اردت مشاركتكم جزءا من تجربتي في جائزة الامير الحسن للشباب .. ستكون هذه تدوينتي الاولى في هذا المجال وسأتبعها بتدوينات اخرى

تجربتي في معسكر جائزة الامير الحسن للشباب

انني أفخَرُ جدًا للقيام بهذه التجربة . رُسِّخَت في ذاكرتي لحظاتها . وودتُ تدوينها كي لا أنساها يومًا ما.


بعد تقديمِ طلبِ الإنتساب ، واستلامك لدفترين . أحدهما هو ليوم الإختبار الذي سأتحدث عنه لاحقًا والآخر مُقسم إلى ثلاثة أقسام مجدولة

الأول: الخدمة : وتكون خدمة للمجتمع بأي طريقة كانت ، وكان خِياري في هذا المجال العمل التطوعي

الثاني : مهارة: يمكنك اختيار أي مهارة تريدها ، بالنسبة إليّ اخترت مجال المطالعة

الثالث :رياضة ،اخترت الجري

يجب أن تستمر لمدة ٦ شهور بمعدل ساعة بالإسبوع لكل منها استمريت ل ٣ أشهر بعمل مكثف حتى أصبح معدل ساعاتي يفوق ساعة بالأسبوع لمدة ٦ أشهر

بعد انهائك العمل ولتتأهل للمستوى الفضي يجب عليك ان تذهب لمعسكر جائزة الامير حسن للشاب وتحسن التصرف وتحصل على تقدير يؤهلك لاستلام شهادة تُقر باكتمال مهامك في المعسكر . ثم يُعرض دفتر اعمالك للجنة وهي من تحدد قبولك

لنبدأ من تاريخ ٢٠١٨/٧/٨ اليوم الأول من مُعسكر جائزة الأمير الحسن للشباب . بدأ اليوم بتحضير الحقيبة ، والمُستلزمات ، وكل ما قد أحتاجه طيلة الخمسة أيام المقبلة . الكثير الكثير من الطعام الذي يعد بطيء التلف ، والمعلبات ، والكثير من الحلويات . حقًا لا استطيع العيش بدون الحلويات . رغم أنها مُضرة بالصحة.

فقد كان من ضمن سياسة المعسكر أنهم يؤمِنونَ لنا وجبة الغداء فقط . ونحن علينا أن نُحضر طعامًا للفطور والعشاء يكفينا طيلة الخمسة أيام .


بعد سلسلة التحضيرات ، خرجتُ من المنزل باتجاه مديرية التربية والتعليم في منطقتي حيث كانت الجهة المسؤولة عن انتسابي للجائزة بحكم انتسابي المدرسي للتجمع حتى نذهب للمعسكر .

لا أخفي عليكم أنّني شعرتُ بالوحدة والتوتر قليلًا . فلم أعرف أحدًا في التجمع ، رغم أن صديقاتي أخبرنني أنهن سيأتين معي للمعسكر . لكن غدروا بي . إلى أن جاءت تلك الفتاة في صفي رغم أنه لا علاقة لي بها ، ولا اتحدث معها حتى . لكنني شعرت أنها طوق نجاة ، على الأقل عرفت أحدًا هناك .


انتهى وقت التجمع وجُمعت موافقات اولياء الأمور . وصعدنا للباص للذهاب باتجاه الحديقة التي يتم عقد بها المعسكر . بادلني والدي عناق كبير ونظرة المودع وقال "أعلم انك قوية لكن لم أتخيل أنه لهذا الحد ، استمري " . وذهب لمعلمتي التي هي المشرفة على فريق مدارس محافظتي ليوصيها عليّ . وأحضان والدتي وهي تقول " لا تنسي تناول الطعام هناك ، وان احتجت لشيء اتصلي بنا"


صعدنا إلى الباص ، وقد كنت أشعر أنَّ الحماس يقفز أمام عيناي ، أريد الوصول بأسرع وقت ، أريد أن اخوض المغامرات بسرعة كبيرة . لكن قد حدث ما لم يكن بالحسبان . عند وصولنا بدأنا بتسليم هواتفنا . وجمعت الهواتف ووضعت في كيس كبير بِعنف ، ثم اُلقيت في صندوق كبير وأُحكم إغلاقه بقفلٍ حديدي . ثم بدأ تفتيشنا وتفتيش حاجياتنا .. حقًا لم يتركوا شيئًا ، بعثروا أغراضنا في كل مكان . بحثًا عن هواتف مُخبأة ، أو أي أداة حادة .حتى المقص ، الشوكة ، مقص الأظافر . ساعات ذكية ، كاميرات ، كل شيء ، حقا كل شيء . ثم بعد ذلك تكدسنا في مدرج ننتظر قدوم جميع الحافلات . التي كان آخرها حافلة المفرق .في هذه الأثناء كان مدربوا الجيش ينصِبون الخِيَم . التي سوف ننامُ فيها .

