشاعر الإيجابية التي تمد الإنسان بالطاقة والتحفيز اللازم للتغيير. و هو ثقة الإنسان بأن ما يتمناه قابل للحدوث بغض النظر عن الظروف المحيطة. الأمل يسبق السعي و يحفز له, فالأمل هو القوة الدافعة لتحقيق الأهداف, فلا يمكن للإنسان أن يشرع في إتمام مهامه و النجاح بها الا اذا أيقن أن الأمر ممكن, بل أكيد الحدوث. قد تثنينا الحياة بتقلباتها و تغيراتها المفاجئة عن العيش بسعادة, ولا شك أن كل إنسان سينجر نحو تلك السلبية و اليأس, و لكن يقينه أن بعد الهم و الحزن يأتي الفرج, و بعد اليأس يأتي الأمل, كفيل بأن يزيح تلك الأفكار السلبية ليحل محلها الأفكار الإيجابية. و لا يمكن للإنسان الاستمرار بحياته بسلام لولا الأمل, فالحياة و الأمل وجهان لعملة واحدة, مترابطان دائما. يعرف الفيلسوف الألماني إرنست بلوخ الأمل على أنه : «اعتراف بأن الأفق مفتوح، وإقرار بأن المستقبل لن يكون إلا كما نريده ، وليس معنى هذا أن الأمل بطبعه تهور واندفاع ، بل إنه فى صميمه خلق وإبداع لأن بواسطته تنكشف لنا إمكانية التغير الذى يدعونا إلى العمل إلى تحقيق ما نصبوا إليه، فالأمل هو تحرق إلى المستقبل، الجديد، اليوتوبيا، وإلى ما لم يوجد بعد»,


أهم المشاعر التي تزودنا بالأمل هي الثقة بالله تعالى و قدرته على قلب الموازين, و ثقتك بنفسك وبقدراتك, و مشاعر الاطمئنان والارتياح, والرضا عن النفس.


القلق المستمر والتفكير الزائد قد يؤدي بالشخص إلى فقدان الأمل, و هو شيء قد يتعرض له أي انسان, مما يسبب له العديد من المتاعب من فقدان الشغف و اليأس و الإحباط والشعور بمشاعر سلبية عديدة, فلا يوجد للحياة معنى بدون الأمل, و لكن يجب علينا جميعا في تلك اللحظات أن نذكر أنفسنا أن هذه الحالة لن تدوم للأبد, و أن نعيد شحن أنفسنا بالطاقة الإيجابية عن طريق القيام بالأمور التي نحبها و التي تساعدنا على تحسين نفسيتنا, والتأمل و التركيز على النعم الكثيرة التي نراها على أنها مسلمات, بالإضافة الى التحدث مع شخص نحبه و اخباره عن ما نشعر به و تجنب العزلة, أيضا مشاركة أحلامنا و طموحاتنا مع الآخرين, و التوعية بأن اليأس و فقدان الأمل قد يكون عرض من أعراض الاكتئاب, لذا إذا تفاقمت الحالة يجب استشارة طبيب, و أيضا يجب علينا تقبل تقلباتنا و اختلاف مزاجنا بين حين و آخر, فهذا يمثل الحل الأساسي للمشكلة, و إمداد الأشخاص المحيطين بنا بالأمل من المؤكد أنه سيزودنا بالأمل.


الأمل أساس لكل العلاقات الإنسانية, لذا من أجل تحقيق النجاح في العلاقات يجب أن لا يشوبها اليأس, و هنا يأتي دورك بالسعي لإمداد من حولك بالأمل, أحيانا مجرد تذكيرهم بما يحيط بنا من نعم كفيل بأن يزودهم بالأمل, و القيام بالتحدث بإيجابية وتنمية الثقة بالنفس لديهم و تذكيرهم بقدراتهم الكامنة التي لا مضاه لها, بدون جعل سقف التوقعات غير واقعي, فهنا يكون الأمل مزودا لهم بالمشاعر السلبية لا العكس, و تذكيرهم بأن الأمل وحده لا يكفي, فيجب على الإنسان العمل بجد ومثابرة وعزيمة لتحقيق أهدافه.


يؤثر الأمل على أسلوب حياة الإنسان وسلوكياته اليومية, فنفس يملؤها الأمل من المؤكد أنها ستفعل ما بوسعها لتحقيق أهدافها و الاستمتاع بالحياة بأكبر قدر ممكن. و على عكس اليأس, الأمل يعطي للإنسان قدرة أكبر على التصرف لحل المشكلات بفاعلية, فالشخص الذي يشعر بالأمل يكون متأكدا أن أي مشكلة قابلة للحل, لذا يعمل على حلها مباشرة بدلا من أن يقضي وقته في التفكير المفرط و الحزن و الذي يحول دون فعل أي شيء. تحقيق الأهداف ليس سهلا, و هنا يأتي دور الأمل بأنه يذكر الشخص أن هناك سبب لما يقوم به و أن تعبه سيقابل بالنتائج التي ينتظرها, فلا كسل ولا تخاذل مع الأمل. و كلما زادت صعوبة التحديات التي تواجهنا, زاد احتياجنا للأمل و تأثيره في حياتنا, فالأمل يجعلنا نرفض المستحيل و نلغي هذه الكلمة من قاموس حياتنا. و الأمل يؤثر على رؤيتنا للأمور المحيطة بنا, فما يميز شعور الشخص بالأمل هو أنه يصبح قادرا على النظر للأمور كلها بإيجابية, مهما كانت صعبة أو معقدة, على عكس اليأس الذي يجعل الإنسان ينظر إلى أسخف الأمور كأنها أعقدها.



الأمل يحافظ على صحة النفس و الجسد, لذا يجب المحافظة عليه و السعي الدائم للحصول عليه و أن لا ينضب رصيد الإنسان من الأمل, و الحرص على إيجاد الشيء الجيد في كل الأمور السيئة, و من الأمور المؤدية الى ذلك هي تحسين عاداتك اليومية كتنظيم الوقت و الالتزام بالأكل الصحي, فالعادات السلبية مهما كانت صغيرة فإنها حتما تؤثر على نفسية الشخص و فاعليته, بالإضافة إلى تطوير الذات والتعلم المستمر, فهذا الأمر يزيد من ثقة الشخص بنفسه و هو عامل أساسي من عوامل التحلي بالأمل. و التأكد أنك أنت وحدك من تجلب الأمل و السعادة الى نفسك, فلا تنتظر أحدا ليضفيه على حياتك.


ساعدني الأمل على تقدير الأمور المحيطة بي و تذكيري الدائم بها, و أيضا ساعدني على معرفة ما أريد تحقيقه في حياتي, و التعرف على نفسي, فطالما الأمل ملازم للإنسان, هذا يشكل محرك له يرافقه دائما. و الأمل يضفي علي الشعور بالسكينة و الطمأنينة, بالنظر إلى أن كل الأمور آيلة إلى نهاية, فلماذا إذا تضييع حياتنا بالتفكير بها و الحزن عليها؟



حلا نصار

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات حلا نصار

تدوينات ذات صلة