في الخيمة

كنا اثنتا عشرة فتاة ، في خيمة واحدة كبيرة . كنا نشعر بحيرة كبيرة الأرض تحتوي الكثير من الحصى ، والأشواك الصغيرة وغيرها من الأشياء . لن نستطيع وضع فراشنا على الأرضية مباشرة ، فبدأنا بالبحث عن غطاء كبير يفصل بين التراب والأشواك وفراشنا . تطوعت احدى الفتيات بغطاء احتياطي جلبته معها ، فرشنا الغطاء وبدأنا بترتيب فراشنا . كنا نتعامل بلطف مع بعضنا البعض ، فالمكان يُتحم علينا هذا ، نحن هنا في مكان لا نعلم أحدًا فيه ، ولا داعي للتفرقة .خرجنا من الخِيم لتلقي التعليمات . التي كان اهمها "الرحمة تخص والبلاء يعم " المكان مهيبٌ جدًا ، حشود من الفتيات محاطين برجال عمالقة يرتدون لباسًا عسكريًا ، والكثير من المدربات الإناث . لم نستطع ان ننبس ببنت شفة .

بعد سلسلة من التعلميات الطويلة التي لا اذكر منها سوى " الرحمة تخص والبلاء يعم" . وفي تمام التاسعة والربع مساءً استلمنا هواتفنا لنجري مكالماتنا مع أهلنا . كانوا يجمعوننا في منطقة محددة بين كل مجموعة فتيات مدربة مشرفة على حديثهن . ومدربوا الجيش جزء يقف على المداخل منعًا من هروب الفتيات بالهواتف او ابتعادهن . وجزء يجول بالأرجاء بيننا .

وكنت اتفق مع هذه السياسة بشدة ، فلا يصح ان تمتلك إحداهن هاتف ، فلربما تلتقط الصور للفتيات او شيء من هذا القبيل . بعد ربع ساعة تمامًا ، سُلبت هواتفنا . وبدأنا بالتدريب العسكري . بِحُكم أنني خضعت لتدريب عسكري لثلاث سنوات في المدرسة ، فكان التدريب العسكري في المعسكر بسيط جدًا بالنسبة الي .



أما عن باقي الفتيات ، بدأن بالتذمر ، ويقلون يا له من أمر صعب . كنت انتقدهن في ذاتي ، كيف تأتين لمُعسكر ، وتتذمرن من كل شيء . انه معسكر ليس مدينة ألعاب .

مع الساعة الحادي عشرة مساءً ، أُمرنا بتناول العشاء لمدة نصف ساعة ، ثم التجمع بالساحة الكبيرة ، لمناقشة الكثير من الأمور .كان الجو مليئًا بالضحك ، أخيرًا نحن هنا ، في هذا المكان الذي عملنا ستة أشهر في جدول كبير وساعات عمل كثيرة لنصل هنا .

كان فحوى الإجتماع ، هو اختيار فريق ننتمي إليه، طيلة الخمسة أيام . نعمل ونتلقى المحاضرات وفقًا لأهدافه . فور سماعي لأسماء الأفرقة بسرعة كبيرة قلت للفتيات اللواتي من محافظتي حيث كنا متلازمات

_"سأختار فريق الاستطلاع"

جزء منهن تشجع معي وانضم لرأيي ، وأخريات اخترن الفريق البيئي ،او التكنلوجي ،او السياحي .

وأهم ما اتذكره في يومي الأول ، وما زلت اضحك عند تذكري له . هو في اثناء التجمع وقبل اختيار الفريق الذي سننضم اليه . بصعوبة كبيرة أُجلسنا بانتظام وصفوف منتظمة ومرتبة . استغرق ذلك من مدربوا الجيش والمدربات ساعة الا ربع . بسبب فوضى الفتيات . بعد كل ذلك التعب ، استأذنت من مدرب الجيش بأن اشرب المياه فسمح لي ، اثناء شربي قَدِمَ صرصار لا حول له ولا قوة بجانب الفتيات ، فبدأن بالصراخ والركض في كل مكان وفي كل اتجاه ، استدرت لأرى ما حدث لم أجد سوى مدربوا الجيش يصرخون "ماذا حدث" وجميع الفتيات قد هربن ، فتبين بعد ذلك انه صرصار مسكين تسبب في كل هذه الجلبة .

ثم ذهبنا للنوم ، لكن الحماس منع أعيننا من الرقود ، ثم اننا لا نستطيع رؤية شيء المكان مظلم جدًا ، لا يوجد سوى بعض الأضواء في الخارج التي يتم اطفاؤها في موعد النوم .حتى مصابيحنا اليدوية لم تنفقع معنا فهي صغيرة مقارنة بحجم الخيمة .

فتبادر الى ذهني سؤال

_هل تمتلك احداكن مصباحًا كبير الحجم

فأخرجت واحدة منهن مصباحًا يستطيع ان ينير منتصف الخيمة ، على الأقل نعرف أين نسير .أخذته منها وثبته بشريط لاصق في وتد الخيمة .

ثم خلدنا للنوم فعلينا الأستيقاظ منذ الخامسة فجرَ اليوم التالي


وبهذا يكون قد انتهى اليوم الاول .. انتظروا فعاليات الايام الخمة في مدونات لاحقة

لا تنسوا متابعتي على حسابي في الانستغرام . والذهاب الى خانة القصص المثبتة لرؤية مجموعة صور من المعسكر تحت عنوان جائزة الامير حسن

farah.r.r

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات farah.r.r

تدوينات ذات صلة